أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

التظاهرات تستقبل الوفد العسكري الأمريكي في بيروت

جددت الفعاليات والقوى الوطنية والشبابية اللبنانية رفضها التدخل الأمريكي السافر في الشؤون اللبنانية وبثّ حملات التحريض والفتنة بين اللبنانيين.

ونظمت الفعاليات الشعبية وقفة احتجاجية قرب مدخل طريق مطار بيروت احتجاجاً على زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث فرانكلين ماكنزي للبنان ورفضاً للتدخلات الأمريكية المستمرة في شؤون الشعب اللبناني.

وندّد المشاركون بالوقفة بالسياسة الامريكية في شؤون لبنان الداخلية وبزيارات المسؤولين الأمريكيين إلى لبنان وتصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للبلاد، وأطلقوا شعارات مؤيدة للمقاومة ومنددة بالعدو الإسرائيلي.

وأشار الأسير المحرر نبيه عواضة أن الوقفة الاحتجاجية تعيد تصويب الأمور بعد أن حاول البعض تصوير الجلاد بأنه ضحية، لافتاً إلى أن هناك إجماع وطني لبناني على رفض التدخل الأميركي في شؤون البلاد.

من جهته، قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي معن بشور: إن “وقفة اليوم تمثّل غالبية اللبنانيين الذين يصرون على ألا يكون بلدهم، ممراً ومقراً للاستعمار ومخططاته”، مشيراً  إلى أن “رسائل الإدارة الاميركية الى المقاومة في المنطقة هي مستمرة وواشنطن تدرك أن هذه المقاومة صامدة”.

هذا وأكدت مصادر أن السفارة الأميركية اضطرت إلى إلغاء الاحتفال المقرر قرب مطار بيروت في ذكرى تفجير مقر المارينز عام 1983، مضيفةً: إن الإلغاء جاء بعد التحرّك الشعبي الرافض للتدخل الأميركي في لبنان قرب مكان الاحتفال.

يشار إلى أنه في 23 من تشرين الأول عام 1983 تم تفجير المقر الذي احتلته قوات البحرية الأميركية في بيروت، وأدت إلى مقتل 241 جندياً أميركياً، وتبنت العملية منظمة مجهولة تحت اسم “الجهاد الإسلامي”.

إلى ذلك، حذّرت قوى سياسية لبنانية من خطورة المخطط الامريكي الذي يستهدف لبنان، مؤكدة أن واشنطن تعمل على توتير الأوضاع السياسية والاقتصادية بهدف انهيار البلاد، ورأت أن لواشنطن أدواتها في داخل لبنان وفي قطاع المصارف والمال وهناك شبكات نائمة، وهذه الأدوات مستعدة لتنفيذ ما يطلب منها، بما في ذلك زج لبنان في أتون حرب أهلية جديدة، وأضافت: إن هناك عملية ممنهجة لإغراق لبنان في الدين لضرب قطاعات الانتاج وإحلال الاقتصاد الريعي، الذي ينقل الثروة من اللبنانيين الى حفنة قليلة خاضعين للولايات المتحدة الاميركية، ولفتت إلى أن تلك الأدوات تنفذ أجندة أمريكية خطيرة، وأنه عندما تكون لقمة خبز اللبناني بيد الأمريكي، فهذا يطرح طرحاً خطيراً وهو “إما أن تجوعوا أو أن تسلموا” ولهذا تعمل أمريكا على التلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار وترفعه كل أسبوع، بحيث تريد إيصال اللبنانيين الى الجوع.

وجددت القوى رفضها لتدخلات المسؤولين الامريكيين في شؤون لبنان، ورأت أن السفيرة الاميركية في لبنان تتدخل في لبنان أكثر مما يتدخل المسؤولون اللبنانيون أنفسهم.

وفي المواقف، جدد السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين التأكيد على أن الممارسات الأمريكية في لبنان تتوسع وأن الضغوطات ستستمر والهدف إحداث تغيير على المدى الطويل، ولفت إلى أن ‏التصعيد نهج استراتيجي تتبعه واشنطن بمعزل ‏إن كانت هذه الاستراتيجية تؤدي الى تجويع شعب بأكمله أو إلى انهيار بلد ما.

أما الأهم لدى ‏السفير الروسي فهو الجواب اللبناني على هذه الممارسات الظالمة وكيفية ‏التعاطي معها، وهو يرى أنه على كافة القوى والتيارات والأحزاب السياسية اللبنانية أن ‏ترفض التصعيد الاميركي لأنه يهدد الشعب اللبناني كله، موضحاً أنه يجب أن يكون هناك ‏حد أدنى لقاسم مشترك موحد بين الجهات السياسية اللبنانية تجاه ما ‏يواجهه البلد.

واعتبر أن الأميركيين يعتمدون العقوبات هدفاً للوصول إلى ‏مبتغاهم ولذلك اسلوب استرضاء الخط الأميركي هو طريق غير صحيح لأن في لبنان ‏خطوط حمراء وإن تم تجاوزها فهذا يعني الانزلاق الى الفتنة. واستطرد قائلاً: إن الحل ‏لمواجهة الضغوطات الاميركية هو بالتضامن بين اللبنانيين، الى جانب الارتكاز على نصيحة ‏عامة عالمية اعتمدتها بلدان كثيرة عندما تعرضت لحصار وضغوطات وهي ان يتخذ لبنان ‏اجراءات اقتصادية من خلال تطوير القدرات الذاتية والاعتماد عليها كما تعزيز الشراكة مع أطراف أخرى على الصعيد العالمي تكون قادرة على مساعدة لبنان من بينها الخيار ‏الشرقي‎.‎