تحقيقات

الوجبات السريعة.. انتشار وإقبال وتغيير سلبي في النظام الغذائي!

الاعتماد على الوجبات السريعة في النظام الغذائي للعائلات بات حقيقة رغم كل ماقيل عن أضرارها الصحية وارتفاع أسعارها، كما أن الفترة الماضية فترة الحجر والإجراءات الوقائية وعلى عكس كل التوقعات شهدت زيادة في الإقبال عليها، وهذا ما يدعو للتساؤل والبحث في جوهر هذا التغيير في الأنماط الغذائية المتبعة في المجتمع وعن الأسباب التي تقف وراء هذا الانتشار الواسع لمطاعم الوجبات السريعة؟!.

أساليب الحياة
الدكتور إسماعيل مصطفى أخصائي التغذية أكد أن أحد الأسباب الهامة لإقبال الناس على الوجبات السريعة تغيير أساليب الحياة من حيث خروج المرأة إلى سوق العمل، وصعوبة صناعة المرأة للطعام التقليدي، وقلة اجتماع الأسرة على مائدة واحدة، إلى جانب كسر الروتين اليومي، كذلك سرعة الإعداد، ولذة الطعم من خلال وضع منكهات ومواد خاصة بشكل مدروس، والتقديم بطريقة جذابة ملفتة للنظر تجعل مظهرها لا يقاوم فالعين تأكل قبل الفم، لافتاً من الناحية السيكولوجية والفيزيولوجية تسبب نوعاً من الادمان لإشباعها حاجة الإنسان من الدهون والدسم المؤدية لرفع مادة السيروتين الباعثة على السعادة والفرح، وبالتالي النهم والإفراط في تناولها، بالإضافة إلى انتشارها في مقاصف الجامعات وتلذذ الطلاب بالأكل مع أقرانهم، وطبعاً الدور الكبير لوسائل الإعلام والحملات الترويجية لها.

سم قاتل
أمراض خطيرة وأضرار جسيمة بسبب تناول الوجبات السريعة، حيث أكد مصطفى أن أضرارها بالغة على الإنسان بشكل عام والأطفال خاصةً لعدم احتواء الوجبات على الفيتامينات والأملاح والسيللوز، ما يؤدي لإصابة الطفل بأمراض فقر الدم، إضافة للسمنة لأنها عالية المحتوى من السعرات الحرارية، ومشبعة وغنية بالدهون غير الصحية، ويمتد تأثير السمنة على زيادة اضطرابات التنفس لدى الطفل، خاصة أثناء النوم، والإصابة بالسكري، علاوة على إسراف الأطفال في تناول الوجبات يؤدي إلى التراجع في التحصيل العلمي وخاصة القراءة والرياضيات، وأداء الذاكرة، والخمول وعدم التركيز.
وأضاف الدكتور: أما على الصعيد الهضمي فتسبب الوجبات السريعة أمراضاً بالمعدة والمري نتيجة الزيوت المكررة وكثرة التوابل التي تهيج الطبقة المخاطية للمعدة وأقل الإصابات الإمساك الشديد لدى الطفل المؤدي إلى التشققات الشرجية والبواسير.
وأشار الدكتور إلى دراسات عديدة غير مؤكدة تتحدث عن دور الوجبات السريعة بإصابة الطفل بالالتهابات الرثوية للمفاصل، إضافة لدورها في سوء التغذية.
أما فيما يتعلق بتأثيرها على الكبار والأطفال على حد سواء بيّن الدكتور أن الأمراض كثيرة ومتنوعة ما بين تصلب الشرايين وأمراض القلب وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والإصابة بالسكتة الدماغية لأنها تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم، إضافةً للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، خاصة التهابات المعدة والقرحة المعدية والحموضة وأمراض القولون ونتيجة لاحتوائها على نسبة سكريات مرتفعة فتصيب الأسنان بالتسوس، كذلك فقر الدم وأنواع عديدة من السرطانات.
علاوة على ذلك تسبب البدانة والسمنة بنسبة أعلى من الصغار فتؤثر على الجهاز الحركي المؤلف من الجهاز العضلي والعصبي والهيكل العظمي، وضعف وترهل عضلات البطن، وتراكم الدهون في بعض مناطق الجسم، بالنسبة للسيدات تتموضع في منطقة الصدر أو على الحوض خلفاً، كونها تضخم الخلايا الدهنية لتغير في أنسابية شكل الأنثى، وفي منطقة الكتفين من الأعلى بالنسبة للرجال.

هرمون التوتر
تحدثت دراسات عديدة عن تأثير الوجبات السريعة على زيادة هرمون التوتر، وهذا ما أكده لنا الدكتور أمجد هناوي الاختصاصي بالأمراض العصبية، حيث قال: زيادة الاعتماد على الوجبات السريعة تزيد من حالة التوتر بسبب افتقارها إلى الأوميغا 3 وبعض الفيتناميات، إضافة لاحتوائها على نسب عالية من الدهون المشبعة والكربوهيدرات التي تؤدي إلى زيادة اضطرابات المزاج، وهذا بدوره ينعكس على الصحة النفسية.
وأضاف الدكتور: يجب عدم الإكثار من الوجبات السريعة وتناول الأطعمة الطازجة المتنوعة وممارسة الرياضة لكي نكون أكثر تحملاً لضغوطات الحياة وأكثر سعادة.

المتتمات الغذائية بديل!!
ونوّه الدكتور هناوي بأثر اعتماد الناس على الوجبات السريعة الضعيفة بالأملاح المعدنية والفيتامينات وإقبالهم على المتتمات الغذائية المطروحة في الأسواق تحت أسماء تجارية مختلفة، كتعويض عن الغذاء الصحي، وهي مواد مصنعة ليست دواء ولا تخضع لمراحل الفحوص التي تمر بها الأدوية وتصرف دون وصفة طبية، يتناولها الإنسان لأسباب خاصة منها تعرضه للمرض أو الإصابة أو الأعمال المجهدة تحت ظروف حرارية متغيرة أو حمل تدريب عال فيحتاج لمتتمات غذائية تتناسب مع نوع الجهد المبذول، بالإضافة للنساء الحوامل، والمرضعات، والأطفال الذين لديهم نقص في النمو، وفقر الدم، وأمراض السكر، ولكبار السن، ما يؤدي لتأثيرات إيجابية في إطار استكمال نواقص التغذية مؤكداً ضرورة شرب كميات كبيرة من السوائل أثناء ذلك.
وأضاف الدكتور: بالمقارنة بين المتتمات الغذائية والغذاء الطبيعي فإن المواد الغذائية الطبيعية أفضل بكثير منها على الصعيد الصحي، فضلاً عن ارتفاع أسعارها، وبرأيه أن أضرارها قليلة باستثناء استخدامها بطريقة غير مدروسة فتؤدي إلى آثار جانبية سلبية.
التحقيقات