ثقافةصحيفة البعث

شخصيات تألقت في دراما 2020

الأعمال الدرامية لهذا العام عززت الآراء الإيجابية أو السلبية التي اختلف حولها المشاهدون، إلا أن هناك شخصيات فرضت حضورها وشدّت المشاهدين رغم أنها لم تشغل دور البطولة المطلقة، وإنما كان لها دور مساند ساهم بإثراء العمل الفكري والدرامي وأضاء على قيم نبيلة أو لفت الانتباه إلى سلبيات متداولة، إذ تألق الفنان القدير سليم صبري بمسلسل “حارس القدس” بدور “برو” صديق المطران منذ الطفولة، حيث جمعتهما حلب العريقة، والملفت أن الشخصية حملت تغييرات جذرية ظهرت مع مرور الزمن وتبدل الأمكنة، فبرو في الطفولة كان مشاغباً ولم تكن علاقته جيدة مع جورج – المطران كبوجي- ويفتعل المشكلات ليضايقه، وحينما أصبح شاباً اتصف بتعامله السيئ، إلى أن لجأ إلى المطران في دمشق، وكان بمرتبة الأب كبوجي، فساعده على إيجاد عمل ولمس الجانب الإيجابي في شخصيته الذي نما بقراره بالعودة إلى حلب وعمله بالتراثيات.

المنعطف بالشخصية كان بقراره البقاء في حلب والإصرار على الحفاظ على أصالتها وهويتها بالاحتفاظ بكل الأشياء الثمينة المعنوية والمادية التي تركها الحلبيون، الذين تربطهم معه صداقة، أمانة لديه خوفاً من ضياعها خلال الحرب الإرهابية الهمجية، وتوضح دور الشخصية الإيجابي ببحث برو عن الأشخاص الذين أودعوا أماناتهم عنده لتسليمهم الأمانات، وإيمانه المطلق بأن أصحابها سيعودون يوماً، أو ببحثه عن خيط يدله على طريقهم. والملفت أن المطران ترك لديه نسخة من كتاب تضمن أشعاراً عن الأرض المحتلة، فأشار بأدائه الرائع إلى ارتباط الشخصية بحلب برمزية إلى الارتباط بسورية والتمسك بها مهما كان الثمن غالياً.

أما الفنان فادي صبيح فجسد صورة عن الشخصية المتناقضة المتباينة بالأفعال والأقوال في شخصية زياد في مسلسل “ورد أسود”، إذ يقوم بدوره التعليمي الهادف لمادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية في مدرسة أنموذجية، ويتمثل كل القيم التربوية الإيجابية في تعامله مع الأسرة التعليمية والطلاب، في حين تبدو شخصيته الحقيقية في تعامله مع زوجته رزان (ميري كوجك) التي يعاملها بعنف لفظي ومعنوي يصل إلى حد الإهانات المتكررة واللامبالاة بوجودها كأنثى، رغم مشاركتها له الغربة في الجزائر، وتزداد معاملته لها قسوة بعد معرفته بأنها تنازلت عن حصتها بثروة والدها إلى أخيها، إلا أن الموقف الذي أثار المشاهدين هو طرد زوجته ليلا من المنزل وطلاقها وهي لا تعرف أحداً بعد لعبة صديقتها بفوزه بجائزة اليانصيب.

وبدا دور المحقق محمد الأحمد بدور ورد في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” الذي يمارس دوره الإيجابي بكل إخلاص ولا يكتفي بالنتائج الملموسة، بل يبحث عن الخفايا مستنداً إلى هاجسه بأن د. آدم  (النجم غسان مسعود) قد أخفى أمراً غيّر من مجرى التحقيق بمسار الجريمة، ليمضي بمتابعة سلسلة من الجرائم، لكن المثير أنه يتعرض لخلافات مع زوجته (جيانا عنيد) مبالغ بها من حيث اعتراضها المتكرر على غيابه عن المنزل أو تأخره، فيجسد صراعاً داخلياً بين طموحه المهني وواجبه تجاه بلده وبين الحفاظ على أسرته.

وفي دراما البيئة الشامية تألقت الممثلة التونسية دارين حداد التي درست التمثيل في مصر وأتقنت اللهجة المصرية، واتصفت بجمال قسمات وجهها وانعكاس أدائها على نبرات صوتها وملامحها بإظهار تعاطفها وميلها لعمران (الفنان بسام كوسا) التاجر الدمشقي الشهير في سوق الحرير، والموازنة بين حبّها والارتباط به لتكون زوجته الرابعة، وتشغل جزءاً من حياته فقط، وبين حلمها بتحقيق ذاتها كطبيبة ومتابعة طريقها العلمي، من خلال دورها مع عائلتها المصرية التي قررت الانتقال إلى دمشق.

وكان للتوءَم الحقيقي ربيع وشادي جان دور شائق يخفي سراً لم يكشفه المخرج بسام الملا في سوق الحرير، وكانا الورقة الرابحة التي راهن عليها في لقطة النهاية باحتدام المواجهة بين طرفي النزاع عائلة الحرايري وشحادة (فادي صبيح)، والأخذ بالثأر والمحاسبة، فكان المخرج بسام الملا أيضاً من الشخصيات التي أثارت المشاهدين بعد أن أنهى العمل بدوي طلقتي رصاص ويفتح أفق المشاهد على الكثير من الاحتمالات والتوقعات.

ملده شويكاني