تحقيقاتصحيفة البعث

تصاميم طلبة الهندسة المعمارية في طرطوس.. أفكار إبداعية والدعم بالقطارة!

يقدّم طلاب كلية الهندسة المعمارية في جامعة طرطوس تصاميم ومشاريع وأفكاراً متطورة وجديدة وغير تقليدية، والأهم من ذلك أنها قابلة للتنفيذ، ولاسيما أن الأرض موجودة والموقع كذلك، وهي مقترحة من مجلس المدينة أو المحافظة أو من أي دائرة حكومية بالمحافظة، يتكلّف الطالب لإنجازها وقتاً وجهداً، لكن وللأسف تبقى تلك المشاريع حبراً وخطوطاً على ورق إن لم يؤخذ بها ويتمّ تنفيذها على أرض الواقع!.

العمود الفقري
تعدّ مادة التصميم العمود الفقري لطلبة العمارة، حيث تُدرّس المادة من السنة الأولى إلى الخامسة، وفي كل سنة هنالك محاور معيّنة ينفذ الطلاب فيها تصميماً ما.

د. ديما قرفول عميد كلية هندسة العمارة عرضت مثالاً لمشروع التصميم الأولي لطلبة السنة الرابعة لمحطة قطارات طرطوس، كونها محطة صغيرة لا تلبي احتياجات حركة القطارات بالشكل الأمثل وكان هدف الطلاب عند تصميمهم لمشروع المحطة تخديم المحطة كونها رديفاً للسياحة.

حافز وخبرة بالعمل

وأضافت قرفول: من هذا المنطلق اطلع الطلاب على الواقع وأعطوا مجموعة من الأفكار الجيدة، والبعض منها ممتاز، وبدورنا ككلية حملنا الأفكار المميّزة لنضعها بصورة المحافظة ولنعرضها في المعارض، مشيرة إلى أن تصميم المشروع قام به 88 طالباً وطالبة، واستغرق مدة شهرين، مؤكدة أهمية تلك المشاريع في ربط الطالب بالواقع وسوق العمل، إذ يشعر أنه إيجابي وفاعل من خلال تقديمه تصميماً لمدينته يعالج مشكلة حقيقية، وهذا بحدّ ذاته حافز ويكسب الطالب خبرة بالعمل.

أفكار جاهزة للتطبيق

وأوضحت عميد الكلية أن لتلك المشاريع فائدة كبيرة ويجب تسليط الضوء عليها، وأن يؤخذ بها لتحسين صورة المدينة، وفي حال اعتماد الفكرة تتوسّع الدراسة لتشمل مخطّطات تنفيذية شاملة ومخططات إنشائية، إضافة إلى مخططات هندسية كاملة، مشيرة إلى أن مشروع محطة قطارات طرطوس تابع إدارياً للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي لو أعلنت عن تطوير المحطة ستلجأ إلى مكتب هندسي أو شركة هندسية، بينما الجامعة تعرض أفكار الطلاب بإشراف مختصين وتضعها تحت تصرف الدولة، ما يوفر عائداً مادياً جيداً لأن الطالب ينجزه مجاناً.
وتابعت: صمّم طلاب السنة الثالثة دار الأوبرا ومتحف أحياء بحرية على الكورنيش في مدينة طرطوس، كما أنجزوا تصميماً لمكتبة عامة مركزية للجامعة، مبيّنة أن الطالب عندما يعتاد على منهجية معيّنة في العمل يتابع وبإصرار، فلدى الطالب معلومات كاملة وعليه الاجتهاد للحصول على الداتا اللازمة للانطلاق بفكرته التصميمية، ويمكن أن يرجع لأساتذة الكلية والعميد مرتين أسبوعياً لتصحيح الأخطاء إن وجدت.

وأنهى طلاب كلية الهندسة المعمارية هذا العام امتحاناتهم، وكان التصميم الذي قدّم هذا الفصل حول إحداث مرآب سيارات تحت حديقة الباسل، ذلك المشروع الذي كان يفترض إنجازه منذ سنوات، لكن الحجة كانت عدم وجود مستثمر!، وهنا تمنّت العميد من المحافظة تبني المشروع وتنفيذه.

تفاعل مؤقت!
وأضافت قرفول: يُقام معرض كل عام في صالة المدينة القديمة بطرطوس يتضمن أعمال طلاب الكلية، ويستمر عدة أيام، كما أقيم معرض العام الماضي على الكورنيش البحري، حدث تفاعل أثناء العرض وبعد المعرض كل شيء يُنسى!!.

وفي العام الماضي أقيمت ورشة عمل بدمشق عن جزيرة أرواد مع جامعة دمشق كلية العمارة وكلية السياحة أيضاً ووزارة السياحة، حملت الورشة أفكاراً لتطوير أرواد وتأهيلها سياحياً، ولكلية الهندسة المعمارية اتفاقية قائمة مع البروفيسور رئيس البعثة الهنغارية العاملة في قلعتي المرقب والحصن لتدريب مجموعة من الطلاب وتعريفهم بطبيعة العمل في قلعة المرقب من خلال البعثات التنقيبية القائمة.

تشبيك غير مفعل؟

وأشارت د. قرفول إلى أن كلية العمارة بطرطوس جديدة، وحتى الآن أبناء المدينة لم يعتادوا على وجود كلية عمارة، وبدورنا كعمادة كلية نفرض أنفسنا ونذكر بوجودنا، فعلى سبيل المثال تمّت اتفاقية بين الكلية ومجلس المدينة لإقامة معرض مشترك، لافتة إلى تعاون مديرية الآثار مع الكلية من خلال توثيق الطلاب لأجزاء من طرطوس القديمة، مضيفة: لا توجد صعوبات إنما التشبيك مع دوائر الحكومية غير مفعّل، وحتى تلك الدوائر لم تعتد على وجود كلية قائمة بالأفكار التي تقدمها، وبالمقابل يتمنّى الطالب المساهم تكريماً بمنحه شهادة تكريم تشعره أن عمله مقدّر بطريقة أو بأخرى.

التركيز على دور الجامعة

ولأن طلاب كلية العمارة مميزون بأفكارهم وطروحاتهم وتصاميمهم، وبما أن مشاريعهم مقترحات من الواقع والأرض موجودة بطرطوس، وكون تلك المشاريع توفر على خزينة الدولة، نطالب بالتركيز على دور الجامعة بجميع كوادرها الطلابية والعلمية، وتسليط الضوء بشكل أكبر على الكلية بكوادرها الشبابية من خلال الاهتمام بمشاريعهم والأخذ بها لترى النور.

دارين حسن