دراساتصحيفة البعث

العلماء ضد سياسات بوريس جونسون الطبية

ترجمة وإعداد: هناء شروف

 

طالب ما يقرب من 30 خبيراً بارزاً بوريس جونسون ببدء تحقيق عام لإعداد بريطانيا لموجة ثانية من الفيروسات التاجية، في إشارة أخرى إلى وجود فجوة متنامية بين الوزراء والعلماء، وحذر الخبراء من أن الوباء الثاني “محتمل” هذا الشتاء، وأنه سيكون أكثر فتكاً من الأول إذا لم تعالج الحكومة إخفاقاتها من تفشي المرض الحالي، ووضعوا سلسلة من أوجه القصور الصارخة التي قالوا إنها ساهمت في معاناة المملكة المتحدة، وفقدها أكثر من 40.000 وفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وهي أعلى نسبة في أوروبا.

هناك مؤشر آخر على تزايد الاحتكاك بين الوزراء والعلماء عندما عقد مات هانكوك المؤتمر الصحفي في داونينغ ستريت وحده دون أن يحيط به علماً أحد من أعضاء هيئات الصحة العامة المحلية .

وفي وثيقة لاذعة انتقد الموقعون عليها نهج الحكومة في التعاطي مع هذا الوباء والسيطرة عليه، وعدم الرغبة في نقل المسؤولية إلى هيئات الصحة العامة المحلية، ومن بين الموقعين على الرسالة أساتذة بارزون في علم الفيروسات والصحة العامة وعلم الأوبئة، (دراسة الأمراض في مجموعات مختلفة من الناس)، في أفضل جامعات البلاد الذين أكدوا أن معدل الوفيات في المملكة المتحدة مرتفع على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها المهنيون والعلماء الصحيون داخل وخارج الحكومة.

وقد أظهرت تقارير مكتب الإحصائيات الوطنية أن الطبقة الفقيرة أكثر عرضة للوفاة بالمرض من الأغنياء، وأن المجموعات السوداء والآسيوية والأقليات الأخلاقية تتأثر بشكل غير متناسب بالمرض.

وفي رده على الرسالة قال البروفيسور بول هانتر، عالم الأوبئة بجامعة ايست أنجليا: “شخصياً لا أعتقد أن الوقت قد حان لإجراء تحقيق عام، ولكن حان الوقت لكي تتوصل الحكومة إلى طريقة أفضل لتحقيق الإجماع العلمي، وهذا يتضمن البحث عن آراء مختلفة، وتقديم الأدلة بطريقة أفضل مما هي عليه الآن”.

لقد كان اختصاصيو الصحة العامة وعلماء الأحياء الدقيقة في الصحة العامة هم المحترفين الذين أداروا مشكلات الأمراض المعدية منذ الحرب العالمية الثانية، وكان من المخيب للآمال أن هذه الخبرة لم تُستخدم كما ينبغي، لذلك تفاقمت المشكلة في نقل الصحة العامة إلى الإدارات السياسية التي أعاقت بالتأكيد الحلول، حيث أصبح العديد من أطباء الصحة العامة والمتخصصين المتحمسين موظفين مدنيين، ولديهم حرية أقل بكثير في العمل والتعبير.

لم تلتزم حكومة المملكة المتحدة حتى الآن بإجراء تحقيق عام في الوباء في بريطانيا، لكن وزراء الحكومة اعترفوا بأنه ستكون هناك “دروس يجب تعلّمها” عندما ينتهي الوباء، وأكد الخبراء في رسالتهم أن هناك حاجة لإجراء تحقيق على الفور لأن الفيروس يهدد بالعودة .

في بداية تفشي المرض، كانت لندن المنطقة الأكثر تضرراً، وقد أكد أربعة خبراء في المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ أن قرار تخفيف الإغلاق في انكلترا سيعرّض حياة الناس للخطر، وأكدوا أنه سيموت الكثيرون، وسيخرج الوضع عن نطاق السيطرة إلا إذا وجدنا حلولاً سريعة وعملية لبعض المشكلات الهيكلية.

وكانت قد ظهرت مخاوف من موجة ثانية من الفيروس التاجي عندما أصبحت إيران الدولة الأولى في العالم التي تبلغ عن وباء ثان بعد أن بدأت في تخفيف قيود الإغلاق التي فُرضت في شباط مع انتشار الفيروس في منتصف نيسان مع انخفاض نسبة المصابين بالمرض.