مجلة البعث الأسبوعية

بيل غيتس.. مالتوسي جديد متورط في مشروع إبادة شرائح إلكترونية للتحكم بالبشر والسيطرة على مستقبلهم

“البعث الأسبوعية” ــ علي اليوسف

قبل قرابة 2400 عام، في اليونان القديمة، ناقش أفلاطون أهمية التحكم بالتعداد السكاني، وأيد أرسطو فكرة الإجهاض وقتل الرضع. وفي عام 1798، كتب توماس مالتوس مقالاً حول تخفيض عدد تعداد السكان. آمن مالتوس أنه يجب تسخير الأوبئة والحروب والكوارث والمجاعات والمجازر لزيادة نسبة الوفيات.

في عام 1859، نشر تشارلز داروين كتابه “أصل الأنواع”، وألمح من خلاله إلى تداعيات التعداد السكاني، ولكن فرانسيس غالتون، الخبير الإحصائي في العصر الفيكتوري، وعالم الاجتماع والأنثروبولوجيا وتحسين النسل، أصبح مهووساً بهذه الفكرة.

في عام 1883، نشر غالتون “استفسارات حول المسألة الإنسانية وتطورها”، حيث كتب أن هدفه تناول مواضيع متنوعة تتصل، بشكل أو بآخر، بـ “تهذيب العرق”، أو كما يسمى “تحسين النسل”، وهو المصطلح الذي أتى من الكلمة اليونانية “Eugene’s”، التي تعني السلالة الصافية من مواليد النبلاء.

في بدايات القرن العشرين، أصبح تحسين النسل مادة أكاديمية في الجامعات، وتم إنشاء وتمويل المنظمات لكسب ودعم الرأي العام بشأنها. لكن معهد “القيصر فيلهلم” للأنثروبولوجيا والوراثة البشرية وتحسين النسل في برلين، ومعهد “غولدسبرينغ هاربر” المتخصص في علم الجينوم وعلم الأحياء الكمي، رفضا فكرة أن الناس يولدون متساوين، وشرعا الترويج لفكرة “تهذيب النسل” والتركيز على الدماء النبيلة.

وفي الولايات المتحدة، تم إنشاء ما يسمى “الأبوة المخططة” من قبل نصيرة تحسين نسل الأعراق مارغريت سانغر. عمل والد بيل غيتس مع مجموعة “الأبوة المخططة”، وعملت والدته مع مجلس إدارة شركة “أي بي أم”، وأقامت شراكة معهما لبناء مايكروسوفت. وبلا أي خلفية طبية أصبح بيل غيتس، بعد ذلك، أكبر الداعمين للقاحات حول العالم، والتحكم بالتعداد السكاني.

مع انتشار فيروس كورونا، تكشفت العديد من القصص والأسرار التي لم تكن تؤخذ بالحسبان، ومنها التلميحات الأمريكية إلى أنه لن يتم التجمع أبداً في مجموعات. وفي كانون الثاني 2017، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الفيروسات في الولايات المتحدة، وعضو مجلس قيادة مؤسسة بيل وميليندا غيتس، أمام حشد في جامعة جورج تاون، بأن هناك تفشياً مفاجئاً سيحدث أثناء فترة رئاسة دونالد ترامب، وأكد أنه لا يوجد شك بأن هناك تحدياً سيواجه الإدارة فيما يخص الأمراض المعدية، بما فيها الأمراض المزمنة.

في تشرين الأول 2019، نظمت “مؤسسة بيل غيتس” محاكاة لوباء كورونا، عرفت باسم “الحدث 201”، واستضافها مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي. ركز التمرين على التأهب لحالات الطوارئ في حالة “تفشي وباء خطير”. وفي المحاكاة، كان مركز الوباء مزرعة خنازير في البرازيل، قبل أن يتم تصديره أولاً عن طريق الطيران إلى البرتغال والولايات المتحدة والصين، ثم إلى العديد من بلدان العالم. ومن شأن تفشيه أن يتسبب بوفاة 65 مليون شخص في العالم خلال 18 شهراً.

في تشرين الثاني 2019، أعطيت “مؤسسة بيربرايت” براءة اختراع لقاح لفيروس كورونا قد يستخدم للعلاج، لكن ما حقيقة ذلك؟ تدعي منشورات متعددة على الفيسبوك أن معهد أبحاث تموله “مؤسسة بيل أند ميليندا غيتس” يمتلك براءة اختراع بالفيروس التاجي الذي يسبب الوباء الحالي.

وتداولت منصات الفيسبوك مقالاً، نشر في 29 كانون الثاني، على موقع “البشر أحرار” الإلكتروني، يدعي أن معهد أبحاث بريطاني لديه براءة اختراع للفيروس. ويؤكد المقال أيضاً أن المعهد يموله الملياردير بيل غيتس، كما يحتفظ “مركز السيطرة على الأمراض” ببراءة اختراع لجينوم الفيروس. يبدأ المقال بالقول: “صدق أو لا تصدق!! سلالة فيروسات تاجية هي براءة اختراع من قبل معهد بيربرايت، الذي تموله مؤسسة بيل وميليندا غيتس”.

