نادي السلمية بطل من زمن الكبار.. منشآته تناشد المعنيين والدراسات بدون تنفيذ!!
“البعث الاسبوعية” ــ نزار جمول
صحيح أن نادي السلمية الرياضي دخل في نفق طويل من الحاجة والعوز بسبب معاملته من قبل المعنيين في الاتحاد الرياضي، وعلى مر سنوات طويلة، على أنه ناد ريفي، متناسين أن هذا النادي هو من أعرق الأندية السورية، وهو موغل في القدم، ويمتد تاريخه إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث استمر ومنذ تأسيسه، وحتى يومنا هذا، بإحراز الألقاب والبطولات، ومثل لاعبوه المنتخبات الوطنية في الألعاب الجماعية والفردية، وساهموا برفع علم الوطن في البطولات العالمية والقارية؛ كما لم يبخل النادي بتقديم جهود رياضييه كاملة، فهو عراب الكرة الطائرة، ولفرقه كلها – إناثاً وذكوراً – إذ حلقت في الدوريات وأحرزت الألقاب على حساب أندية كبيرة “مادياً”، ولولا توقف دوري السيدات والرجال لكان لفريقي النادي كلام في البطولة، ووحده فريق ناشئاته أحرز اللقب بدون أي خسارة، وناشئوه أحرزوا المركز الرابع؛ وفي باقي الألعاب، ما زال يتابع تألقه، كالشطرنج الذي قدم فيه مواهب للمنتخب الوطني وفرقه في كل الفئات بلاعبيه ولاعباته في المراكز الأولى، أما في الريشة الطائرة حقق لعبوه المراكز الأولى، وغيرها من باقي الألعاب التي يبلغ عددها اثنتي عشرة لعبة حيث ما زال ينافس بجدارة على البطولات.
نادي سلمية – بهذا الكم الكبير من البطولات – ما زال يصارع الظروف الصعبة المتمثلة بصندوق تصفر فيه الرياح، وبعدم وجود صالة رياضية للتدريب وللمنافسات الرسمية بسبب خروجها عن الخدمة، منذ العام 2013، جراء التفجير الإرهابي الذي ضرب المدينة؛ ومازال ينتظر تنفيذ الوعود التي كان آخرها، منذ أكثر من شهرين، على لسان رئيس الاتحاد الرياضي العام، بصرف 50 مليون ليرة سورية، للبدء بأعمال الترميم التي قدرت، منذ العام 2019، بحوالي 350 مليون ليرة، على أن تصرف من بند إعادة الإعمار؛ واليوم، وبعد عدم التنفيذ، تضاعفت التكاليف، مرات ومرات.
بدون تنفيذ
اليوم، نرى هذا النادي المتخم بالبطولات يتدرب رياضيوه على أرض اسمنتية لا تصلح إلا للإصابات، ويلعب مبارياته الرسمية في صالات حماة التي تكلفه مصاريف باهظة، في ظل عدم وجود استثمارات باستثناء الملعب السداسي المعشب بالعشب الصناعي، وأمواله لا تكفي لسد رمق لعبة واحدة. وبرغم أن رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، أعلن صراحة منذ أكثر من شهرين دعمه لهذا النادي، خاصة بعد أن قام بزيارة ميدانية للنادي ومنشآته التي لا تتناسب مع حجم إنجازاته، وقرر صرف مبلغ 50 مليون ليرة كمبلغ أولي من أجل البدء بأعمال الترميم للصالة الرياضية.. إلا أن الحال لم يتغير.
