ثقافةصحيفة البعث

معرض للفنانين الشباب في مركز الفنون البصرية

أضاف المركز الوطني للفنون البصرية خطوة رائدة جديدة هذا العام، بما يخصّ الفن التشكيلي والفنانين التشكيليين الشباب، حيث سبق وأن أقام معرضاً مميزاً لأربعة فنانين في ربيع هذا العام جاء نتيجة ورشة داخلية أقامها المركز لهذه المجموعة من الشباب نتج عنها معرض لأعمالهم الجدارية قدموا فيها وعياً جديداً ومبشّراً للتشكيل السوري، وهم: أحمد طلاع– مجد الحناوي– خزيمة العايد- وصلاح حريب، وأتبع المركز نشاطه بالإعلان عن مسابقة مفتوحة للفنانين تقدّم لها العشرات من الفنانين الشباب، حيث خضعت أعمالهم لاختيار دقيق وعادل نتج عنه أعمال منافسة تمّ عرضها في المعرض الذي يقام حالياً في المركز الوطني إلى جانب أعمال الورشة السابقة في الجناح الآخر من صالة المركز. في هذا المعرض الجديد تمّ تحديد عدد من الجوائز للأعمال المتميّزة، نال الجائزة الأولى حسام سرغاية، والثانية من نصيب بيير حاماتي وعمرو أبو عامر، بينما كانت الثالثة للفنان الشاب سليمان القوصي.

تميّز عدد كبير من اللوحات وحمل أغلب الأعمال طابع التجريب والبحث في اللوحة، من حيث التأليف وضبط التكوين وقيم السطح والبحث في أهميته من خلال استخدام المواد المتاحة بغية الوصول إلى اللوحة التي تحمل جملتها المتكاملة، وتشي بشخصية صاحبها الأكاديمية وفرادته في البحث البصري عن حلول تشكيلية لفكرة يطرحها الفنان على سطح لوحته، تنضج من خلال حواره البصري والذهاب إلى مقاصده بخبرة العارف، فقد توصل البعض منهم إلى مواد وتقانات جديدة، تؤمن له حضوراً تعبيرياً وتشكيلياً جديداً معبّراً عن الموضوع المستهدف للرسم، مثل لوحة أحمد جميل قاشا الذي استخدم عجينة مادة “الفوم” العازلة للوصول إلى سطح تعبيري بتكتلات العجينة، مع الاقتصاد في المادة الملونة المضافة على السطح لغاية تصويرية، وقد أدى إغراقه في تحميل هذه المادة أكثر من متطلبات وظيفتها في اللوحة المحدّدة إلى الوقوع في مطب تواضع الإخراج، لكن بقيت لهذه التجربة أهميتها كفنان شاب ربما نشهد له في المستقبل محاولات صائبة، ولاسيما أنه من الفنانين الشباب الواعدين بحق.

يحسب لهذا المعرض أهميته في دعم الفنانين الشباب، وفق تصريح الفنان محمد العلبي المدرّس لعدد من هؤلاء حينما كانوا طلبة في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، كما يُحسب له كقيمة وافرة ترفد المشهد التشكيلي السوري، وتحسب لإدارة المركز الوطني هذه الجهود التي بُذلت على صعيد التخطيط والمتابعة والتحكيم والتوجه والدعم نحو أي فن نريد ونستحق لتطوير الذائقة البصرية مقابل هذا الكمّ الكبير من الرسوم والأعمال المتواضعة والمعارض التي تشغل مراكزنا الثقافية العامة، وحتى معارضنا الرسمية المتخصّصة بفن الشباب وملتقياتهم الفنية والتشكيلية، ربما اختلاف الهدف يخلق الفارق في الأداء وفي فاعلية الأدوات وخبرة القائمين أيضاً، فهذا المعرض يتصف بالأكاديمية والجدية، كما أسلفنا، وروح المنافسة في مناخ من الحرية الفنية، وقد اكتسب المعرض صفة المواكبة والتأثير من خلال الأعمال التي تحمل روح الفن المعاصر، حيث لا حدود في اللوحة التي تنتمي لمشاغل البحث والابتكار والابتعاد عن المراوحة والثقة بما سبق من جماليات تحاكي المواضيع الساذجة وتتغنّى بما هو متفق عليه بصرياً على أنها لوحة تُقتنى بذائقة عامة نتآلف معها ونقيس بمقياسها الفن.

أكسم طلاع