روسيا تعرض نشر عسكرييها على خطوط التماس بين باكو ويريفان
دعا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أرمينيا وأذربيجان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة ناغورني قره باغ، وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيريه في البلدين، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن التسوية السياسية في إقليم ناغورني قره باغ ممكنة، وأشار إلى أنه سيكون من المناسب نشر المراقبين العسكريين الروس على خطّ التماس، لافتاً إلى أن “على باكو ويريفان اتخاذ القرار”.
وأردف قائلاً: إن المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان في موسكو كانت ناجحة، مشدداً على وجوب تفاوض الطرفين والوصول إلى حل في ما يتعلق بالحدود المشتركة، عبر إشراك وزارة الدفاع الأرمينية والأذربيجانية، واعتبر لافروف أن هناك فرصة للوصول إلى حل في منطقة النزاع بين الدولتين، ويجب نشر قوات حفظ السلام في ناغورني قره باغ لمراقبة وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الحل العسكري للنزاع في الإقليم غير مقبول، مضيفاً: إن “روسيا لا تتفق مع تركيا في الرأي بشأن إمكانية الحل العسكري للنزاع في قره باغ”، ودعا النظام التركي لأن يكون شفافاً في أعماله بشأن الإقليم، موضحاً أن التسوية السياسية في الإقليم يجب أن تسير بالتوازي مع تنفيذ الاتفاقيات على الأرض.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الثلاثاء الاتهامات بانتهاك هدنة تم التوصل إليها قبل ثلاثة أيام بهدف إخماد قتال على الإقليم فيما أشعل مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة.
دولياً أيضاً دعت مجموعة مينسك الزعماء في أرمينيا وأذربيجان إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار لتفادي عواقب وخيمة على المنطقة، فيما أعرب الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان عن قلقه من تصرفات أنقرة في المنطقة، وقال: “أشعر بالقلق أولا لوجود طرف ثالث معني. لو كان الأمر يتعلق بناغورني قره باغ وأذربيجان فحسب، لأصبحت أشد تفاؤلا إزاء احتمالات احتواء الصراع”.
وتواصل أعداد القتلى في الارتفاع، وقال مسؤولون أرمن إن إجمالي عدد القتلى في صفوف العسكريين بالإقليم بلغ 532 بزيادة سبعة قتلى عن الاثنين. وفيما قالت أذربيجان إن 42 مدنيا قُتلوا فيها وأصيب 206 منذ بدء القتال يوم 27 سبتمبر/أيلول. ولم تكشف عن خسائرها من العسكريين، أعلنت وزارة الدفاع الأذرية أنها قصفت موقعين لإطلاق صواريخ في أرمينيا استخدما بحسب قولها لاستهداف مناطق مدنية خلال النزاع في ناغورني قره باغ.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمنية من جهتها أن مناطق على أراضيها تعرضت لقصف نافية في الوقت نفسه ان تكون قصفت أذربيجان، ومؤكدة انها “تحتفظ” من الآن وصاعدا “بحق استهداف أي بنية تحتية او تجهيزات عسكرية على أراضي أذربيجان”.
ويبدو أنها المرة الأولى التي تقر فيها أذربيجان بقصف أهداف داخل أرمينيا منذ اندلاع معارك عنيفة الشهر الماضي في أقليم ناغورني قره باغ.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان تعرض مواقع عسكرية في المنطقة لقصف. وكتبت في تغريدة أن “الهجوم تم تنفيذه على أساس محض افتراض أن المعدات المستهدفة كانت ستقصف، كما يزعم، تجمعات مدنية أذرية”، وأضافت “هذه المزاعم من دون شك، لا تستند إلى أساس.. لم يتم إطلاق أي صاروخ أو قذيفة أو مقذوفة في اتجاه أذربيجان”. وردا على ذلك فإن جيش أرمينيا “يحتفظ بحق استهداف أي بنية تحتية أو تجهيزات عسكرية على أراضي أذربيجان”.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفتش، في إفادة للأمم المتحدة في جنيف، إن الصراع يسهم في انتشار مرض كوفيد-19، وأضاف أن الحالات الجديدة في أرمينيا تضاعفت إلى المثلين على مدى الأسبوعين المنصرمين حتى يوم الاثنين، فيما زادت الإصابات الجديدة بنسبة 80 بالمئة تقريبا خلال الأيام السبعة الماضية في أذربيجان. وحذر من “التعطيل المباشر للرعاية الصحية وزيادة الأعباء على الأنظمة الصحية التي تتحمل بالفعل ما يفوق طاقتها خلال الجائحة”.