سلايد الجريدةصحيفة البعثمحليات

مخاوف يغذيها صمت “الصحة” وتنظير “التربية”.. “البعث” تكشف سيناريوهات الدوام المدرسي!

لم يتبقَ سوى ثلاثة عشر يوماً على بدء انطلاق العام الدراسي حسب الموعد المحدّد من وزارة التربية، ولازالت الهواجس تراود المواطنين في ظل الانتشار التصاعدي لوباء كورونا، ليحضر السؤال الذي يشغل بال كل أسرة سورية: هل وزارة التربية جاهزة للانطلاق بالعام الدراسي ضمن الموعد المحدّد في ظل هذا الوضع الراهن؟

الوزارة لم تتأخر في محاولة تبديد تلك الهواجس من خلال الإعلان عن إجراءات احترازية وقائية سيتمّ اتخاذها عند بدء الدوام، بداية الشهر القادم، مع وضع سيناريوهات عدّة، وفقاً لدرجة انتشار الوباء، كما جاء على لسان مديرة الصحة المدرسية، الدكتورة هتون طواشي.

3 سيناريوهات؟

“البعث” حاولت عبر مصدر مطلع في الوزارة معرفة هذه السيناريوهات، إذ كشف المصدر احتمال تأجيل موعد انطلاق الدوام المدرسي في حال كان الانتشار تصاعدياً بشكل كبير، والاكتفاء بالدوام الجزئي في حال كان الانتشار عادياً ولم يتطوّر، أما في حال البقاء على حاله وعدم وجود خطورة كبيرة على سلامة الطلاب سيسير الدوام بشكل طبيعي ضمن إجراءات احترازية وقائية مشدّدة.

واعتبر المصدر أن دخولنا في الاحتمالات والتوقعات ووضع سيناريوهات، وفق ما ذكر سابقاً، تتحمّله وزارة الصحة التي لم توافِ وزارة التربية بتقرير مفصل عن الوضع ليتسنى لها اتخاذ القرار المناسب بناء على الوضع الصحي الذي يقرّره الفريق الحكومي المكلف، وهذا ما أوضحه وزير التربية عماد العزب عندما أكد على موعد انطلاق العام الدراسي في الموعد المحدّد بداية الشهر القادم، إلا في حال حدوث طارئ وما يقرّره الفريق الحكومي المعني.

استفسارات وهواجس

استفسارات كثيرة ومخاوف عديدة من ذوي الطلاب حول سلامة أبنائهم، لتأتي تصريحات مديرة الصحة المدرسية وتبيّن أنه في حال وصل انتشار الوباء إلى الذروة مع بداية شهر أيلول سيتمّ تخفيض عدد الطلاب في الصف الدراسي، واعتماد دوام نصفي أو تقسيم الدوام.

وتابعت الدكتورة طواشي: “قد يحتاج الأمر إلى اتخاذ قرار بإغلاق المدارس”، لافتة إلى أن ذلك “يعود إلى تقييم وزارة الصحة للوضع، أما في حال كان الانتشار في حدوده الدنيا فلن يكون هناك تخفيض لعدد الطلاب، وإنما فقط إجراءات صحية داخل المدارس”.

هذه التصريحات لم تثلج صدور الأهالي، حيث بقيت مبهمة خاضعة للتكهنات والتوقعات، ما يشي بأن صمت وزارة الصحة يربك عمل “التربية”، فالصحة حتى الآن لم تعلن وتحدّد إلى أين نحن ذاهبون لجهة انتشار الوباء..! والإحصائيات التي تطالعنا بها عبر الإعلام عن عدد الإصابات وحالات الشفاء والوفيات تخص الحالات المسجلة ليس إلا، بينما الواقع مختلف، فهناك الكثير من المواطنين استشعروا الإصابة وقاموا بحجر أنفسهم من دون الإعلان عنها، إضافة إلى وجود المئات من المرضى خارج حسابات “الصحة” والمشافي من دون مسحات، ما يترك أكثر من حالة استفهام وتعجّب على أداء “الصحة”، خاصة وأن موضوع المدارس في غاية الأهمية كون أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة أمانة في عنق وزارة التربية وسلامتهم من أولوياتها؟!

وحسب رأي طواشي، فإن الفريق الحكومي المعني بالتصدي لوباء كورونا سيقوم بتقييم انتشار الوباء قبل 15 يوماً من افتتاح المدارس لاتخاذ قرار مشترك بين وزارتي التربية والصحة، إلا أنه حتى الآن لم يصدر أي قرار بعد مضي يومين على التاريخ المحدّد.

مريض ومتمارض!

وبالعودة إلى الإجراءات المتَّخذة من وزارة التربية بتعقيم المدارس بشكل يومي، والتساهل في منح الإجازات الصحيّة للمعلمين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو عند الشكوى من أي عارض صحّي أثناء الدوام المدرسي، يرى متابعون للشأن التربوي أن التساهل في منح الإجازات المرضية سيفتح الباب أمام المتمارضين من أجل الصيد بالماء العكر واللعب على الفكرة واعتبار أنفسهم مرضى وبحاجة إلى استراحة، مما سيفرغ الإجراء من محتواه، مشدّدين على ضرورة التدقيق في منح هكذا إجازات بعد فحوصات طبية من فريق مختص.

كلام على الورق..

وما يلفت في كلام مديرة الصحة المدرسية أنه في كل السيناريوهات سيتمّ تعيين مشرف صحي في كل مدرسة، للإشراف على تعقيم المرافق الصحية وجاهزيتها وتوفير الصابون فيها وتعقيم خزانات المياه، إضافة إلى تحرّي الغياب المرضي عند الطلاب لمعرفة المشكلة الصحية، ورفع تقارير يومية للصحة المدرسية بالأوضاع الخاصة بالطلاب، فضلاً عن القيام بجولة صباحية للكشف عن أي عارض صحي لدى الطلاب.

كلامُ طواشي على الورق يُدخل الطمأنينة إلى قلوب الأهالي، لكن ماذا عن الفعل، فهل ما ذكر سيطبق على أرض الميدان؟ وهل لدينا كوادر كافية لتغطية جميع المدارس بمشرف صحي لكل مدرسة؟ هل الجولات على المدارس من قبل الفرق الصحية جولات حقيقية فعّالة أم أنها خلبية، كما ذكرت إحدى مديرات المدارس أن المعنيين من الصحة المدرسية يدخلون المدرسة، يحتسون القهوة في غرفة الإدارة ومن ثم يغادرون من دون أي جولة أو إجراء؟ علماً أن حمامات ومغاسل أغلب المدارس بوضع مزرٍ وبحاجة إلى صيانة ومتابعة؟!

أسئلة بلا أجوبة؟

أسئلة عديدة تحتاج إلى أجوبة من “التربية” والتأكد على أرض الواقع من تلك الإجراءات، والتدقيق بالتقارير المقدمة من الفرق الصحية ومدى صحتها.

والجدير ذكره أن “التربية” وضعت بالحسبان أنه في حال وجود أعراض صحية لدى الطالب سيتمّ إرجاعه إلى المنزل، وتعويض الفاقد التعليمي له لاحقاً، حسب كلام طواشي التي أشارت إلى أن مديرية التوجيه وتطوير المناهج تقوم بوضع آليات لتخفيف المناهج والاعتماد على المواد الأساسية، والعمل بشكل يومي على تفعيل آليات التعلّم عن بعد حسب الإمكانيات المتاحة.

علي حسون