مجلة البعث الأسبوعية

نـبـض رياضـي.. اسـتقـواء بالخـارج..!

“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش

أن تكون جزءاً من منظومة رياضية يعني أن تحترم قوانينها، وهو أمر لم يسمع به – أو حاول رئيس اتحاد كرة السلة تجاهله – حتى وصل به الأمر لتقديم استقالته من منصبه بطريقة الكترونية، عبر نشر بيان الاستقالة عبر فيديو على صفحة الفيسبوك الخاصة بالاتحاد، وتحدث فيه عن محاولات التدخل في عمله من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي ومعلناً تركه لمهامه.

وعلى اعتبار أننا لم نتعود سابقاً على مثل هذه الطرق في رياضتنا، فإن الأمر سار بشكل طبيعي ودون انتباه من أحد، لكن رئيس الاتحاد المستقيل كان يهدف من خلال الفيديو المذكور لما هو أبعد من إعلان الاستقالة، إذ أراد أن يوصل رسالة للاتحاد الدولي أن هناك تدخلاً في عمله يستوجب العقوبة كطريقة للي الذراع وتجاوز الاتحاد الرياضي كمنظمة أم لكل الألعاب والرياضيين.

هذه الطريقة المبتكرة التي أوجدها رئيس الاتحاد المستقيل فتحت أنظار الاتحاد الدولي – كما يريد – على اتحادنا وسلتنا، فباتت الاستقالة وتوابعها محور الاهتمام الدولي كون العقوبة ستكون جاهزة بحق سلتنا خاصة، ورياضتنا عموماً، إذا أكد رئيس الاتحاد موضوع التدخل الذي لم يحصل نهائياً.

فاتحاد السلة حصل خلال الأشهر السبع الماضية على الاستقلالية المالية التي تحلم بها كل اتحادات ألعابنا، وقدم له المكتب التنفيذي مبالغ مالية ضخمة للصرف على نشاطاته، مع الإشارة إلى أنه اتحاد محترف يستطيع إذا امتلك الإدارة الصحيحة أن يكون منتجاً وربما رابحاً مالياً..!

لكن الذي جرى كان متوقعاً، فعدم وجود رؤية لدى رئيس الاتحاد لما يمكن تطويره حول الاستقلالية المالية لعبء لم يتحمل ضغوطه، فبات يوزع الاتهامات مرة للأندية ومرة لأعضاء الاتحاد وصولاً للمكتب التنفيذي الذي وجد نفسه مضطراً لتوضيح الحقائق أمام الشارع الرياضي.

ولأن الحقيقة دائماً ما تكون مؤلمة فإن الهروب من المسؤولية كان الحل الأسرع لرئيس الاتحاد الذي فضل أن يكون في مواجهة جميع الكوادر مقابل أن يبقى في منصبه، فلجأ لهذا الأسلوب البعيد كل البعد عن مبادئ رياضتنا وأخلاقياتها التي لا يمكن المساومة عليها.

أمام كل هذه المعطيات، لم تبت القيادة الرياضية في الاستقالة “الفخ”، بل تم ترحيلها للجمعية العمومية لاتحاد السلة التي ستقام في العشرين من الشهر الجاري، ووفق مصادر خاصة لـ “البعث الأسبوعية” فإن تعويل رئيس الاتحاد وجهوده انصبت خلال الأيام الماضية على محاولة إرضاء بعض الكوادر علّها تصوت ضد الاستقالة ويبقى هو في مكانه ووفق شروطه.

ومن ملامستنا للواقع ومعرفتنا اللصيقة بكوادر اللعبة، فإن ما يرمي إليه رئيس الاتحاد لن يحصل، فكل المؤشرات تدل على أن الاستقالة ستصبح أمراً نافذاً وبطريقة قانونية لتنهي بذلك سلتنا إحدى أسوء مراحلها إدارياً وفنياً، وتكون قد دخلت فعلياً مرحلة إعادة التأهيل التي انتظرناها مطولاً.