تقصير البلديات أخطر من كورونا.. ومطالبات بالتشديد قبل وقوع الفأس..
“البعث الأسبوعية” ــ علي حسون
عرى وباء كورونا الكثير من المؤسسات ليكشف ترهلها تحت مظلة الإجراءات الاحترازية، وخاصة بعض الوحدات الإدارية والبلديات التي وجدت باباً مفتوحاً على مصرعيه لاستغلال الأزمة والاستفادة على حساب صحة المواطن وسلامته.
صفحات للتلميع
فمن يتابع صفحات تلك الوحدات وصفحات المحافظة في ريف دمشق يفاجئ بنشاط عمل البلديات وحملات التعقيم “الفوتوغرافية” فقط، والتي تعكس –شكلياً وليس فعلياً- قيام عمال البلدية بعمليات التعقيم والرش في الشوارع والحارات، مما يترك أثراً ايجابياً عند المتابعين عن بعد، لكن من يتواجد على أرض الواقع يدرك الحقيقة المرة ويكتشف أن كل عمليات الرش والتعقيم “ضحك على اللحى” وخاصة أن الموضوع يتم بشكل “مسلوق” وعبر صهاريج مياه ترش على جانبي الشارع من باب تأدية واجب فقط لا غير، من دون أية وسائل أخرى للتعقيم، كما تغيب تلك الحملات عن حارات ومناطق ليست في مخطط وبال رؤساء الوحدات الإدارية وكأنها مفصولة عن ملاك البلدية..!.
مع هذه الحملات الخلبية كما وصفها مواطنون، يأتي من يستغرب تراكم أكوام القمامة جانب الحاويات والصهاريج تمر من محاذاتها لكي ترشف الطريق بالمياه على أنها حملة تعقيم..!، ليسأل المتابعون ألم يكن الأجدر تنظيف الشوارع من القمامة قبل شطف الشوارع و”تبليلها” بالمياه..؟.
حجج واهية
“البعث الأسبوعية” تابعت عن كثب أداء بعض البلديات لنكتشف غياب المعقمات والنظافة الحقيقية، إضافة إلى الاستهتار والتساهل مع أصحاب الفعاليات والمنشآت السياحية والمطاعم، لتكون الحجج جاهزة “إنها بلديات لم يعلن عن إصابات حقيقية فيها مثبتة مع مسحات عبر المشافي الحكومية” في الوقت الذي يعرف القاصي والداني أن هناك إصابات عديدة وأرقام لا يستهان بها مصابة ولكن من دون مسحات أو تأكد من أصحابها لكن ظهرت عليهم أعراض المرض فاكتفوا بحجر أنفسهم في منازلهم، وأخذ بعض المضادات الحيوية والأدوية المناعية، علماً أن الجميع ومنهم الوحدات الإدارية لديها علم بحجم الإصابات المخفية..!.
وعند السؤال عن مواد التعقيم والرش يأتي الرد من رؤساء تلك الوحدات بأن المحافظة لم ترسل لهم أو أن الكميات غير كافية، أو.. أو.. إلخ!!
ولم يتردد البعض من رمي الكرة في ملعب وزارة الإدارة المحلية والبيئة التي أصدرت تعميماً طلبت فيه من كافة المحافظين التعميم على كافة الوحدات الإدارية إيقاف تعقيم الشوارع والأرصفة بمادة الكلور والتركيز على النظافة الدائمة والمستمرة بالكنس والشطف وترحيل القمامة بالدرجة القصوى، ليهمس أحد الموظفين في البلديات أن التعميم جاء نتيجة استغلال رؤساء وحدات إدارية للظرف واللعب من تحت الطاولة بصرف فواتير بمبالغ كبيرة تتضمن شراء معقمات وكلور من أجل التنظيف.
بنود منسية
ومع التبريرات غير المقنعة من البلديات وتعميم الوزارة لم تخف المحافظة عدم إرسال أي دعم منها، إذ أوضح عضو المكتب التنفيذي في ريف دمشق محمد مضاوية أن البلديات تعتمد على وحدات المياه في تقديم مادة الكلور من أجل التعقيم، علماً أن البلديات لديها ميزانية تمكنها من تخصيص مبالغ لشراء أية مادة معقمة كون مبالغها بسيطة..!.