 

بيل غيتس إمبراطور العالم

بعيد هذا المقال، انتشرت مقالات حول العلاقة بين معهد برايبرايت وبيل غيتس على الإنترنت، حيث كشف مقال “البشر أحرار” أن غيتس وأطراف معنية أخرى مولت مجموعات بحثية لخلق “سلالة فيروسية مسلحة مصممة لبيع المزيد من اللقاحات المميتة عديمة الفائدة، ولكنها تقتل، في الوقت نفسه بضعة آلاف، وربما بضعة ملايين، من البشر”.

في عام 2015، اعتلى بيل غيتس خشبة المسرح في فانكوفر، ليلقي محاضرة حذر فيها بشدة من أنه “لو تسبب شيء ما بمقتل عشرة ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فالأرجح أن يكون ذلك فيروساً شديد العدوى وليس حرباً”.

يتهم البعض غيتس بزعامة طبقة من الصفوة العالمية، ويرى آخرون أنه يتزعم محاولات لتجريد العالم من سكانه، ويتهمه آخرون بمحاولات جعل التلقيح ضد الأمراض إلزامياً، كما يتهمونه بمحاولات زرع شرائح إلكترونية في أجساد البشر. وتتهم مؤسسة بيل غيتس وزوجته مليندا بأنها اختبرت لقاحات على أطفال في أفريقيا والهند، ما أدى إلى آلاف الوفيات، وإلى إصابات لا علاج لها. ويروج فيديو على صفحة “ذا نيو أمريكان ماغازين” على فيسوبك فكرة أن غيتس يسعى إلى تجريد العالم من سكانه عن طريق اللقاحات والإجهاض.

ويعتقد أكثر من ربع الأمريكيين، و44 في المئة من الجمهوريين، أن بيل غيتس يريد استخدام لقاح كوفيد-19 لزراعة شرائح إلكترونية تحت جلد بني البشر.

ولد بيل في سياتل، واشنطن، عام 1955، التحق بجامعة هارفرد، ليغادرها بعد عامين، ويؤسس مع صديقه آلن شركة مايكروسوفت. ونتيجةً للتقدم الذي أحرزته في إصداراتها لنظام تشغيل ويندوز والبرامج والتطبيقات المختلفة، تنامت أسعار أسهم مايكروسوفت في الأسواق المالية، وتنامت كذلك ثروة بيل لتصبح حوالي 101 مليار دولار أمريكي في عام 1999.

في عام 2000، أنشأ بيل “مؤسسة بيل وميلندا غيتس” التي تعنى بالأعمال الخيرية، ليبدأ بالتفرغ شيئاً فشيئاً لمتابعة أعمال المؤسسة، وبالتنحي عن مناصبه العليا في مايكروسوفت تدريجياً.

استمر بيل بتخصيص المزيد من وقته وجهده لمؤسسة “بيل وميلندا” التي وسعت نشاطاتها الخيرية بشكلٍ هائل لتقدم مساعدات في مجالات تطوير التعليم والصحة والمنح الدراسية.

 

كورونا وبيل غيتس

أوقف وباء كورونا حركة العالم، وأعاد عقارب الساعة إلى الخلف في الاقتصاد والحياة الاجتماعية. ومع ذلك، مازالت نبرة الهلع والتخويف أعلى من أرقام الموت جراء الوباء، ومازالت التحذيرات باستمراره لا تتوقف، وأنه مستمر باجتياح المجتمعات، رغم من عشرات الدراسات التي أثبتت أنه لا يختلف عن الأنفلونزا من حيث أرقام الوفيات.

دخل بيل غيتس عالم الطب، وتناول في بيانه الأخير إعادة فتح الاقتصاد، لكنه لم يتخل عن إثارة الخوف، وأن العالم تنتظره سنوات من الألم، وتحدث بحماس عن اللقاح القادم، وهو لقاح “الحمض الريبي” الذي يختلف في تصميمه عن اللقاحات التقليدية، فالهدف منه إعادة برمجة الجهاز المناعي ضد الفيروسات، وهي فكرة صرف عليها المليارات، وتقف خلفها شركات أدوية عملاقة، لكن لم تثبت فعاليتها بعد، ولم يتم اعتمادها، إضافة إلى الخوف من آثارها الجانبية، والتي قد تنتج من التلاعب بالجهاز المناعي للإنسان؛ وربما تفسر هذه الوصلة من خطاب غيتس ما يحدث في أروقة وباء كورونا، وما إذا كان يمثل مرحلة جديدة لتدشين عصر اللقاحات الجديد.

فجأة، وعلى حين غرة، أصبح كورونا عنوان المرحلة الراهنة، فهل صدقت نبوءة بيل غيتس، داهية العالم في برمجيات الحاسوب وخبير الشبكة العنكبوتية والممسك بخيوطها؟ حين أنبأنا قبل خمس سنوات عن جائحة تغزو العالم، وهو على غير أهبة استعداد لها، جائحة تشبه – بل هي نفسها – تلك التي تجتاح العالم منذ نهاية السنة الماضية، وتفرض نمط حياة جديد يضيق الخناق على الناس في مسعى لتضييق الخناق على الوباء.

