فلتقرع نواقيس الخطر: ارفعوا قبضة كورونا عن أطباء سورية!!
لا يكاد يخلو يوم من اقتراح أو مناشدة لأطباء يدقون ناقوس الخطر مطالبين بوقف نزيف الأطباء المستمر، محذرين من نقص حاد قد نواجهه ونحن على أبواب فصل الشتاء، وازدياد أعداد الوفيات بين الأطباء، ما ينذر بكارثة محتملة إذا لم يتم تدارك الأمر، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات مشددة لحماية الكادر الطبي، ولا يعقل – حسب رأي أحد الأطباء – أن تغلق وزارة الصحة أبوابها طيلة فترة عطلة عيد الأضحى – مثلاً – ونحن بهذا الوضع الاستثنائي، بدلاً من أن تعلن حالة الاستنفار، خاصة مع ازدياد أعداد الإصابات خلال الأيام الأخيرة؟
واليوم، معظم الأطباء والممرضين يحتاجون إلى رؤية وزير الصحة بينهم ليشعروا بأنهم ليسوا بمفردهم، وهنا يسجل الكثير من الأطباء ملاحظاتهم على عمل الوزارة، على الرغم من الجهود التي تبذلها، والتي يعتبرها البعض، رغم ذلك، متواضعة وخجولة ودون المستوى المطلوب، متسائلين: أين وزير الصحة الذي لم نره إلا في اليوم الأول من العيد، وكأن الوضع طبيعي، لا بل كأن الوباء غير موجود، على رأي إحدى الطبيبات التي أكدت أن من يقول إن المشافي بكامل جاهزيتها، وإن المنافس متوفرة، كالذي يحاول أن يغطي الشمس بالغربال، فالمريض اليوم يقضي وقته بحثاً عن مشفى يستقبله، وما هو ملاحظ تخوّف الكثير من الأطباء من إبداء رأيهم وبأسمائهم الصريحة لأسباب مفهومة أحياناً، وغير مفهومة أحياناً أخرى، ولكنها تتلخص في مجملها من تبعات التعبير عن الرأي بما يخص وزارة الصحة، “وزارة ووزير”، فبعد الاتفاق مع أحد الأطباء، وهو أستاذ في كلية الطب، للحديث معه عن وضع الأطباء اليوم، وما هي الإجراءات التي لابد من اتخاذها للحفاظ على حياة أطبائنا، اعتذر الطبيب عن اللقاء لعدة اعتبارات؟!.
محاولة إنقاذ ما أمكن
يرى الدكتور محمد عمار الجعفري، استشاري أشعة وتشخيص شعاعي، أن الخطوة الأولى التي نحتاجها اليوم تتمثّل بإقامة مشفى ميداني لتقييم الحالات التي تصل، ومعالجة الحالات التي تحتاج لعلاج، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى عناية، مع وجود خط ساخن بين المشفى الميداني وكل العنايات المتواجدة في المشافي الخاصة والعامة، وتقديم إحصائية تتعلق بعدد الأسرة والمنافس، وإنشاء خلية تعمل على مدار الساعة، وبناء عليه يمكن تقييم الوضع حسب حالة كل مريض لمعرفة من بحاجة إلى دواء، أو من يحتاج إلى منفسة، وهذا طبعاً يحتاج إلى جهود كبيرة ودعم مادي ضخم من رجال الأعمال، مضيفاً: نحن اليوم بحاجة لخلية طوارىء، مع تأكيده على الوضع الكارثي المتمثّل بفقدان خيرة الأطباء، ما يستدعي استدعاء خبراء من أطبائنا لمعرفة أسباب الوفيات، ما يُمكننا لاحقاً من أخذ الاحتياطات المناسبة للحد من هذه الخسارة اليومية لأطبائنا التي تفوق أعداد المواطنين العاديين، مؤكداً أننا نمتلك الخبرات الكافية، خاصة أننا مقبلون على انفجار وشيك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لأن استمرار الوضع على هذه الحال قد يجعل الأطباء يعزفون عن العمل حفاظاً على أرواحهم وأرواح عائلاتهم، لذلك ما يحتاجه الأطباء اليوم هو الشعور بالاطمئنان وبالدعم.
الوباء اليوم انتشر، وهذه المرحلة أصبحت وراءنا، أما المرحلة المقبلة فهي مرحلة العلاج، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مضيفاً: لا ننكر أننا في حصار وحرب، ولكن لا يجب أن يكون هذا مبرر للتراخي، واليوم الدور الأكبر ملقى على رجال الأعمال، خاصة أولئك الذين نجحوا في الانتخابات وصرفوا ملايين الليرات على حملاتهم الانتخابية التي كان أول صرفها على تأمين مستلزمات طبية نحن اليوم بأمس الحاجة لها.
لينا عدرة