تحقيقات

مع اقتراب موعد الانتخابات.. آمال بتغير الصورة النمطية وتفعيل البرامج الانتخابية

مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب أمال كبيرة عند المواطنين بتغير الصورة النمطية عن أعضاء المجلس وألا يقتصر دور عضو مجلس الشعب كمعقب لمعاملات مجموعة من المواطنين وألا يكون حضوره في لجنة لأخذ صورة مع هذا الوزير أو ذاك.
وفي ظل غياب البرامج الانتخابية الساطعة وطنياً والاكتفاء بعرض الصور والابتسامات انحصرت الحملات الانتخابية في السويداء على زيارات ولقاءات لزعامات تقليدية ووجهاء وجد كثيرون أنها تعيدنا إلى منظومة العائلية والقبلية وتبعدنا عن الديمقراطية الحقيقية، وبالتالي بعيداً عن فئات المجتمع التي يجب أن يمثلها عضو مجلس الشعب، والتي تضم طبقات متعددة من العمال والفلاحين وصغار الكسبة.

مسؤولية وطنية

لاشك أن الصوت الذي سيمنحه المواطن لهذا المرشح أو ذاك يجب ألا يكون مجرد ممارسة لحق ديمقراطي، أو لتأدية واجب انتخابي، وإنما هو مسؤولية وطنية، خاصة في ظل ما يواجهه الوطن من تحديات تستهدف وجوده وهويته ومستقبله.
يقول هنا الدكتور إحسان قنديل أن أعضاء مجلس الشعب هم أبناء الوطن وعليهم أن يعملوا ما في وسعهم للنهوض به، وأن يكونوا على قدر المسؤولية التي حملهم إياها الشعب من خلال ما لديهم من رؤى وحلول لقضايا المواطنين، وحاجات الناس وتفعيل جانب الرقابة والمحاسبة للجهات التنفيذية وتعديل وإقرار الأنظمة والقوانين بما يتوافق ومتطلبات المرحلة القادمة التي هي بحاجة إلى تضافر جهود الجميع، وأن يشعر كل مواطن بمسؤولياته تجاه وطنه في ظل ظروف الحصار والعقوبات الجائرة بحق السوريين الذين يتطلعون لغد أفضل وعيش آمن وكريم بعد عشر سنوات من حرب عدوانية إرهابية ظالمة عليهم.
فيما لفتت الشاعرة ليندا عبد الباقي إلى أن ظروف الحرب أرهقت الشعب السوري اقتصادياً ونفسياً وعلى ممثليه إلى مجلس الشعب أن يكونوا الصدى الحقيقي لصوته ومعاناته معتبرة أن وطننا اليوم بأمس الحاجة للنبلاء المخلصين لإعماره وبناء الأجيال، ورفع مستوى التعليم وتقدير العلماء والمبدعين ومكافحة الفساد.

استعراضات وشعارات

والمتابع لسير الحملات الانتخابية بالسويداء يرى أنها تسير بوتيرة عالية، فاللافتات المنتشرة في الأماكن المخصصة لها في المدن والبلدان والبلدات والقرى والبرامج الانتخابية حملت الكثير من الوعود، منها العمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين ومكافحة الفساد وشعارات أخرى، ومنها ما اكتفى المرشح بوضع صورته الشخصية والفئة المرشح عنها والدعوة لانتخابه. وكذلك من خلال الزيارات الميدانية للمرشحين وعقد اللقاءات مع الناخبين في محاولة منهم لكسب رضا المقترعين وكسب أصواتهم.‏
يقول الباحث معين العماطوري: إن عمل الدعاية الانتخابية هي لبيان البرنامج الانتخابي لكل مرشح، ويجب محاسبته عليها عندما يصل إلى تحت قبة البرلمان، إلا أننا لم نر خلال الدورات السابقة أي برنامج محدد وواضح للمرشحين، خاصة المستقلين منهم، فالسؤال الذي نطرحه هنا هل المطلوب معرفة قوانين مجلس الشعب أم إنه يجب العمل والبحث في كيفية تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للوطن والمواطنين، وأشار العماطوري إلى أنه نرى استعراضات وشعارات أكل الدهر عليها وشرب، وما زال قسم من المرشحين يصرون على العقلية الخشبية السابقة، علماً أن المواطن السوري من خلال انتخابه وصموده يستطيع أن يتجاوز المحن بعقله الجمعي وليس بالاستعراضات والشعارات، وهذا يتطلب من المرشحين أن يكون لديهم برنامج انتخابي واقعي يلامس هموم الناس، ويعبر عن تطلعاتهم وليس استعراضياً في فضاء المجتمع، واللافت أن طريقة الدعاية الانتخابية انحصرت في زيارات ولقاءات لزعامات تقليدية ووجهاء، واعتقد أن هذه الزيارات قد تعيدنا إلى منظومة العائلية والقبلية وتبعدنا عن الديمقراطية الحقيقية.

