نظاما تركيا وقطر .. تدخل مستمر في الشؤون الليبية
إمعاناً في التدخل السافر وانتهاك الأراضي الليبية، وبالتزامن مع زيارة مفاجئة بدأها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الاثنين، إلى ليبيا، وصل وزيرا دفاع النظامين التركي والقطري خلوصي آكار وخالد العطية والوفدان المرافقان لهما إلى العاصمة طرابلس.
وتهدف الزيارة للقاء شخصيات من ميليشيات الوفاق التي يتزعمها فائز السراج و”بحث الخطوات التي اتخذت حتى الآن لإنشاء القاعدة البحرية التركية في مصراته، والقاعدة العسكرية التركية في قاعدة الوطية الجوية، جنوب طرابلس”، حسبما أفادت مصادر ليبية.
وبحث الوفدان خلال الزيارة “سبل تعزيز الدعم العسكري لميليشيات الوفاق والتحشيد العسكري غرب سرت التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي”.
وينتظر النظام التركي خلال هذه الزيارة أن يعلن عن “بدء عمليات تأهيل وتدريب عناصر من ميليشيات الوفاق في الكليات التركية”.
ويواصل نظام رجب طيب أردوغان التركي بسط نفوذه وتوسعه السرطاني بإقامة قواعد عسكرية جديدة له في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يُتيح له نشر عتاد جوي وبري وبحري كبير في مناطق ذات أهمية إستراتيجية خارج حدود تركيا وتحدّي منافسيه الإقليميين، في محاولة منه لاستعادة النفوذ العثماني الآفل.
وتهدف مساعي النظامين التركي والقطري لأن تكون الوطية متاحة لبناء تركيا قاعدة جويّة دائمة فيها، حيث باتت تحتضن طائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي تركية حديثة، كما يتم اتخاذ خطوات مماثلة في ميناء مدينة مصراته الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ليتم فيه بناء قاعدة بحرية ضخمة.
من جهة أخرى، وعقب سبعة أشهر من قمة ليبيا في برلين، بدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة مفاجئة لليبيا، وتزعم ألمانيا أنه من المهم التوصل إلى حلّ للنزاع، لأن الأوضاع الفوضوية في ليبيا تصب في صالح نشاط عصابات تهريب البشر، التي تجلب مهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط على نحو غير شرعي.
وقال ماس: “نرى هدوءاً مخادعاً في ليبيا في الوقت الحالي. يواصل الطرفان وحلفاؤهما الدوليون التمسك بشروط مسبقة لوقف إطلاق النار”.
ويناقش ماس خلال محادثاته الحثّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول مدينتي سرت والجفرة ذات الأهمية الإستراتيجية والنفطية.