استطاع مؤسس مايكروسوفت، وثاني أغنى رجل في العالم، إدهاش الناس من جديد؛ وبقدر ما أحاطت بالرجل هالات التعظيم والتمجيد، بقدر ما أحاطت به علامات الاستفهام وحامت حوله الشكوك.

بعد انتشار كورونا، أعلن بيل غيتس، خلال مقابلة تلفزيونية، عزم مؤسسته الخيرية على إنفاق مليارات الدولارات لتطوير لقاح مضاد. وكان قبل ذلك قد كشف عن إمكانية اعتماد “شهادات رقمية” تظهر حالة صاحبها الصحية، وتساعد “الجهات المعنية” على تعقب الحالات المصابة، وبالتالي احتواء الوباء بشكل أسرع وأكثر فاعلية. الشهادات الرقمية تلك هي ما بات يعرف بـ “الهوية الرقمية ٢٠٢٠”، وهي عبارة عن مشروع ابتكرته مايكروسوفت بالتعاون مع أربع شركات أخرى، وهي بمثابة رقاقة إلكترونية دقيقة يمكن زرعها في جسم الإنسان بحيث لا تقوم فقط برصد حالته الصحية، بل وتحوله إلى أداة طيعة يمكن التحكم بها بكبسة زر.

لكن هذا الابتكار لا يعد الإنجاز الوحيد من نوعه لـ بيل غيتس، فقد قامت مؤسسته الخيرية بتمويل مشروع آخر يرمي إلى زرع شرائح دقيقة في جسد الإنسان تهدف إلى تحديد النسل، وتسمح للنساء بالتحكم في هرمونات منع الحمل في أجسادهن. وهو المشروع الذي تم إنجازه بالفعل قبل قرابة ست سنوات داخل مختبرات معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. وحسب خبراء مستقلين، فإن المسعى الحقيقي من وراء صناعة هذه الشرائح الإلكترونية هو التحكم بالناس والسيطرة على مستقبلهم وليس خدمة مصالحهم.

 

حقائق صادمة

إن أسوأ قرار طبي يمكن أن يتخذه أحد والدي طفل حديث الولادة هو السماح للأطباء والممرضات بالتأثير بشدة على الجهاز المناعي لرضيعهم عن طريق حقنه بالسموم العصبية والبروتينات الغريبة والمواد المسرطنة. لهذا السبب، رفض الملياردير بيل غيتس، داعية السيطرة على السكان المتحمّس، تطعيم أطفاله عندما كانوا يكبرون، حتى عندما كان يروّج للقاحات سامة في جميع أنحاء العالم، خاصة في دول العالم الثالث.

إنها حقيقة، قال طبيب غيتس الخاص السابق من سياتل في التسعينيات: “لا أعرف ما إذا كان قد قام بتطعيمهم كبالغين، ولكن يمكنني أن أخبركم أنه رفض تطعيمهم عندما كانوا أطفالاً”.

ووفقاً لموقع “تروث ويكي” فإن غيتس يتعرض للنقد على نطاق واسع كونه مناهضاً للمنافسة، ولأنه متعصب مؤيد للقاح، ويشارك في العديد من “النشاطات الخيرية”، مثل التبرع بمبالغ كبيرة من المال لبرامج البحث العلمي المختلفة. لقد ذهب غيتس إلى حد تمويل التقنيات المصممة للتعقيم الشامل من أجل معالجة ما يشير إليه باسم المشكلة السكانية العالمية.

لطالما كانت نظرية القطيع خدعة كبيرة، ونخبة العالم يعرفون ذلك. معظم الأطفال الذين تم تطعيمهم هم الخطر الفعلي على بعضهم البعض، لأنهم غالباً ما يتخلصون من الفيروسات التي تم حقنهم بها خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد حدوث طفح سام. ووفقاً لإحدى الدراسات، لا تقوم أغنى العائلات في كاليفورنيا (التي غالباً ما تكون بيضاء) بتلقيح أطفالها.

الآن، دفع بيل غيتس ومؤسسته الفاسدة لقاحات الملاريا التجريبية وغير المُختَبرة على الأفارقة الأبرياء في كينيا وغانا ومالاوي. يصرخ المنتقدون بأن هذا كله جزء من مخطط إبادة؛ وقد تم العثور على بعض اللقاحات، بما في ذلك الكزاز، التي تحتوي على مواد كيميائية تسبّب العقم للفتيات، وهي مواد كيميائية لا علاقة لها على الإطلاق بوظيفة اللقاح. إن “مهمة” بيل غيتس لحماية سكان العالم الثالث من المرض عن طريق التطعيم الشامل تتعارض مع أفعاله الشخصية مع أطفاله، وتتقاطع بشكل بارز مع تعاونه المالي العميق مع الوكالات الصحية وشركات تصنيع اللقاحات الأمريكية.