الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

في شرق المتوسط.. فرنسا تقود الحراك ضد استفزازات تركيا!

في خضم التوترات التي تدور في شرق البحر المتوسط، يبدو أن الصراع يتركز بين نظامين على المصالح والثروات، نظام أردوغان من جهة، وماكرون من جهة أخرى، ويحاول الأخير جرّ الاتحاد الأوروبي إلى صراع جديد، والاثنان حالمان بـ”أمجاد” دول الانتداب والاحتلال الآفلة.

في التطورات، يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جزيرة كورسيكا اجتماعاً لمجموعة دول المتوسط الأوروبية السبع يتم خلاله التطرّق إلى التوترات الراهنة مع النظام التركي وبحث سبل الحدّ من انتهاكاتها في شرق البحر المتوسط، وفق زعم الرئاسة الفرنسية، ولاسيما بعد إصرار النظام التركي على مواصلة أنشطة التنقيب وتوسيعها في المياه الدولية المتنازع عليها مع اليونان.

وعلى الرغم من الانتقادات الدولية وتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات، يواصل النظام التركي استفزازاته بالقيام بمناورات عسكرية، في خطوة تؤسس لدخول النظام مرحلة العزلة في ظل معاداتها لدول أوروبية.

وأضاف بيان الرئاسة الفرنسية: إنّه في سياق التوترات في شرق المتوسط ستسمح القمة بالدفع قدماً نحو توافق حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والنظام التركي، ولا سيما أن قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد يومي 24 و25 أيلول ستخصص لهذا الأمر.

الاجتماع الذي عُقدت نسخته الأولى في العام 2016 وتستضيف فرنسا نسخته السابعة في أجاكسيو، سيضم إيطاليا وإسبانيا البرتغال واليونان وقبرص ومالطا، وقبيل بدء القمة سيلتقي ماكرون رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

اليونان التي خرجت عام 2018 من ثالث خطة إنقاذ دولية وتعاني من الآثار الاقتصادية لتفشي جائحة فيروس كورونا تستعد لإنفاق جزء من احتياطاتها النقدية التي تقدر بمليارات اليورو على قطاع الدفاع في ظل الخطر الأردوغاني.

وفيما تقود فرنسا دفّة المبادرات والتحركات أوروبياً، بغية تحقيق مصالحها، تواصل أثينا إطلاق التصريحات، حيث اتّهم وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس النظام التركي بأنه ينتهك ميثاق الأمم المتحدة، قائلاً: تركيا هي الدولة الوحيدة التي تفتح جبهات حرب في كل مكان، وهي الدولة الوحيدة التي تهدّد جيرانها بالحرب، إذا اختاروا ممارسة حقوقهم القانونية، إنها تنتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة.

كما تتابع روسيا التطورات في شرق المتوسط عن كثب، إذ أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من الوضع المتوتر في شرق البحر المتوسط والناجم عن مواصلة النظام التركي عمليات التنقيب الاستفزازية وغير القانونية عن النفط والغاز فى هذه المنطقة.

وخلال لقائه مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في نيقوسيا، قال لافروف: “إنّنا مستعدّون لتسهيل إقامة حوار عملي يقوم على المصالح المشتركة وعلى البحث عن حلول تكون عادلة وقائمة على القانون الدولي للوضع في شرق المتوسط”.

وأضاف: إنّ البحث عن حلول وسط والبحث عن توازن المصالح هو السبيل الوحيد لحل مختلف المشاكل في أجزاء مختلفة من العالم”، معرباً عن تأييد بلاده لتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في الأمم المتحدة من أجل استئناف واستكمال المفاوضات بشأن الوضع في جزيرة قبرص.

وفي حين تمتدّ يد النظام التركي في كل مكان لنشر الفوضى والحروب، يواصل باليد الأخرى حملات قمع الشعب التركي وملاحقة معارضيه، حيث أصدرت سلطات النظام مذكرات اعتقال بحقّ عشرة أشخاص بينهم عسكريون في محافظة قونيا وسط البلاد بذريعة الانتماء إلى منظمة الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عام 2016.

وفي السياق، أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو أن أردوغان يتلقى تعليماته من القوى الإمبريالية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الكبير وهذا ما فعله في سورية وليبيا والمنطقة عموماً، مشيراً إلى أنه أوصل تركيا إلى الافلاس بسبب سياساته الاقتصادية الفاشلة.

وأشار كليتشدار أوغلو إلى أن أردوغان وصهره وزير الخزانة والمالية يكذبان باستمرار على الشعب التركي فيما يتعلق بحقائق الأزمة المالية الخطيرة، مضيفاً: “لقد أوصلا البلاد إلى حافة الإفلاس والدمار وهما غير مباليين بما يعاني منه الشعب الذي بات في وضع صعب جداً بسبب الغلاء والتضخم والبطالة والفقر.

وبيّن كليتشدار أوغلو أن الفساد بكل أشكاله وعلى أعلى مستوى من أهم سمات النظام التركي إضافة إلى التعسف والبطش والاستبداد والظلم