مجلة البعث الأسبوعية

اللجان التنفيذية بلا صلاحيات القيادة الرياضية مسؤولة والتغيير الشكلي مقبول.. ولكن!

“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش

بات في حكم المؤكد أن لجاناً تنفيذية عدة في المحافظات ستكون عرضة للتغيير خلال الأيام المقبلة بعد أن فشلت في تقديم المرجو منها، ما جعلها دون مستوى تسميتها كلجان لها قدرة التغيير على أرض الواقع، وربما كان على القيادة الرياضية أن تتدخل بشكل أسرع وتكتفي بالفرصة التي منحتها لهذه اللجان قبل نحو ستة أشهر لإظهار فعاليتها.

وبينت مصادر خاصة لـ “البعث الأسبوعية” أن الوقت المقدر للتغيير لن يتجاوز الأسبوع، إذ يتم العمل على وضع اللمسات الأخيرة على القرار، والذي ينتظر أن يشمل محافظات لها ثقلها من قبيل دمشق وحلب واللاذقية.

وإذا كان التفاؤل سيد الموقف فيما يخص هذه التغييرات لجهة إحداث صدمة إيجابية في بعض التنفيذيات المتكلسة، فإن التخوف يبقى كبيراً من أن يكون تغيير الأسماء غير كاف لوحده لضخ الدماء في عروق هذه اللجان التي اكتفت لسنوات مضت بدور شكلي بعيد كل البعد عما حدده القانون لمصلحة مفاصل أخرى كإدارات الأندية واتحادات الألعاب والمكتب التنفيذي.

 

دور وأسباب

تراجع دور التنفيذيات خلال السنوات الخمس الماضية له أسباب بعضها يخص هذه اللجان ذاتها أو أعضائها، وبعضه له بعد قانوني يتعلق بالقرارات التي أصدرها المكتب التنفيذي السابق، والذي جعل صلاحياتها محدودة ومقيدة بشروط صعبة الفهم، وبالتالي تحولت التنفيذيات – وفق أحد رؤوساء الاتحادات – إلى مجرد ديوان للورقيات يتم من خلاله تصديق القرارات بشكل روتيني، ويتم في مكاتبها ختم الكشوف وتنسيب اللاعبين عوضاً عن أن تكون المسؤولة عن رسم سياسات تطوير رياضة محافظتها وتكون المفصل الفعال الأول في جسم رياضتنا.

ولاشك أن هذا التراجع بات واضحاً لكل متابع، ولم يعد خافياً أن وظيفة رئيس تنفيذية أو عضو فيها فقدت بريقها كون الامتيازات الممنوحة قد سُحبت، وتحول الدور التخطيطي والتنفيذي لمجرد دور مكتبي لا فائدة منه سوى إكمال الديكور التنظيمي دون مضمون حقيقي.

 

صلاحيات مسلوبة

سرعان ما يلحظ المطلع على القرارات الصادرة من المكتب التنفيذي السابق، والمتعلقة بالتنفيذيات، أن معظمها كان باتجاه تقييدها والحد من صلاحياتها، والبداية من الجانب المالي والاستثماري حيث جردت التنفيذيات من كل الميزات المالية، فلا “يمون” رئيس تنفيذية على صرف مكافآة لموظف إلا بعد الحصول على موافقة المكتب التنفيذي، ولا يستطيع رئيس تنفيذية تعيين موظف إلا عن طريق المكتب التنفيذي ولو بصيغة العقد الموسمي، كما أن مناقشة ميزانية الفروع كانت تتم بطريقة الأمر الواقع، وبناء على النجاح في كرة القدم، حيث كانت تعد الفرق الكروية وتواجدها في الدوري الممتاز معيار التقييم في دعم هذه اللجنة التنفيذية أكثر من تلك.

وهناك جانب لا يقل أهمية يتعلق بوسائل النقل والآليات التي باتت أغلب التنفيذيات تشكو نقصها بعد قرار المكتب التنفيذي السابق بإعادتها للمستودعات على أن يتم توزيعها لاحقاً وهو الأمر الذي لم يحصل!

 

علاقة ضبابية

وفي ذات السياق، لم يستطع العاملون في بعض اللجان التنفيذية ضبط العلاقة مع المكتب التنفيذي واتحادات الألعاب وإدارات الأندية واللجان الفنية، فهؤلاء الأعضاء لم يدركوا أن العلاقة مع المكتب التنفيذي تكاملية وقائمة على الاحترام المتبادل، وفضلوا التنازل عن حقوقهم واستكانوا لما أعطي لهم خوفاً على كراسيهم، فيما حاولت اتحادات الألعاب تجاوز التنفيذيات كونها لا تقدم ولا تؤخر، فتوجهت نحو الأندية مباشرة، والتي تحولت بفعل كونها قادرة على الصرف على نفسها لكيان كبير لا حاجة لها بالتنفيذية ومكاتبها.

أما اللجان الفنية فهي اللغز المحير، فأعضاؤها هم المخولون باختيار أعضاء اللجنة التنفيذية انتخابياً وهم في ذات الوقت يعينون من قبل اللجنة التنفيذية!

ومن باب العلم، فإن مهام التنفيذيات المحددة ضمن النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام هي الإشراف على المنشآت الرياضية في المحافظة وصيانتها واستثمارها، لكن الواقع يعاكس ذلك مع تفرد المكتب التنفيذي بملف المنشآت واستثمارها دون أن يكون للتنفيذيات وجود.

 

إيجابيات موجودة

رغم كل الشكوك التي تحيط بجدوى تغيير الأسماء، إلا أن هذا الأمر له مزايا عديدة بالنظر إلى جهود بعض رؤوساء التنفيذيات في استثمار مكانتهم لمصلحة رياضة المحافظة، فمن الضَّروري أن يكون لرئيس اللجنة التنفيذية ارتباطاته مع المحافظة والمناطق ومجالس المدن والبلديات ومع المنظمات الشعبية ومديرية التربية ومديرية الزراعة للمساهمة في لحظ الأراضي والملاعب الرياضية ونقل ملكية الأراضي حسب القانون رقم 8، إضافة للمتابعة مع الجهات المعنية لدعم الرياضة في كل ناد ومنطقة من خلال مجالس المدن والفعاليات الاقتصادية في كل منها، فضلاً عن التعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لرعاية جرحى الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب التنسيق الكامل لدعم الرياضة المدرسية مع موجهي المناطق، حيث لا يكفي تسمية رئيس دائرة التربية الرياضية عضواً في اللجنة التنفيذية، فموجهو المناطق هم أعلم بكل منطقة ونوع الرياضة التي يمكن أن تنافس فيها.

 

نقطة الحسم

إن استعادة التنفيذيات لدورها يمر، بالعموم، عبر قرارات سريعة وعاجلة من القيادة الرياضية التي تلحظ ما تعانية التنفيذيات من صعوبات تؤخذ بعين الاعتبار في سبيل إيجاد الحلول المناسبة لها، وهو أمر بسيط إذا استطاع كل عضو مكتب تنفيذي أن يحيط بصورة واقع المحافظة المكلف بالإشراف عليها بشكل كافي لتقييم الخلل وتقويمه بعيداً عن الحسابات الشخصية.

ومع معرفتنا المسبقة بصعوبة الاختيار في ظل نقص الكوادر المؤهلة، إلا أن المزاوجة بين الخبرة والشباب قد تكون نافعة أكثر في ظل التجربة غير الناجحة التي مرت به رياضتنا خلال الأشهر الماضية في هذا الإطار.