تعميم الوزارة ركز على ترحيل القمامة والاعتماد على النظافة بالدرجة القصوى، إلا أن هناك بلديات تناست هذا البند المهم وبدأت بتكليف صهاريج برش المياه كما اتفق من دون متابعة وتشديد على النظافة الحقيقية..!.
أما البلديات التي أعلن عن إصابات فعلية فيها كجرمانا والكسوة والتل وقدسيا والمعضمية فقد بدأ رؤساء الوحدات فيها “التلمس على الرأس” كون الفأس وقعت، حيث شهدت استنفاراً بكامل طواقمها مع دعم المحافظة والمجتمع المحلي والفعاليات الاقتصادية وغيرها من أجل التصدي لهذا المرض ومنع انتشاره بشكل تصاعدي، وأوضح رئيس مجلس مدينة جرمانا المهندس عمر سعد أن المجلس قام بتطبيق إجراءات احترازية مشددة مع تنفيذ حملة تعقيم وتنظيف واسعة في جميع أحياء المدينة، موضحاً أنه وبناء على الصلاحيات الممنوحة للمجلس فقد تم إغلاق جميع صالات الافراح والمنتزهات والمسابح والملاعب والنوادي الرياضية والمزارع التي يتم فيها إقامة الحفلات بجميع أنواعها داخل وخارج المخطط التنظيمي حتى إشعار آخر. وإذا لم يتم الإغلاق طوعاً ستقوم لجان البلدية وبمؤازرة ناحية جرمانا بتنفيذ الختم بالشمع الأحمر وسحب الترخيص الممنوح وتحويل المخالف للقضاء المختص، كما تم اقتصار البيع بالمطاعم والكافتيريات على الطلبات الخارجية فقط وعدم استقبال الزبائن بالمحل تحت طائلة المسائلة القانونية وسحب الترخيص والختم لكل مخالف والتحويل للقضاء المختص، إضافة إغلاق جميع المهن والمحلات التجارية يومياً بتمام الساعة ٩ مساءً، ما عدا المطاعم ومحلات الأغذية و السوبر ماركت، ويترتب على أصحابها التقيد بالإجراءات وقرارات وزارة الصحة لمنع انتشار الفايروس تحت طائلة المسائلة القانونية والختم والتحويل للقضاء المختص، إضافة إلى إنهاء ظاهرة إشغال الأملاك العامة والبسطات تحت طائلة المصادرة وتحويل جميع المصادرات للجمعيات الخيرية فوراً.
تأمين الغذاء والدواء
ولفت سعد إلى أنه تم تأمين عدد كبير من الكمامات سيتم توزيعها على الدوائر والموظفين والموطنين المراجعين لأية دائرة في المدينة وكل مخالف لذلك سيتم توقيفه وفق الأنظمة والقوانين لمساهمته بنشر الوباء والإضرار بالغير.
وكشف سعد عن 13 إصابة بمرض كورونا مثبتة في جرمانا، وقد تم حجرهم في منازلهم وتأمين الدواء والمواد الأساسية والغذائية بشكل يومي إلى منازلهم، حتى مأكولات أطفالهم “الطيبة”.
وكانت محافظة الريف منحت صلاحيات واسعة للمكاتب التنفيذية في مدن التل والكسوة والمعضمية وجرمانا وقدسيا لاتخاذ الإجراءات والقرارات التي تراها هذه المكاتب مناسبة لحماية مواطنيها من فيروس كورونا بناءاً على معرفتها بتفاصيل الأماكن والأعمال والازدحام في كل مدينة بتطبيق قرارات الفريق الحكومي المعني بالتصدي لوباء “كورونا” بما فيها الحظر في حال وجدوا أن هناك انتشار لفيروس كورونا قي مناطقهم، حيث أكد المحافظ المهندس علاء ابراهيم أنه في حال استشعار الخطر بانتشار فيروس كورونا في أي منطقة سوف يتم إتخاذ الإجراءات الوقائية مباشرة للتصدي لهذا الفيروس، داعياُ المواطنين إلى عدم الخوف وأن يطبقوا الإجراءات الوقائة الفردية والمجتمعية.