العمل الدولية: تداعيات مدمّرة على الوظائف والإنتاج
حذّر مسؤول أممي مجلس الأمن الدولي من “كارثة إنسانية عالمية” بسبب فيروس كورونا المستجدّ، مرجّحاً أن تودي تداعيات الوباء إلى تضاعف عدد الأشخاص المعرّضين للمجاعة هذا العام، وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول “حماية المدنيين من الجوع في الصراعات المسلحة”، إنه أبلغ العديد من قادة دول العالم خلال الشهور القليلة الماضية، قبل أن يصبح فيروس كورونا مشكلة، بأن عام 2020 سيواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف: إن ما تقدّم يعود لـ العديد من الأسباب، مثل الحروب وتفاقم الأزمات، وتدفق الجراد الصحراوي في إفريقيا والكوارث الطبيعية المتكررة، وأنماط الطقس المتغيرة، مشدداً على ضرورة أن يتحد العالم لهزيمة هذا الفيروس وحماية الدول والمجتمعات الأكثر ضعفاً من آثاره المدمّرة المحتملة، داعياً مجلس الأمن إلى ضرورة التحرك من أجل عمل منسق لدعم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة.
وقبل أيام، دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس دول مجموعة العشرين إلى إزالة الحواجز التجارية والتعاون لزيادة إنتاج وتوزيع السلع الأساسية، في ظل تفشي كورونا، فيما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، إلى أن وباء كورونا المستجد يضع أطفال الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا بين مطرقته وسندان الفقر.
إلى ذلك، تعهد وزراء الزراعة في دول مجموعة العشرين خلال اجتماع عقد عبر الفيديو الثلاثاء الماضي توفير الغذاء الكافي والآمن والمغذي بأسعار معقولة، في مواجهة جائحة كوفيد-19 التي تهدد، بحسب الأمم المتّحدة، بتضاعف أعداد المعرّضين لخطر المجاعة في العالم هذه السنة.
وجاء في بيان للوزراء صدر في ختام الاجتماع: سنعمل سوياً للمساعدة في ضمان استمرار توفّر الغذاء الكافي والآمن والمغذّي بأسعار معقولة، في الوقت المناسب، وبطريقة آمنة ومنظّمة لجميع الناس، بما في ذلك الأكثر فقراً والأشدّ ضعفاً والنازحون، مضيفاً: في ظل الظروف الصعبة الحالية، نشدّد على أهميّة تجنّب الفاقد والمهدر من الأغذية والناجم عن الاضطرابات على امتداد سلاسل الإمدادات الغذائية، والذي يمكن أن يؤدّي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي ومخاطر بالتغذية وخسائر اقتصادية.
كما تعهّد وزراء الدول العشرين، الأقوى اقتصادياً في العالم، تجنّب أيّ تدابير تقييدية غير مبررة يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مفرطة في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية، ومن شأنها تهديد الأمن الغذائي والتغذية لأعداد كبيرة من سكان العالم، ولا سيّما الأكثر ضعفاً الذين يعيشون في بيئات ذات أمن غذائي منخفض، وشددوا على أنّ تدابير الطوارئ في سياق جائحة كوفيد-19 يجب أن تكون متناسبة وشفافة ومؤقتة وألا تخلق حواجز غير ضرورية أمام التجارة أو تعيق سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية وأن تكون متسقة مع قوانين منظمة التجارة العالمية.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية في البنك الدولي لسياسة التنمية: إن البلدان الأكثر فقراً تواجه تهديداً لأمنها الغذائي إضافة إلى سوء التغذية بسبب كورونا.
وفي تعليقات وجهتها عبر الانترنت إلى اجتماع وزراء الدول العشرين، سلطت المسؤولة الضوء على الحاجة إلى تعاون عالمي لتفادي أزمات غذائية، مشددة على ضرورة التعاون الدولي لتعزيز الإنتاج الزراعي الذي يمكن أن يكبح مخاطر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
من جهته، قدر البنك الدولي أن التحويلات العالمية ستنخفض 142 مليار دولار في 2020، وهو أكبر هبوط في التاريخ الحديث، وأفاد بأن انخفاض الأموال التي ترسلها العمالة المهاجرة إلى بلدانها بحوالي 20 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة نحو 4 مرات عن مستوياتها إبان الأزمة المالية في 2009، يرجع إلى حد بعيد إلى انخفاض أجورهم والوظائف في الخارج.
وصرح رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس بأن التحويلات مصدر حيوي للدخل في الدول النامية، مضيفاً: إن الركود الاقتصادي الحالي بسبب “كوفيد 19” يؤثر بشدة على القدرة على تحويل الأموال للوطن ويزيد من أهمية تقليص فترة التعافي للاقتصادات المتقدمة، فيما أوضح ديليب راثا الذي قاد فريقا وضع التقرير الجديد للبنك الدولي عن تأثير “كوفيد-19” على التحويلات، أن انخفاض التحويلات منذ بداية العام الجاري هو الأكبر منذ بدأ البنك تسجيل بيانات في عام 1980.
ومن المتوقع أن تنخفض تدفقات التحويلات في جميع مناطق مجموعة البنك الدولي، ولاسيما في أوروبا وآسيا الوسطى 27.5 في المائة، تليها إفريقيا جنوب الصحراء 23.1 في المائة، وجنوب آسيا 22.1 في المائة، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا 19.6 في المائة وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 19.3 في المائة وشرق آسيا والمحيط الهادئ 13 في المائة.