تحسين الوضع المعيشي
وقد يكون لشريحة الفلاحين والتي من المفترض وجود نسبة كبيرة من الممثلين لها في مجلس الشعب مطالب كبيرة في موازاة الدور الذي لعبته هذه الشريحة في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز صمود الوطن.
رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء إحسان جنود قال: إن الحياة البرلمانية السورية تجربة ديمقراطية رائدة يواصل السوريون خوضها بجدارة منذ قرن من الزمن وبعد الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس المؤسس حافظ الأسد تشكل مجلس الشعب الذي أرسى دعائم الديمقراطية، وقام بإنجاز الدستور الدائم للبلاد وقانون الانتخابات والتشريعات التي طالت جميع جوانب المجتمع.
وأكد جنود أنه لا شك أن الهم الوطني يتصدر الأولويات، وذلك بسبب الحرب الكونية الظالمة التي يتعرض لها الوطن من قوى الشر والبغي والعدوان ومن يدور في فلكهم التي استهدفت البنية التحتية للاقتصاد الوطني بشكل عام والزراعي بشكل خاص، حيث أثرت على الواقع الزراعي من خلال خروج بعض المساحات الزراعية من الإنتاج، وكذلك الآبار المخصصة لأغراض التنمية الزراعية، ومع هذا الواقع أثبت الإخوة الفلاحون التصاقهم بالأرض وسعيهم الدائم لزيادة الإنتاج، وتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين وذلك من العناصر الأساسية في الصمود الوطني، وأضاف رئيس اتحاد الفلاحين: إنه أمام هذا الواقع نطالب من سيصل إلى مجلس الشعب العمل على زيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي لأهميته الكبرى في استقرار المجتمع وزيادة الدخل القومي، وتشجيع المشاريع الصغيرة وتصريف منتجات هذه المشاريع لضمان استمرارها، وترسيخ ثقافة الاقتصاد المنزلي لأهميتها في توفير النفقات للأسرة وتحقيق وفر إضافي لها، حماية الفلاحين وإنتاجهم من جشع التجار والسماسرة، ودعم مستلزمات الإنتاج من الأدوية الزراعية والبيطرية والسماد والأعلاف وتسويق المنتج والحفاظ على الأراضي الزراعية وعدم السماح بالزحف العمراني عليها، والاستثمار في الطاقات البديلة والمتجددة للأغراض الزراعية، والعمل على المحافظة على القطاع العام بكافة مفاصله كونه الملاذ الوحيد لفلاحينا ومواطنينا بشكل عام للنهوض بهذا البلد إلى بر الأمان لتحقيق شعار عندما يكون الفلاح بخير يكون الوطن بخير.

حلول ومعالجات
المزارع مزيد طلايع أكد ضرورة العمل على حل مشكلة أراضي أملاك الدولة وتوزيع أملاك الدولة في مناطق الإنتاج الزراعي على شاغلي أو مستخدمي الأرض بشكل قانوني وبسعر رمزي، وحل مشكلة السند 160 من أملاك الدولة، بناء صناعات زراعية، والعمل على فتح أسواق خارجية لتسويق المنتج الزراعي، ورفد مشروع تطوير المنطقة الجنوبية بالآليات الثقيلة لاستمرار استصلاح الأراضي الوعرة والمحجرة لوضعها في الاستثمار الزراعي وتأمين المواد العلفية اللازمة للثروة الحيوانية بأسعار مقبولة للحفاظ عليها.

تنمية المرأة الريفية
نائب أمين رابطة شهبا الفلاحية أمل عقل أكدت أن نساء سورية جميعاً وخاصة الفلاحات منهن كن على الدوام من أوائل المدافعات والمضحيات من أجل الوطن وربين أبناءهن على حبه ورسخن في نفوسهم قيم الخير والمحبة والجمال وقدمن أبناءهن شهداء على مذبح الوطن، فعلى من سيصل إلى مجلس الشعب العمل على تنمية المرأة الريفية وتحسين وضعها المعيشي وتأمين فرص العمل لها وتنمية مهاراتها وقدراتها، وأضافت: إننا سنختار إلى عضوية مجلس الشعب المرشح الذي يمتلك الجرأة اللازمة للدفاع عن حقوق المواطنين ونقل همومهم ومطالبهم إلى تحت قبة البرلمان، والإصرار الدائم على تحقيقها وأن يكون جريئاً في طروحاته لا يخشى في الحق لومة لائم، وأن يمتلك الحس العالي بالمسؤولية الوطنية خاصة في هذه الظروف التي يعيشها الوطن.

اختيار الأكفأ
بما أنه لا يوجد ضمانات تلزم المرشحين على تنفيذ برامجهم الانتخابية، وبما أن المبالغة بالوعود قد تكون مجرد حملات دعائية، يبقى صوت الناخب هو الفيصل في اختيار الأكفأ والمجرب في خدمة المجتمع ومن الذين يحملون الهم الوطني، ويغلبون المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة ويقرنون الأقوال بالأفعال.

رفعت الديك