ثقافةصحيفة البعث

من الكبار إلى اليافعين.. رنا جمول ملكة البحار!!

تعشق المسرح وتكاد لا تغيب عنه، وتقف اليوم على خشبته من خلال مسرحية موجهة لليافعين بعنوان “الموجة وطائر النورس” (إخراج هدى الخطيب) التي تُعرض حالياً على خشبة مسرح القباني.

وتشير الفنانة رنا جمول إلى أنها أرادت خوض هذه التجربة لتعيش في عالم اليافعين والمراهقين وهو عالم فيه خيال وذكاء وخروج عن الواقع، إلى جانب أن المسرحية تعتمد على قصة رومانسية وشعر جميل مأخوذ من سونيتات شكسبير، مع إشارتها إلى أن التوجه لليافعين على شكل دمى ترتديها الشخصيات في المسرحية قد أثار في نفسها الفرح والسعادة والطفولة، مبينة أنها تمثل الجانب الفطري في الحب والروحانية، حيث تجسد شخصية الحوت ملكة البحار التي تدعم المحبين وتساعدهم، وتوافق على زفاف الموجة والنورس لمجرد أنهما يحبان بعضهما.

روح اليفاعة

لم تتردد جمول بالمشاركة في هذا العمل، أولاً لأنها مسرحية تنتمي للمسرح الرسمي التي تثق به وبكل ما يقدّمه، إلى جانب أن المخرجة هدى الخطيب مخرجة موهوبة، وما شجعها أكثر هو النص الذي يخاطب اليافعين، موضحة أن هذه النوعية من الأعمال لممثل يحمل بداخله روح اليفاعة والطفولة ويعرف تماماً ماذا يمكن أن يُقَدِّم على الخشبة وبأية طريقة ليجذب الجمهور المستهدف دون أن تنفي أن أي ممثل محترف أو موهوب لديه القدرة على أن يشارك في مثل هذه النوعية من الأعمال، ولكن هناك من ينجح أكثر، ولا ترى جمول مشكلة في أن هذه المسرحية تضم عدة أجيال من الفنانين، وهو أمر ليس جديداً، ففي أغلب العروض تلتقي أجيال مختلفة في مشهد واحد وكذلك في الحياة، لذلك كانت علاقتها بهم علاقة جميلة، في حين أن علاقتها مع المخرجة الخطيب كانت تشاركية وقائمة على الحوار والنقاش، وقد تقبلت كل الاقتراحات التي قُدّمَت لخدمة العمل.

تجربة الإخراج

تؤمن جمول أن الفنان عندما يشعر أن الطفولة والفرح والحب لم يموتوا في داخله يدرك أهمية ما يقدمه في مثل هذه النوعية من الأعمال، منوهة بأنه كان لديها دائماً رغبة في أن تقدم عملاً للأطفال ولكن كسلها يمنعها من ذلك، علماً أنها كتبت قصصاً ومسرحية للأطفال وكان من المفترض أن تقوم بنشرها ولكن لم تنفذ شيئاً من رغبتها هذه، متمنية أن تشجعها هذه التجربة وتنتشلها من الكسل الذي هي فيه على صعيد تنفيذ مشاريع عدة لديها، مع تأكيدها على أنها لا تعاني من هذا الكسل على صعيد التمثيل، معترفة أنها ترغب في خوض تجربة الإخراج بعيداً عن التمثيل، وهي تُحضر حالياً لعمل مسرحي للكبار من إخراجها بمشاركة سوسن أبو عفار كممثلة، مؤكدة أنها تملك رؤية إخراجية لأن تقدم ما هو مختلف.

في التلفزيون

غابت رنا جمول عن الموسم الدرامي الرمضاني، معترفة أنه لم يُقَدَّم لها ما هو مغرٍ لا على الصعيد المادي ولا على الصعيد المعنوي، دون أن تنكر أن أعمالاً عديدة جيدة قُدمت، وقد تابعت بعضها مثل “مقابلة مع السيد آدم” و”سوق الحرير” الذي شدها كثيراً وقد استمتعت بمشاهدته، وأكثر ما لفت انتباهها فيه تنوع اللهجات (بدوي، فلسطيني، مصري، شامي) والطريقة الأنيقة التي قُدّمَت فيها البيئة الدمشقية، وكذلك “ببساطة” وهو من الأعمال الكوميدية التي تميل إليها، وهو عمل ناجح برأيها رغم أن البعض يحاول مقارنته بـ “بقعة ضوء” وهذا أمر خاطئ برأيها، مشيرة كذلك إلى متابعتها “حارس القدس” وهو من الأعمال المهمة التي كانت قد أجلت مشاهدتها لتتفرغ لمتابعته بشكل مركّز بعيداً عن أجواء رمضان.

مخرج ذكي

تميل رنا جمول إلى الكوميديا، وهي التي سبق وأن اشتغلت بـ “بقعة ضوء” إخراج هشام شربتجي، وهي معجبة بكل الأعمال التي قدمها في هذا الإطار، والتي غالباً ما تعتمد على قصة لطيفة تحترم عقل المشاهد الذي يتفاعل معها ويشده أسلوبها، متمنية أن يعود شربتجي لتقديم هذه النوعية من الأعمال التي برع بها، مبيّنة أن الليث حجو هو المخرج الذي تتمنى دوماً أن تعمل معه لأنه مخرج ذكي ومتطور ويقرأ الواقع بشكل جميل علماً أنها سبق وأن عملت معه في أحد أجزاء “بقعة ضوء” وفي خماسية “تقاطع خطر” مؤكدة أنها من متابعي أعماله وآخرها مسلسل “أولاد آدم” الذي تراه قفزة أخرى في مسيرته على صعيد الإخراج، منوّهة بأنها ليست ضد الأعمال المشتركة وهي ضرورية حرصاً على تواجد الممثل السوري، كما كانت هذه الأعمال أحد أساليب المنتجين للترويج والتسويق للأعمال السورية التي تُعاني من الحصار، وهي ليست ضد هذه الأعمال شرط أن تنجز بذكاء وبشكل مبرر، والمطلوب لتجاوز المطبات التي وقعت فيها الدراما خلال هذا الموسم محاولة إيجاد خطة تقوم على تحقيق الربح بتقديم أعمال فنية منافسة على الصعيد الفني ومواكبة العصر على صعيد الموضوعات والشكل الفني والعمل بأدوات متطورة.

وعن جديدها قالت جمول: إنها تقرأ حالياً نص “أولاد سلطان” إخراج غزوان قهوجي وهو من أعمال البيئة الشامية، منوّهة بأنها شاركت مؤخراً في الفيلم الروائي القصير “سبعه وسبعين فاصلة” سيناريو وإخراج مالك محمد، إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

أمينة عباس