مجلة البعث الأسبوعية

“أخضرا حلب” في خطر.. وكشف المستور بعد نهاية الدوري!!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

اختلطت الأحوال وتناقضت المشاعر بالنسبة لجمهور ناديي الحرية وعفرين بعد نهاية الجولة الخامسة – الثانية إياباً – من الدور الثاني لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم.

جمهور الأخضر العرباوي (الحرية) أطل بعد فوز فريقه بسبعة أهداف لهدف على شرطة حماة من نوافذ الفرح محتفلاً بتأهل فريقه إلى الدور النهائي الحاسم ليكون على بعد خطوة واحدة من التأهل للدرجة الممتازة بعد مواسم عدة من الاستعصاء، بينما أشعل جمهور أخضر الزيتون (عفرين) مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات الاحتجاج والمطالبة برفع الظلم عن فريقه الذي أقصي عن حلم الممتاز بعد الخسارة بهدفين أمام التضامن وما رافق المباراة من أحداث مؤسفة، وطالب بإعادة المباراة في أرض محايدة.

 

وثائق دامغة

من قلب الحدث، اللاذقية، ومن خلال اتصال هاتفي مع “البعث الأسبوعية”، صرح رئيس نادي عفرين، أحمد مدو، أن قرار مجلس إدارته بالاستقالة جاء بسبب ما لحق بفريقه من ظلم ومدينته من إساءة وشتائم من جمهور الفريق المضيف، وهو ما أجج الأحداث وأخرجها عن الإطار الرياضي بصورة لا يمكن السكوت أو التغاضي عنها بأي شكل من الأشكال، مردفاً بأن ركلة الجزاء المشكوك بصحتها، والتي احتسبها حكم المباراة ضد فريقه، “بلعت” على مضض، لكنه – والكلام ما زال على لسان رئيس نادي عفرين – “تخنها” (يقصد حكم المباراة) باحتساب الهدف الثاني الذي جاء من مخالفة لمس الكرة باليد، وبصورة واضحة فضحتها الصور الملتقطة وكاميرات الفيديو بقرائن وأدلة دامغة على الغبن جمعتها ووثّقتها إدارة النادي لتضع القيادة الرياضية في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، واتحاد كرة القدم بصورتها من خلال لقائها بها هذا الأسبوع في العاصمة.

 

عفرين لم ينسحب..!

حول مسؤولية إدارة النادي عن قرار الانسحاب وعدم إكمال المباراة قبل نهايتها بحوالي ثمان دقائق، وما إلى ذلك من تبعات، بينما كان من الممكن المتابعة وتسجيل هدف كفيل بإبقاء حظوظ عفرين قوية بالتأهل إلى الدور الحاسم، أكد المدو أن فريقه لم ينسحب من المباراة، والحقيقة أنه، وبعد احتساب الهدف الثاني غير الشرعي – حسب رأيه – بأي شكل من الأشكال، حدث هرج ومرج في أرض الملعب غير المسوًّر؛ ومع استمرار الإساءة لنادي وفريق وجمهور مدينة عفرين خرج الفريقان والحكام من المستطيل الأخضر، ورافق هذه الأحداث طرد أربعة لاعبين من المشاركين في اللعب، والاحتياطيين من فريقه، مع تعرض اثنين منهم للتوقيف من رجال حفظ النظام قبل تدخل رتبة كبيرة (ضابط) لحل الموضوع مشكوراً، دون أن يستدعي حكم المباراة – يتابع رئيس نادي عفرين حديثه – كابتن الفريق، ويطالبه بعودة اللاعبين للميدان ضمن المدة القانونية، أو إعطاء إي إشارة أو صافرة أو إيعاز بهذا الشأن؟

 

خطأ فني!

أوضح رئيس نادي عفرين أن هناك خطأ فني فادحاً آخر اقترفه طاقم تحكيم المباراة، عدا الظلم الفادح والمدبر ضد فريقه لـ “إقصائه” – حسب قوله – وأدى لتأخر المباراة ربع ساعة عن موعدها المحدد، إذ كان من المفترض ارتداء التضامن للباسه الأساسي الأخضر الكامل، ومن بينه الجوارب، كونه الفريق المضيف، مقابل ارتداء عفرين الزائر للباسه الاحتياطي الأبيض الكامل، إلا أن عدم توفر جوارب خضراء اللون بديلة للأبيض، سبب التأخير وأربك حكمي الخطوط (المساعدين) بسبب عدم توفر التمايز بالألوان الذي يمكنهم من كشف حالات التسلل بدقة!

