الجيش الليبي يدفع بتعزيزات إضافية إلى سرت وفرنسا تندد بـ “عدوانية” أردوغان
دفع الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مدينة سرت استعداداً لهجوم محتمل من قبل ميليشيات الوفاق، المدعومة من النظام التركي، فيما صعّدت باريس موقفها، أمس الأحد، تجاه تدخلات أردوغان في ليبيا، واصفة إياها بـ “العدوانية”، ومؤكدة أنّ “فرنسا لا يمكنها السماح بذلك”، وفق ما صدر عن الاليزيه.
وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات “الكرامة” التابعة للجيش الوطني الليبي، أمس الأحد، عبر “تويتر”، أن قوات “الكتيبة 302 صاعقة” توجّهت إلى غرب المدينة، مرفقة التغريدة بهاشتاغ “سرت خط الموت”، ونشر صوراً أظهرت تحرّك رتل كبير يضم عشرات الآليات العسكرية تحمل عتاداً وأفراداً نحو سرت.
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري أن الجيش الوطني الليبي استقدم تعزيزات عسكرية إلى غرب سرت، مشدداً على أن “القوات المسلحة على أهبة الاستعداد القتالي للتطوّرات المحتملة”، وأضاف: “نتوقع أن الفترة المقبلة ستشهد أحداثاً كثيرة، إننا مستعدون لأي سيناريوهات لتطورها”.
ووسط دعوات دولية متزايدة إلى الهدنة في البلاد، قالت حكومة الوفاق، التي يقودها فايز السراج، إنها مستعدة لمفاوضات حول وقف إطلاق النار مع قوات حفتر لكن فقط بعد استعادة السيطرة على سرت وقاعدة الجفرة الجوية، بينما أفادت مصادر بالتحضير لهجوم واسع على المدينة بقيادة عسكريين أتراك.
بالتوازي، قالت فرنسا، التي تكثف منذ أشهر انتقاداتها لأردوغان، إنّها “سياسة أكثر عدوانية وتصلباً من قبل تركيا مع نشر سبع سفن قبالة ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح”، وأضافت الرئاسة الفرنسية: إن “الأتراك يتصرفون بطريقة غير مقبولة عبر استغلال حلف شمال الأطلسي، ولا يمكن لفرنسا السماح بذلك”.
وأوضحت أن الرئيس ايمانويل ماكرون تباحث بهذا الشأن خلال الاسبوع الحالي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب “وستجري مباحثات خصوصاً خلال الأسابيع المقبلة مع شركاء حلف شمال الأطلسي المنخرطين ميدانياً”.
وكان الاتحاد الأوروبي طلب الجمعة مساعدة الحلف في فرض احترام حظر التسليح على ليبيا، وذلك بعد منع القوات التركية لسفنه من تفتيش سفينة مشبوهة.
من جانبه، أكد وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس أن اليونان ستدافع عن سيادتها وحقوقها في مواجهة محاولات أردوغان ابتزازها من أجل الحصول على تنازلات، وأضاف: “إنّ التدخل العسكري التركي في ليبيا ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي”، مشدّداً على أنه ينتهك كذلك “أي مفهوم للشرعية” الذي يجب أن تحميه أوروبا عبر عملية “إيريني” التي تقودها في البحر المتوسط لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا.
إلى ذلك، دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الأطراف الليبية والمجتمع الدولي إلى السعي لإحلال السلام في ليبيا، معرباً عن “قلقه الشديد وألمه للوضع المأساوي” فيها، وقال، من نافذة مقر الكرسي الرسولي المطل على ساحة القديس بطرس، “أحث المنظمات الدولية وأصحاب المسؤوليات السياسية والعسكرية على استئناف البحث عن مسار يؤدي إلى إنهاء العنف وإحلال السلام والاستقرار والوحدة في ليبيا باقتناع وحسم”.
وتعدّدت خلال الأسبوعين الماضيين المبادرات الداعية لحقن دماء الليبية والعودة إلى طاولة المفاوضات، وكان آخرها المبادرة المصرية، التي لاقت ترحيباً دولياً وإقليمياً قوياً، لكن الطرف المعارض الوحيد لها كانت “الوفاق” ومن ورائها النظام التركي ومشيخة قطر.