تأهل إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه.. النيرب ينقذ موسم الكرة الحلبية
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
شكل تأهل فريق نادي النيرب لكرة القدم إلى مصاف أندية الدرجة الأولى حدثاً مهماً بالنسبة للشارع الرياضي الحلبي، بعد موسم صفري مخيب للكرة الاتحادية التي اكتفى رجالها – بعد مئات الملايين التي صرفت هباءً – بالمركز السادس على لائحة ترتيب فرق الدرجة الممتازة، وتبعه فريق رجال عمال حلب بالسقوط إلى الدرجة الثانية على مرأى أعين قيادته التي طالها ما طالها من النقد بسبب سلبيتها وفي عقر داره حلب عندما خسر المباراة الفيصلية أمام شرطة حماة بهدفين لهدف، وسبقه “الحرفيين” الذي تهاوى من الدرجة الممتازة إلى الثانية بسبب العجز المادي ما دعا رئيس النادي جمال حبال – حسب المعلومات الساخنة التي وصلتنا – لتقديم استقالته، مقابل تسمية رئيس النادي السابق حسن حمدان عضوا في الإدارة مشرفاً للعبة كرة القدم.
وبالتالي، فقد ملأ النيرب، ابن الحي الحلبي الشرقي، الشاغر الذي تركه العمال و”الحرفيين”، على أمل أن يكون الوحيد في عداد الأولى للموسم المقبل ]مفارقة[!! في حال تمكن الحرية وعفرين من حجز بطاقتي التأهل إلى الدرجة الممتازة بعد تجاوز الدور الثاني الذي أقيمت الجولة الأخيرة من ذهابه، وقبلها كان الحرية متصدر للمجموعة الشمالية بأربع نقاط من فوز على عفرين 3/0 وتعادل عاثر أمام شرطة حماة بهدف لمثله، مقابل ثلاث نقاط لعفرين الذي سقط في جولة الافتتاح قبل أن يعاود النهوض بفوز استعادة الروح و الأمل على حساب التضامن بهدف دون رد في المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب السابع من نيسان في حلب.
وكانت أربع نقاط كافية لفريق النيرب الذي صارع على جبهتي دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الأولى لكرة الصالات الذي يدافع عن لقبه للموسم الثالث توالياً، للارتقاء إلى الأولى عن المجموعة الثالثة من فوز على تل البراك بهدف وتعادل إيجابي مع صافيتا بهدف لمثله، ليترك تل البراك خلفه بثلاث نقاط من فوز بهدفين لهدف على صافيتا الذي حل ثالثاً بنقطة خطفها من المتأهل.
فرحة حلب
ألووو!!.. الصوت يأتينا من سماعة الجوال وكاد يصل إلى آخر الشارع فرحاً وكان معنا على الخط عضو اتحاد كرة القدم سعد الدين قرقناوي الذي آثر أن يكون السباق بزف بشرى تأهل النيرب لنا، معبراً عن سعادته بهذا الإنجاز الذي يحسب للكرة الحلبية، مؤكداً على ضرورة توفير مقومات التمثيل المشرف والثبات في دوري الأولى في الموسم المقبل خاصة وأن كرة النيرب تصارع على جبهتي الدوري العام ودوري كرة الصالات الذي تمنى قرقناوي أن يحقق النجاح المطلوب في أدواره النهائية ويتمكن من الحفاظ على لقبه للمرة الثالثة توالياً.
ثمرة التعب
أما رئيس نادي النيرب يوسف نبهان فقد خنقت عبرات الفرح صوته وهو يحادثنا، مهدياً إنجاز تأهل فريقه إلى الدرجة الأولى لجماهير نادي النيرب وأهالي الحي والجمهور الحلبي عامة، مضيفاً بأن تعب الموسم أينع بأولى الثمرات ومؤكداً بأن لقب النسخة الثالثة من دوري الصالات وترصيع قميص الفريق بالنجمة الثالث سيكون الإنجاز التالي للنادي هذا الموسم.
بدوره الكابتن جمال هدلة مدرب الفريق الذي أوفى بأولى التزاماته فقد عبر عن فخره بهذا النجاح وثمن جهود اللاعبين والإدارة، مؤكداً أن الفرحة هي لمدينة حلب التي ستكون على موعد آخر من الاحتفال إن وفق الفريق بمساعيه للحفاظ على لقب دوري الصالات، وهو الهدف الجديد الذي سيسعى إليه الفريق ولن يفرط به ليجمع الفرحة والإنجاز من طرفيه التأهل للدرجة الأولى، والفوز بلقب دوري الصالات.
حلم تحقق
“لم يأت إنجاز فريق نادي النيرب بالتاهل إلى الدرجة الأولى من فراغ، وكان خلفه رجال كانوا على العهد ليحققوا حلم حي حلبي يتنفس كرة القدم”، هذا ما قاله نجم الفريق عبد الخالق النبهان الذي سجل هدف فريقه الحاسم للصعود على صافيتا وصنع هدف الفوز على تل البراك في المباراة الأولى.
ولفت النبهان إلى أن صعود الفريق إلى الأولى جاء بعد جهود كبيرة بذلت وتضافرت بين اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب جمال هدلة والإدارة ممثلة برئيسها المتفاني يوسف النبهان، وتعب مشوار موسم كامل تجاوز فيه الفريق الكثير من الصعوبات ومن بينها ضعف الإمكانات وسوء أرضية الملعب الذي لم يمنع رجال النيرب من مواصلة السير وصولاً إلى ضفة الإنجاز والتأهل المستحق.
وأكد نجم النيرب أن فريقه لن يكون مجرد ضيف شرف على الدرجة الأولى وستكون هناك تحضيرات قوية لتحقيق حضور لائق وتمثيل مشرف يرفع رأس الكرة الحلبية ونادي النيرب المجتهد.
لقب الصالات
الجدير ذكره أن فريق النيرب كان قد تأهل إلى الدور النهائي كبطل لأندية الدرجة الثانية في محافظة حلب بعد فوزه ببطولة المحافظة مفتوقاً على أندية اليرموك وشرطة حلب والقلعة، ويلعب بتشكيلة لاعبين مختلطة بين الدوري العام ودوري الصالات الذي يخوض الفريق المتمرس نهائياته التي انطلقت في صالة الفيحاء في دمشق يوم الجمعة الفائت إلى جانب أندية ديرعطية والجولان والتل.