تحقيقات

المشاركة في الانتخابات واجب ومسؤولية وطنية

يبدي السوريون تفاعلاً مع استحقاق الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب المقرر في 19 تموز الجاري كونه يعكس الحالة الوطنية الديمقراطية التي تتجسّد في انتخاب أعضاء فاعلين مؤثرين وقادرين على تحمّل المهام الملقاة على عاتقهم، والأهم من ذلك أن تكون لديهم الأهلية والاستعداد لإحداث التغيير المنشود الذي ينتظره المواطن، وينعكس إيجاباً على حياته.
العديد من المواطنين الذين استطلعت “البعث” آراءهم حول مشاركتهم في الانتخابات المقبلة أعربوا عن استعداد كامل للمشاركة التي تجسّد الحالة الديمقراطية في وطننا، مؤكدين أن مشاركتهم نصر تشريعي يضاف إلى انتصارات جيشنا الباسل في الميدان، وأن كل صوت هو رصاصة في وجه كل المتآمرين على سورية الحبيبة.
وأشار المواطنون إلى قوة سورية قائداً وجيشاً وشعباً، وبالتالي لن تؤثر على سير حياتهم الدستورية الديمقراطية أي عقوبات أو حصار اقتصادي أو حتى حرب عسكرية.

حصانة شعبية
بدوره رأى الموظف عادل أن الخروج من “الأنا ” إلى الـ “نحن” هو عنوان دخول سورية إلى مرحلة جديدة، وهو الحل الوحيد، “فمن قال الأنا ذاق العنا”، وعلى أعضاء مجلس الشعب أن يأخذوا حصانة شعبية من الشعب الذي اختارهم على اعتبار أنهم النهايات الحسية الملامسة للمواطن الذي يترقب تغييراً في حاله وأحواله المعيشية بعدما ضاقت به سبل العيش بأدنى وأبسط مقومات الحياة الكريمة.

تفعيل دور الشباب
وبيّنت المعلمة رضوى بلال ضرورة تفعيل دور الشباب في المرحلة القادمة كونهم الجيل الذي يعوّل عليه الكثير، فهم عماد سورية في مرحلة إعادة الإعمار، كما لابد لأعضاء مجلس الشعب من تفعيل قانون حماية المستهلك، على أن يسري على حيتان البلد لا على البائعين الصغار، ليتسنى للمواطن العيش بأمن استهلاكي بعيداً عن ارتفاع الأسعار كل ساعة.

مسؤولية وطنية ومجتمعية
بدوره أشار المهندس لؤي حبيب إلى أن بناء الدولة ومؤسساتها واجب وطني، وعلى أعضاء مجلس الشعب المشاركة الفاعلة بهذا البناء بدءاً من إحساسهم العالي بالمسؤولية الوطنية والمجتمعية بما يتمتعون به من كفاءة وأهلية وحضور اجتماعي، فعندما نتحدث عن وطن نتحدث عن تشاركية، وكل مواطن هو الشريك الأول والأخير.. إن عدم المشاركة في انتخابات مجلس الشعب يصب في مصلحة أعداء سورية قولاً واحداً، وذلك برأي شعيب، صاحب مكتبة، مبيّناً أهمية المشاركة التي تضعف وتسقط رهان أعداء وطننا على ممارسة حياتنا بكل ديمقراطية.

التمسك بالهوية الوطنية
أحمد خليل، رئيس اتحاد عمال طرطوس، قال: إن إجراء الانتخابات في ظل الظروف والحصار الذي تعيشه سورية دليل أكيد على أن سورية مازالت صامدة، وأن السوريين متمسكون بهويتهم الوطنية متمثّلة بالقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، مبيّناً أن المشاركة جزء من الصمود ومقاومة الهيمنة الخارجية، إضافة إلى كونها واجباً وحساً وطنياً على كل مواطن يختار ممثّلين أكفاء يشاركون في مستقبل الوطن.

الميدانية في العمل
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن كل مواطن سوري يطمح في أن يكون ممثّلو الشعب على درجة عالية من المسؤولية، وأن يتحلوا بدرجة أعلى من الجرأة ومسؤولية حل هموم الوطن والمواطن، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة تتطلب منهم الميدانية في العمل، ومتابعة هموم الناس ومناقشتها بجرأة وأمانة وشفافية مع مسؤولي الحكومة تحت قبة البرلمان، لافتاً إلى أن الأجدر والأكفأ هو القادر على فهم وتفهم هموم الناس وكيفية معالجتها مع السلطة التنفيذية.

الجرأة في مناقشة الطروحات
أما معايير القبول، برأي خليل، فتكمن في الحس الوطني العالي والإحساس بواقع الناس والجرأة في مناقشة معاناتهم وطروحاتهم، وتفهم ضرورات المرحلة الحساسة التي يعيشها البلد، والحملة الإعلامية الشرسة ضده،
وأوجز خليل مطالب العمال بضرورة إصدار قانون العاملين الأساسي، وتحسين الوضع المعيشي، وزيادة الرواتب، والوجبة الغذائية، ومتممات الراتب.

استمرار الحياة الدستورية
الدكتور همام كناج، رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بطرطوس، قال: تأتي أهمية هذه الانتخابات بعد إقامة كافة الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وفق المدد الزمنية المحددة دستورياً تأكيداً على قدرة الدولة على تنفيذ هذه الاستحقاقات، وضمان استمرار الحياة الدستورية، بالرغم من كل ما تتعرّض له من حصار بهدف إفشال الاستحقاقات، وإفشال الدولة، وإجازة وتحقيق التدخل الدولي في الشؤون الداخلية للبلاد.

تقصير في الأداء
وحول مدى الرضى عن أداء أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني، أفاد كناج: لا نستطيع القول إن هناك حالة من الرضى عن أداء الأعضاء، لربما كان ذلك صعباً جداً نظراً لأن الوضع الاقتصادي وظروف الحرب والحصار فاقمت من معاناة الناس، وزاد من عجز الحكومة على إدارة الأمور ومواجهة الضغوطات، لذلك كان من الصعب جداً أن يؤثر أعضاء المجلس من خلال مناقشتهم وطروحاتهم على الأداء الحكومي، ولكن هذا لا يمنع أن هناك حالة من التقصير من قبل أعضاء المجلس في نقل معاناة الناس والتواجد فيما بينهم.

تحديث وتطوير القوانين
المطلوب من الأعضاء الجدد، حسب د. كناج، أن يكونوا أكثر تواصلاً مع الناس، وأن يمثّلوا صوتهم بشكل حقيقي، وأن يتواجدوا بينهم في كافة المحطات والمناسبات الهامة، وأن يعملوا على تحديث وتطوير القوانين التي تنعكس بشكل مباشر على معيشة الناس وحياتهم.

اختيار الأنسب
وأخيراً لا يمكن أن نتحدث عن برلمان فاعل دون أن يكون هناك أشخاص فاعلون قادرون على أن يقدموا رؤى وأفكاراً جديدة، ولديهم الخبرة والمعرفة اللازمة في هذا المجال، ولذلك يجب أن يكون رأي الشارع مع اختيار الأنسب من ذوي الخبرة والمعرفة والسمعة الطيبة.

دارين حسن