رئيس النادي صفوان سيفو الذي تابع تنفيذ هذا القرار بالتعاون مع اللجنة التنفيذية في حماة، كشف لـ “البعث الأسبوعية” عن أسباب التأخر في التنفيذ قائلاً: بعد أن تم تخصيص مبلغ 50 مليون ليرة من قبل الاتحاد الرياضي من أجل البدء بترميم الصالة الرياضية، أصبحت الكرة في ملعب اللجنة التنفيذية في حماة، حيث قامت بالتعاون مع النادي بدراسة وضع الصالة بعد زيادة أسعار المواد، حيث كانت جامعة البعث أنجزت دراسة قّيمت من خلالها التكلفة بحوالي 350 مليون ليرة، في العام 2019، على أن تصرف من بند إعادة الإعمار، والدراسة الحالية تتضمن – من خلال اللجان التي تم تشكيلها – القيام بالتواصل مع شركات الإنشاء الحكومية، وتقييم فروقات الأسعار. واليوم تضاعفت الأسعار، ونحن نطالب القيادة الرياضة بالإسراع بصيانة هذه الصالة من خلال تفاعلها مع المعنيين في الحكومة، فمنشآت النادي باتت في حالة مزرية، وخاصة أن الملعب الوحيد الذي تتدرب عليه فرق الطائرة والسلة واليد والريشة الطائرة، وغيرها، أرض إسمنتية لا تصلح للتدريبات، فكيف للمباريات!! كما أن عودة الصالة للخدمة توفر على النادي مصاريف باهظة في ظل الضائقة المالية التي تعيشها كل ألعابنا، وتخفف بالوقت نفسه الضغط على صالات حماة، ولا يسعنا إلا أن نتمنى من كل ذي علاقة، في الاتحاد الرياضي العام أو اللجنة التنفيذية في حماة، البدء بالترميم من خلال صرف مبلغ الـ 50 مليوناً التي أقر بها لنادينا الرفيق رئيس الاتحاد الرياضي العام.
اعتذار نهائي
بعد كل تلك المعاناة، كان لا بد من استطلاع رأي صاحب الدراسة التي أقرت التكاليف، حيث أكد الدكتور المهندس عصام ملحم، الأستاذ في جامعة البعث، والذي تم تكليفه بدراسة وضع صالة سلمية الرياضية، أنه، ومنذ أكثر من عام، تم تقدير التكاليف بمبلغ 350 مليون ليرة، على أن تصرف من العائد الاستثماري وبند إعادة الإعمار، مضيفاً: لم أعرف لماذا لم يتم البدء بأعمال الترميم آنذاك، لأن الوضع اليوم مختلف كثيراً عن وقت الدراسة، فالتكاليف تزيد حوالي عشرة أضعاف، فكيف ستنفذ أعمال الترميم؟ والمهم اليوم أن تبدأ الأعمال، وأنا ما زلت أنتظر من الاتحاد الرياضي صرف مستحقات الدراسة، لذا جاء اعتذاري عن المتابعة نهائياً.
خطوة كبيرة
عن الملعب الكروي الذي عادت ملكيته للنادي، وهو ترابي، ولا يصلح لأن يكون ملعباً مؤهلاً لصغر مساحته، أوضح رئيس النادي: الملعب الحالي لن يلبي طموحنا لأن مساحته لا تسمح حتى بإقامة مضمار عليه، لذا تم الاقتراح بشراء أرض كبيرة، وبسعر قليل (50 مليون ليرة)، وتبلغ مساحتها 25 دونماً، وتقع شرقي المدينة؛ وبعد أن تقدمنا بكتاب للاتحاد الرياضي العام من أجل شرائها وافق مشكوراً، ولكن بعد التأكد من أن الصفة التنظيمية تسمح باستملاكها تمهيداً لإعداد الإضبارة الاستملاكية، وسوف تقوم دائرة المنشآت في حماة بدراسة هذه الأرض للتوافق مع طلب الاتحاد الرياضي بهذا الشأن؛ وإذا ما تم ذلك، فسوف يتم بناء منشأة رياضية متكاملة من ملعب كروي نظامي ومدرجات وصالات تدريبية، ما يشكل خطوة كبيرة باتجاه العمل الرياضي البنّاء، وستدر على النادي أموالاً من الاستثمارات التي سوف يستفيد منها النادي، وتحل مشكلة فنية كبيرة لمعظم ألعابنا.