الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بكين: واشنطن المحرّك الأكبر لعسكرة بحر الصين

تتواصل الحرب الكلامية الموازية لحروب أخرى تجارية وسياسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأها رئيس الأخيرة دونالد ترامب باستفزازات متواصلة، حيث أكدت الصين أن واشنطن تهدد السلام في بحر الصين الجنوبي وأنها تشكل أكبر خطر على السلام في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع افتراضي مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”: إنّ الولايات المتحدة أصبحت العامل الأكثر خطورة على السلام في بحر الصين والمنطقة”، مشيراً إلى أنها تقوم بخلق توترات والاستفادة منها.

وبيّن وزير خارجية الصين أن الولايات المتحدة أصبحت المحرك الأكبر لعسكرة بحر الصين الجنوبي وتتدخل بشكل مباشر في نزاعات إقليمية وبحرية في المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية وتستعرض قوتها باستمرار وتعزز انتشارها العسكري.

وأشار وانغ إلى أن السلام والاستقرار أكبر المصالح الاستراتيجية الصينية في بحر الصين الجنوبي، ويمثلان التطلع الاستراتيجي المشترك للصين ودول الآسيان، مضيفاً: تأمل الصين من الدول خارج المنطقة ومن بينها الولايات المتحدة الاحترام الكامل لرغبات وتطلعات الدول في المنطقة بدلاً من خلق التوتر والسعي إلى الاستفادة منه.

وذكر وانغ أن لدى بلاده أساساً تاريخياً وقانونياً كافياً للسيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي وهي تلتزم دائماً بسياسة حسن الجوار والصداقة وبلعب دور بناء في قضية بحر الصين الجنوبي، كما تلتزم دائماً بالقوانين الدولية بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وبخصوص قضية هونغ كونغ، شدّد وانغ على أنها شأن داخلي صيني، مؤكداً أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو المعيار الأساسي للعلاقات الدولية وأحد البنود المهمة في ميثاق الأمم المتحدة وجميع الدول ملزمة بالامتثال بذلك.

وأشار إلى أن قمة شرق آسيا منتدى استراتيجي ولم تكن مكاناً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو ساحة لمهاجمة الأنظمة السياسية للدول الأخرى، لافتاً إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ15 لتأسيس القمة التي على دولها التوافق بشأن مكافحة فيروس كورونا وتعزيز إحياء التعاون الاقتصادي والحفاظ على الوضع الشامل للسلام والتنمية على الصعيد الإقليمي.

بدورهم، نوّه وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة بنتائج التعاون وأعربوا عن تطلعهم إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة خلال هذا العام كما هو مخطط له.

واتفقت جميع الأطراف المشاركة بالاجتماع الافتراضي على الالتزام بالتعاون والانفتاح في مجالات الصحة العامة والاستثمار الاقتصادي والتجاري والتحول الرقمي والأمن الغذائي والسياحة وغيرها من المجالات وضمان التدفق السلس لسلاسل الصناعة والإمداد والعمل من أجل الاستقرار والتنمية والازدهار على الصعيد الإقليمي.

في سياق آخر، أكدت الصين أن الولايات المتحدة مستمرة بممارسة الاضطهاد السياسي والتمييز العنصري وذلك بعد إلغاء واشنطن تأشيرات أكثر من ألف طالب وباحث صيني بمزاعم أسباب أمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: “إنّ هذه الخطوة تعتبر خرقاً فاضحاً لحقوق الإنسان”، مشيراً إلى أن الصين تحتفظ بحق الرد على التصرف الأمريكي.

وفي خطوة عدائية جديدة ضد الصين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء أكثر من ألف تأشيرة لطلاب صينيين منذ حزيران الماضي تنفيذاً لإعلان رئاسي صدر في 29 أيار الماضي بتعليق دخول الطلاب والباحثين الصينيين إلى الولايات المتحدة بمزاعم وجود مخاوف أمنية.

وردّاً على الاتهامات الأمريكية للصين بالتسبب في نشر فيروس كورونا، رفض نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة واتهم في المقابل الإدارة الأميركية بنشر “فيروس سياسي”.

وقال نائب المندوب الصيني في الأمم المتحدة جنغ شوانغ: إنّ المندوب الأمريكي ينتهك منصة مجلس الأمن، وأضاف: إنّ الأمريكيين ينشرون الفيروس السياسي هنا بهدف خدمة سياساتهم المحلية، هذه الإدارة لا تركز على مكافحة الوباء، بل تسعى لحرف الانتباه ولوم الآخرين وهذا أمر مخجل.