وبين رئيس نادي عفرين أن إدارته رفعت كتابي اعتراض رسميين مرفقين بجميع القرائن والأدلة والثبوتيات الدامغة التي تؤكد الظلم الذي وقع على فريقه إلى كل من رئيس لجنة المسابقات طلال بركات، والأمين العام للاتحاد د. إبراهيم أبا زيد، وسيتبع ذلك مقابلة كل من رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا، ورئيس اتحاد الكرة العميد حاتم الغايب، لشرح ما حدث ووضعهما بصورة الأمور التي تفاقمت وعظمت ولن يكون هناك أي سبيل للحل سوى إنصاف النادي وأخذ حقه ممن أساء إليه!

 

الاطلاع على الحيثيات

وبتواصلنا مع عضو اتحاد كرة القدم، سعد الدين قرقناوي، أوضح لنا أن الموضوع برمته يمكن مناقشته في جلسة اتحاد الكرة، بعد الاطلاع على الحيثيات الكاملة من خلال التقارير المقدمة من حكم ومراقب المباراة إضافة لكتاب الاعتراض المقدم من إدارة نادي عفرين، لتكون الأمور واضحة والبت فيها ضمن اللوائح والقوانين.

 

هواجس الحرية

على المقلب الأخضر الآخر، وبعد أن “راحت نشوة الاحتفال بالتأهل، وجاءت الفكرة” التي تداولتها الأوساط الرياضية في حلب، حل التوجس من إمكانية تعرض فريق الحرية لظلم مزعوم موجه مماثل في المباراة الحاسمة من الدور النهائي محله، وأصبح هاجس الجماهير الحلبية التي تضامنت بكليتها مع نادي عفرين وطالبت بإنصافه، خاصة وأن أحد أعضاء اتحاد الكرة الحاليين – حسب المتداول – كان رئيساً قبل فترة قريبة جداً لنادي أحد الفرق المرجح أن يواجهها الحرية في المباراة الفاصلة للتأهل إلى الدرجة الممتازة، إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدد فريق الحرية حسب المعلومات المؤكدة التي وصلتنا، وتم التصريح عنها من إحدى الجهات الرسمية، يتمثل بمحاولات بعض أبناء نادي الحرية تفشيل الفريق لكي لا تنال الإدارة الحالية شرف النجاح بإيصال الفريق إلى الدرجة الممتازة، وشراء ذمم بعض اللاعبين وحثهم على التخاذل لزعزعته من الداخل وعرقلة صعوده إلى الأضواء.

ذلك ما أكده لنا مدرب فريق الحرية الأول مصطفى حمصي لدى استفسارنا عن مدى صحة هذه المعلومات، مفصحاً بأن بعض اللاعبين الذين أثبتوا أصالتهم وإخلاصهم للشعار والقميص الذي يمثلونه، وضعوا الجهاز الفني للفريق وعضو الإدارة المشرف على الفريق، بصورة تواصل بعض أبناء النادي معهم والطلب منهم التخاذل مقابل رشى معينة بهدف إيقاف زحمه نحو الدرجة الممتازة، وأفصح حمصي بأن حساسية المرحلة الحالية التي أصبح فيها الفريق على بعد خطوة واحدة من الصعود للدرجة الممتازة، أجلت كشف المستور على العلن وبالدلائل القاطعة وعلى لسان اللاعبين أنفسهم إلى ما بعد الانفضاض من الدوري.

 

الكلام الفصل

وبالعودة لما سبق ذكره حول إمكانية تعرض فريقه لظلم موجه، وإقصائه عن التأهل للممتاز حسب الهواجس التي استندت على فرضيات لنظرية المؤامرة، أكد حمصي أن أرض الملعب ستكون الفيصل والفريق القوي والواثق لن يلتفت إلى مثل هذه الأمور وسيهزم الظلم ويثبت جدارته بالتأهل بزنده.