مجلة البعث الأسبوعية

تهاون غير مفهوم وتأخر غير مبرر في حسم القضايا.. هل فقد اتحاد كرة القدم هيبته؟!

“البعث الأسبوعية” ــ ناصر النجار

علينا أن نعترف أن الموسم الكروي الذي يودع أيامه الأخيرة لم يكن الأفضل على مدى المواسم السابقة، وأن نعترف بالمقابل أن جائحة كورونا ساهمت بالكثير من المطبات في هذا الموسم وأهمها غياب النكهة بغياب الجمهور عن الملاعب قسراً، ليبقى السؤال المهم: هل ارتقى اتحاد كرة القدم لمستوى الحدث، أم إنه سار مع التيار ضارباً بالقوانين عرض الحائط.؟

نعتقد أنه من ناحية الإنجاز، فقد أنهى اتحاد الكرة الدوري الممتاز وكأس الجمهورية، وبقي عليه نهائيات دوري باقي الدرجات، أما باقي النواحي فلم يكن اتحاد كرة القدم “شاطراً”، وعاش حياة التغافل واللين والهوادة مع الأحداث والقانون..!

قبل الخوض في التفاصيل، صغيرها وكبيرها، لا بد من التنويه إلى وجود خلاف عميق ومستحكم بين رئيس الاتحاد ونائبه طفى على السطح، وبات حديث القاصي والداني، وأثر على سير العمل لدرجة أن الكثير من القرارات جاءت بمنزلة رد الفعل، ولا شك أن الكثير من الاستقالات التي حدث في اللجان العليا كانت بفعل هذه الخلافات أو التفرد بالقرارات أو عدم الرضا عن السياسة العامة للعمل..!

 

مباركة رسمية

اتحاد كرة القدم بارك لنادي تشرين فوزه ببطولة الدوري عبر كتاب رسمي وقام بتتويجه قبيل المباراة النهائية لكأس الجمهورية، والموضوع قد يكون طبيعياً لو أنه لم يكن هناك تحقيق مفتوح حول قضية لاعب الطليعة شعيب العلي الذي اتهم إدارة تشرين بمحاولة تقديم رشوة له قبل مباراة الطليعة مع تشرين، فالقضية أعلن الاتحاد حكمه فيها بطريقة لم تقنع أحداً، وكان اتحاد كرة القدم غير قادر على اتخاذ قرار بمثل هذا المستوى فهو أضعف من المواجهة مع أطراف يخشى مواجهتهم!”.

وكان الحل المفترض الطبيعي أن ينهي اتحاد كرة القدم هذه القضية قبل نهاية الدوري، لكنه تجاهل القضية رغم اعتراض ناديي الوثبة وحطين بكتب رسمية، ونام عليها رغم تدخل الاتحاد الآسيوي فيها.

 

هيبة ضائعة

لم يقتصر تراخي اتحاد كرة القدم على هذه الحالة فقط، فقد تعامل مع انسحاب فريق الجزيرة من الدوري في آخر مرحلتين ببرود وتجاهل واكتفى بخسارة الفريق للمباراتين متجاوزاً القوانين والأنظمة مع العلم أن هذا الانسحاب ليس الأول، وسبق للجزيرة أن انسحب من مباراة الوثبة فهدده الاتحاد بالعقوبات الأشد إن تكرر ذلك، لكن الجزيرة لم يكترث واتحاد كرة القدم “طنّش”، وتنازل عن صلاحياته، ونحن نعلم تماماً أن الأعذار التي قدمها الجزيرة واهية وأن الخط الجوي بين الحسكة ودمشق مفتوح وبشكل يومي، ومن جهة أخرى فعل الجهاد الشيء نفسه بتخلفه عن نهائيات الدرجة الأولى ومن المفترض ألا يكتفي اتحاد كرة القدم بخسارته للتجمع بل عليه تطبيق الأنظمة والقوانين، وهنا نلفت النظر إلى أن اتحاد كرة القدم دعا فريق التضامن إلى المشاركة عوضاً عن الجهاد، وهنا نتساءل: هل القضية ترميم المجموعة على حساب الجاهزية المفترضة؟ وهل التضامن قادر على المنافسة وفريقه غير جاهز لأنه متوقف عن التمارين وقد أنهى موسمه قبل أكثر من شهر؟ والخابور أيضاً يحذو حذو الفريقين بتخلفه عن نهائيات الدرجة الثانية، وقام فريق تل براك بالتبرع بالمشاركة بدلا منه، في موقف لا ندري كيف قبله الاتحاد، فهل صارت هذه الدوريات مثل دوري الأحياء الشعبية!

القضية هنا لم تعد قضية فوز وخسارة، إنما هي هيبة مفقودة أضاعها اتحاد كرة القدم عندما تناسى القوانين والأنظمة وتعامل مع هذه الحالات بالتراخي واللين، لذلك إن وجدنا من يتطاول على اتحاد كرة القدم فلأنه لا يستعمل حقه الشرعي الذي منحه القانون له!

 

غياب الإجراءات

في مباريات الدوري الممتاز ومباريات الكأس غابت كل الإجراءات الاحترازية رغم التنبيه المسبق، والمخالفات كانت كثيرة وقف منها اتحاد كرة القدم موقف المتفرج دون أن يتصرف أو ينتصر لقراراته فتحولت المباريات إلى هرج ومرج بغياب القوانين والأنظمة والعقوبات الرادعة، وعلى سبيل المثال فإن الكثير من الأندية لم تلتزم بعدم حضور الجمهور والجميع شاهد بعض المباريات وقد حضر ألفاً وألفين وخمسة آلاف، لذلك نتساءل: لماذا قرر اتحاد كرة القدم إقامة المباريات بلا جمهور، ولماذا لم يعاقب الأندية المخالفة..؟ هذا الأمر جعل الأندية تتمادى في ذلك ولو وجدت حزماً بالتعامل ما وقعت كل هذه المخالفات.

دخول الجمهور إلى المباريات جعل من إمكانية التباعد الاجتماعي مستحيلة سواء على المدرجات أو المنصة، أيضاً غابت هذه الإجراءات في مقاعد الاحتياط، ولاعبونا انشغلوا بالفرح والقبلات مع كل هدف وفوز واتحاد كرة القدم يفرح معهم ويصفق لهم، ولو أنه استعمل صلاحياته بمعاقبة من خالف قراراته وخصوصاً تلك التي تخص كورونا لما شاهدنا هذه المخالفات تتكرر وتتنامى مباراة بعد أخرى، والضريبة دفعها العديد من لاعبينا وكوادرنا في العديد من الأندية وبرزت في معسكر المنتخب الوطني وقد أعلن عن إصابة سبعة من اللاعبين وكوادر المنتخب بكورونا.

قضايا أخرى

ما تم ذكره غيض من فيض وأمامنا المزيد من القضايا التي من المفترض أن نتوقف عنها مطولاً منها ما يخص الحالة الفنية أو الإدارية أو التنظيمية أو التحكيمية، وسنتابع كل ذلك، والهدف دائماً هو كشف الخلل والتنبيه إلى مجمل الأخطاء والعثرات من باب الشراكة المفترضة بين الإعلام والمؤسسات الرياضية.