تحقيقات

الكوادر البعثية في جامعة تشرين.. مشروعات علمية و مبادرات تطوعية في مواجهة كورونا

تلاقت المبادرات التطوعية الذاتية مع البرامج والمشروعات العلمية النوعية في حزمة التدابير الوقائية المنفّذة من خلال الكوادر البعثية والخبرات الأكاديمية التخصصية في جامعة تشرين التي قدمت جهداً نوعياً تشاركياً في مؤازرة الجهود الحكومية المبذولة للتصدي لوباء كورونا عبر انخراط كوادر الجامعة في هذه الجهود بأعمال تطوعية كثيرة، وبمشروعات علمية نوعية لدعم المستلزمات الطبية الضرورية، وإيجاد الوسائل المتاحة  والأدوات الفعّالة المفيدة من خلال تضافر جهود أساتذة الجامعة وطلبتها وبدعم ومتابعة الكوادر البعثية في جامعة تشرين. وحول أهم عناوين هذه الجهود وثمارها وآليات متابعتها، ودور الكوادر البعثية في دعمها ومؤازرتها كان لـ “البعث” هذا اللقاء مع الرفيقة الدكتورة ميرنا دلالة أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي فأشارت إلى المهام المنجزة من كوادر الحزب في جامعة تشرين:

فيروس كورونا عنوان كبير يحتل المراتب الأولى على المستوى المحلي والعالمي لكن تكمن أهميته بالنسبة لنا في أمرين اثنين، أولهما في الحرص على الوطن والمواطن، وثانيهما في الوصول بهما إلى برّ الأمان، وهذه الأزمة لم تجمّد نشاطنا الحزبي والسياسي بل فرضت علينا التعامل بآليات عمل جديدة ومقترحات، حيث قمنا بتكييف نشاطنا الحزبي مع طبيعة الأزمة الوبائية فواصلنا التعامل مع الأحداث والتطورات بتداعياتها، وكشفت لنا هذه الأزمة أننا نمتلك هيكلية جديدة تجلّت في القدرة على مواكبة أدوات الإدارة الرقمية وتوظيفها بشكل احترافي وتقدماً واضحاً وملموساً في التعاطي مع التكنولوجيا الاتصالية التي أتاحت لنا ولكوادرنا الحزبية متابعة هذه الأزمة من جهة والقيام بمسؤولياتنا من جهة أخرى. موضوع أزمة كورونا لم يتم التعاطي معها بشكل اعتباطي دون حسابات وضوابط وعليه قمنا بمجموعة مبادرات تحت عنوان الوقاية مسؤولية الجميع وخير من قنطار علاج شملت المبادرات توضيح الإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة من قبل الحكومة لمواجهة هذا الوباء، والحدّ من الشائعات التي بدأت تظهر من كل حدب وصوب، وكان هدفنا الأساسي هو رفع الوعي الصحي للمواطن من خلال الملصقات التوعوية وتعميمها إلكترونيا، حيث أشرفنا على تعقيم المدينة الجامعية، وقامت كوادرنا الحزبية بمبادرة توزيع الكمامات والقفّازات على كادرنا العامل في الجامعة، كما قمنا بالإشراف على تجهيز وحدة للحجر الصحي وتشكيل فريق دعم طبي ونفسي ويكمن دوره بشكل أساسي في تقديم المشورة والإجابة على تساؤلات المواطنين من خلال منصات التواصل الإجتماعي، وطيلة فترة الحجر الصحي المنزلي كانت لدينا متابعة حثيثة للحالات المشتبه بها في قسم العزل بمستشفى تشرين الجامعي، والتي كانت نتائجها حتى هذه اللحظة سلبية، وهناك اهتمام بنظافة المرافق العامة في الجامعة والاهتمام أيضاً بالنواحي الجمالية للمساحات الخضراء والحدائق في الجامعة باعتبارها يمكن أن تسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الصحة البدنية والصحة النفسية، ويمكن القول: إن كوادرنا الحزبية انخرطت انخراطاً كاملاً في الجهود الوطنية المبذولة من قبل الحكومة لمواجهة ومجابهة هذا الوباء وتدعيم كافة الإجراءات الاستباقية الفعّالة لمواجهة هذه الأزمة .

وأكدت الدكتورة دلالة أن الكوادر الحزبية في جامعة تشرين انبرت منذ اللحظات الأولى لانتشار هذا الوباء عالمياً وبشكل حثيث لمتابعة ومواصلة كل ما يتعلق بهذا الوباء، وأوضحت أن هذا السلوك ليس بجديد على حزب البعث العربي الاشتراكي باعتباره يمتلك قواعد قريبة من العمق الجماهيري الشعبي، وقد أثبتت هذه القواعد نضجها وجدارتها في هذه المرحلة من خلال وعيها لدورها خلال وقت الأزمات وترجمته على شكل تضامن اجتماعي لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي بتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، ولفتت د. دلالة إلى أن هذا العمل الجماعي بتضافر جهود المشاركين فيه ينسجم تماماً مع مقولة شهيرة في علم الاجتماع مفادها أن العدو المشترك يعزز ولاء المجموعة ويخلق وعياً اجتماعياً جديداً، وبيّنت الرفيقة دلالة أن تفاعل الكوادر الحزبية عملياً وميدانياً مع الأزمة يشكّل أمراً بالغ الأهمية ناهيك عن كونه يثلج الصدر لأنه يعكس فكراً وسلوكاً حضارياً راقياً يتمتع به حزب البعث العربي الاشتراكي .

وتحدثت الرفيقة د. دلالة عن أعمال ومبادرات نوعية نفّذتها الكوادر البعثية في جامعة تشرين، منوّهة بأن هذه المبادرات التطوعية تعدّدت في مجالات مختلفة تجسيداً لمبدأ أن الحاجة أمّ الاختراع، حيث لم تقف الكوادر والخبرات العلمية في جامعة تشرين مكتوفة الأيدي أمام النقص الحاصل في المستلزمات الطبيّة المهمّة في مثل هذه اللحظة، وفي مقابل ذلك لم تأل الكوادر الحزبية في الجامعة جهداً في مؤازرة ودعم هذه الخبرات باعتبار أن دور كوادر البعث وهدفها هو الإضاءة على كافة الخبرات والبرامج القادرة على استثمار صفات الإبداع والتجديد ودعمها أيضاً لمجابهة التحديات، وفعلاً قام فريق من أساتذة جامعة تشرين في كلية الهمك بتصنيع العديد من الأجهزة اللازمة في مثل هذه المرحلة، ومنها على سبيل المثال: مقاييس درجات الحرارة التلامسية واللاتلامسية وأجهزة التعقيم بأشكال مختلفة والتي اعتمدت على مبدأ الأشعة تحت الحمراء وجهاز الإنعاش التنفسي الآلي الصناعي، وأوضحت الرفيقة دلالة أن كل هذه التصاميم تمّ إنجازها بخبرات وطنية وأن هذه الأجهزة هي مشاريع وطنية بامتياز وتحتاج إلى دعم حقيقي، وهذا واجب وطني على الجميع.

مروان حويجة