دراساتصحيفة البعث

مصير الإنسانية المشترك والأمن الصحي العالمي

ترجمة :عناية ناصر

عن موقع تشينا ديلي 2020/4/11

 

حولت العولمة العالم إلى قرية عالمية يتشارك فيها الجميع مستقبلهم المشترك، وسيساعد تعزيز هذا الوعي في التغلب على معركة ” كوفيد١٩” على أساس عالمي، فالفيروس عدو مشترك للبشرية، ويمكن أن ينتقل إلى أي شخص بغض النظر عن عرقه أو نظامه السياسي، أو مكان إقامته.

لم يتم بعد تحديد المصدر الدقيق للفيروس التاجي، ومع ذلك تواصل بعض الدول إلقاء اللوم على دول أخرى، مما يدل على الافتقار إلى الروح الإنسانية. ولمواجهة تفشي الوباء، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف عقلاني وتعاوني، ومقاومة التمييز بشكل مشترك. حيث قالت منظمة الصحة العالمية :(WHO) إنه لم يتم تحديد أصل فيروس كورونا بعد، ويجب على العالم التركيز على منع انتشار الفيروس، وتجنب تبادل الاتهامات .

عادة تهيمن السياسات العليا على العلاقات الدولية، ولكن أزمات الصحة العامة تشكل تهديداً على جميع البشر بلا استثناء، إذ لا يحتاج الفيروس التاجي إلى جواز سفر أو تأشيرة، ولا يهتم بأيديولوجية الشخص.

ما يعني أن السياسات التقليدية لن تنجح في التصدي لهذا التهديد الأمني ​​الجديد، ولا يمكن الحد بشكل فعال من انتشاره إلا من خلال الانخراط في تعاون عالمي مشترك .

وهذا يدل على أن العولمة لا رجعة فيها، وقد تحول العالم إلى مجتمع المصير المشترك. لقد شهد المجتمع الدولي مخاطر كبيرة بما في ذلك الأزمة المالية لعام 2008، ووباء السارس عام 2009، ولن يكون وباء كوفيد١٩ آخرها. لقد كانت الجهود المشتركة المبذولة على نطاق عالمي هي التي ساعدت المجتمع الدولي على التغلب على هذه التهديدات العالمية، كما أن معركة التصدي للفيروس التاجي تحتاج أيضاً إلى جهود مشتركة في التعامل مع الوباء الذي يشكل خطراً على صحة وسلامة الجميع، والتضامن والتعاون هما السلاحان الأقوى لمواجهته.

وبالفعل قدمت الصين تضحيات كبيرة لكبح انتشار الفيروس وتعتبر تجربتها تجربة ناجحة يمكن للدول الأخرى أن تتعلم منها. وحالياً تم التخفيف من تفشي الوباء في الصين بشكل كبير، وعجلة اقتصادها تتعافى بسرعة، وتم الاعتراف من قبل المجتمع الدولي برمته بجهود الصين الناجحة. وبينما تواصل الصين التعامل مع تفشي الوباء في الداخل، تشارك أيضاً بشكل استباقي في التعاون على الصعيدين العالمي والإقليمي، فعندما عانت الصين من الوباء ، قدمت العديد من البلدان يد المساعدة وردت الصين المعاملة بالمثل، ففي ٢٠ آذار الماضي، أعلنت الحكومة الصينية عن تقديم المساعدات إلى ٨٢ دولة وإلى منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الأفريقي، وتشمل هذه المساعدات المعدات الطبية، وأجهزة الاختبار والأقنعة ومعدات الحماية .وإذا لم ينحسر تفشي الوباء في الدول الأخرى، فستتأثر الصين مرة أخرى، وما ارتفاع عدد الحالات الوافدة إلى الصين إلا تحذير يدل على ذلك. ولذلك ستواصل الصين تبادل الخبرات في الوقت المناسب والتنسيق مع الدول الأخرى ومع منظمة الصحة العالمية.

وبوصفها مصنعاً وسوقاً عالمياً، تنتمي الصين إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك مع دول أخرى. من هنا فإن استمرار الصين العمل وسط تفشي الوباء يخفف الضغط على العالم، كما يمكّن التكامل الاقتصادي العالمي سلاسل التوريد الصناعية والصناعة المحلية في الصين من الاندماج مع سلسلة القيمة العالمية. إن جهود القيادة والتعبئة التي قامت بها الصين استجابة لتفشي الوباء أمر مثير للإعجاب، حيث كشفت عن قدراتها القوية في مواجهة الحالات الطارئة. ولذلك لن يغير الوباء من مكانة الصين في سلاسل التوريد والصناعة العالمية. وستقدم الصين للمجتمع الدولي المزيد من السلع العامة، وبذل المزيد من الجهود لتسهيل أمن الصحة العامة على نطاق عالمي، وتحفيز الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية. كما سيساعد تفشي الفيروس التاجي على إدراك أن المصير المشترك للمجتمع ليس فكرة فارغة، وأن بناء مثل هذا المجتمع ليس مفهوماً تجريدياً أو فكرة خيالية ، بل هو إيديولوجية توجيهية وخارطة طريق من شأنها أن تتصدى بفعالية للتحديات العالمية.