الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

نصر الله لماكرون: ما تطلبه منافٍ للديمقراطية

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وسائل الإعلام اللبنانيّة إلى زيارة المنشأة التي زعم بنيامين نتنياهو أنها تحتوي أسلحة لحزب الله في العاصمة بيروت “ليكتشف العالم كذبه”، معتبراً، في كلمة له أمس الثلاثاء، أنّ هذا الإجراء “هو من أجل أن يكون اللبنانيون على بينة في معركة الوعي وبأننا لا نضع صواريخنا بين البيوت”، وأكد أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي “ما تزال في أعلى درجة من الاستنفار والاختباء والحذر الشديد والانتباه على الحدود الجنوبيّة”، مبرزاً أن “هذه أطول مدة زمنيّة يعيشها جيش العدو دون أن يجرؤ على الحركة منذ احتلاله فلسطين”.

كما حذّر السيد نصر الله ممّا “يحضّره الأميركيّون للمنطقة من جديد”، مؤكداً أنّ واشنطن “تحاول تبرير بقائها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لقتال داعش الذي تريد إحياءه”، ورأى أنّه “بعد عملية اغتيال العصر التي استهدفت الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، بدأت واشنطن بإعادة إحياء داعش”، كاشفاً أنّ “المجموعات المتنوعة التشكيل والتسليح في شمال لبنان كانت تحضر نفسها لعمل عسكري كبير”.

كما تناول الأمين العام لحزب الله تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانيّة بعد استقالة الرئيس المكلف مصطفى أديب، وأشار إلى أنّ “نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة قدّم 3 أسماء مرجّحاً اسم أديب، ومن أجل التسهيل لم نضع أي شروط”.

وأوضح السيد نصر الله أنّ أديب “لم يتحدّث أو يتشاور مع أيّ من الكتل النيابية كما لم يفعل ذلك مع رئيس الجمهورية ميشال عون”، مبرزاً أنّ “من كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن الرئيس المكلف بل سعد الحريري، والعرف القائم منذ 2005 حتى اليوم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل على الحقائب لا تسميته الوزراء”.

كما تحدّث الأمين العام لحزب الله عن أنّ “ما عرض علينا كان بمثابة أخذ العلم بعدد وزراء الحكومة والمداورة بالحقائب وتوزيعها وأسماء الوزراء”، قائلاً: “رفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش، وفي مرحلة ما كانت هناك محاولة لطرح حكومة أمر واقع”.

وشرح السيد نصر الله أنّ الحزب وافق في المفاوضات حول الحكومة “على النقاش حول عدم حزبية الوزراء وأمور أخرى لتسهيل عملية التشكيل”، مؤكداً أنّه “أُريد فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثّل أكثرية في المجلس النيابي”، وأضاف: إنّ “ما عرض لم يكن حكومة إنقاذ، بل حكومة يسمّيها نادي رؤساء الحكومات السابقين يكون قرارها عند فريق واحد”، مشدداً على أنّ “الطريقة التي جرت فيها الأمور فيما يتعلق بالحكومة غير مقبولة في لبنان أيّاً كان راعيها أو داعمها”.

وأضاف السيد نصر الله: “أقول للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يذهب ويبحث عمن أفشل المرحلة الأولى من مبادرته. إذا أردت أن تبحث عمن أفشل مبادرتك خارج لبنان فتش عن الأميركيين والملك سلمان وخطابه الأخير”، وأردف: “لا نقبل أن يتحدث معنا أحد بهذه اللغة. نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي معروفون عند الصديق والعدو بالتزامنا بوعودنا ونضحي لكي نفي بها”.

كما توجه السيد نصر الله للرئيس الفرنسي بالقول: “ما تطلبه يتنافى مع الديمقراطية وبأن تنحني الأغلبية النيابية وتسلّم رقابها لجزء من الأقلية. نحن لا نمارس التخويف لكن هناك دول عربيّة تحميها وصديقة لك لا يتجرأ أحد فيها أن يكتب تغريدة”، وشدد على أنّ “أصحاب القرار في الشأن اللبناني هم نحن”.

الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنّه “لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر المقاومة”، مبرزاً أنّه “يجب أن نكون في الحكومة لحماية ظهر المقاومة كي لا تتكرر في لبنان حكومة 5 أيار 2008”. أمّا السبب الثاني لوجود حزب الله  في الحكومة “هو الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصادياً وسياسياً وعلى كل صعيد، وبما قمنا به منعنا أن يذهب البلد إلى أسوأ الأسوأ”، وتساءل: “ألا يحق لنا الخوف من حكومة قد تبيع أملاك الدولة تحت الضغط المالي وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟”، مضيفاً: “لو تشكلت الحكومة كما كان معروضاً علينا لكان أوّل قرار لها زيادة الضرائب على القيمة المضافة”.