مجلة البعث الأسبوعية

حلب تقدم رسالة جديدة للعالم: أربع نتائج متناقضة في حدث واحد وبشرى منشآتية قادمة

“البعث الاسبوعية” ــ محمود جنيد

قدمت حلب يوم الجمعة الفائت، من خلال حدث الموسم الرياضي المتمثل بإعادة افتتاح ملعب الحمدانية، بالتزامن مع لقاء ديربي الكرة الحلبية بين قطبيها الاتحاد والحرية، والذي حضره أكثر من 25 ألف متفرج، رسالة جديدة إلى العالم حولت فيها، مرة الأخرى، الزمن إلى تاريخ سيذكر بأحرف من نور أن المدينة التي قامت لتوها من حرب السنوات الطويلة التي ألمت بها، وآلمتها على جميع المستويات، عادت نابضة بالحياة، عامرة بالفرح والمحبة.

مخرجات مباراة الجمعة تباينت ألوانها بين البياض والسواد، وسجلت فيها أربعة نتائج على نحو استثنائي رمزي وحسي ووقعي: الأولى انتصار حلب بشعبها وجمهورها المشرف وأجواء الافتتاح الرائعة وحلة ملعبها العالمية، والثانية التعادل السلبي بالأداء والنتيجة بين الطرفين، والثالثة مكسب الحرية بنقطة التعادل التي تعتبر بطعم الفوز، والرابعة هي خسارة الاتحاد بالتعادل المخيب والنقطة السوداء التي تحصل عليها.

 

احتفال وتناقض

التداعيات المتناقضة لتلك النتائج، وعلى الصعيد الفني – هنا – هي تهنئة مدرب الحرية مصطفى حمصي وفريقه الذي توجه بعد المباراة للاحتفال المقرر قبلها لصعوده إلى الدرجة الممتازة، والذي تزامن – لمحاسن الصدف – مع نتيجة اعتبرها جمهوره إيجابية قياساً بالظروف التي لفت تحضيرات الفريق، وهو ما أكد عليه المدرب الحمصي، وأضاف بأنه فكر بالفوز لكن نقطة التعادل من منافس كبير ومحضر بشكل واف وجيد ومدجج بالعناصر، ومن بينها دعامات فريقه في الموسم الفائت.. كل ذلك أمور تدعوه للرضا عن التعادل، مضيفاً: فترة توقف الدوري ستساعدنا على ترتيب أمور فريقنا على النحو الأفضل.

وبالبقاء في فلك الحديث عن الجانب الأخر، فقد سقطت إدارته المسيرة، أو العنصرين المجدد الثقة بهما، ومن بينهما رئيس النادي، في رهان آخر بعد فضيحة تعهيد المباراة بمبلغ قبضت جزءاً منه، وحررت فيه وصلاً، قبل أن تتراجع بعد أن افتضح الأمر وتجري مزاداً، إذ أقصت عن حفل التكريم الكثير من الأشخاص المؤثرين الذين كان لهم دور وإسهام في إنجاز الصعود، وعلى رأسهم أعضاء الإدارة السابقة، وتحديداً عضو مجلس الإدارة مسؤول الكرة، وهذا ما أثار سخط جماهير النادي.

 

إقالة وعقوبات

وعلى المقلب الاتحادي، وكما توقعت “البعث الأسبوعية”، كانت أبرز تداعيات الديربي هي الإطاحة بمدرب الفريق، مهند البوشي، الذي كانت حصيلة فريقه بعد ثلاث جولات من الدوري الممتاز نقطة يتيمة من أصل تسع ممكنة، وهو ما فجر الكبت الجماهيري كبركان غضب لم يبق ولم يذر، فكان اجتماع الإدارة يوم السبت الماضي، والذي تم فيه فسخ عقد البوشي بالتراضي، مع عديد المقررات، ومنها حل لجنة كرة القدم بالنادي، والعمل على تشكيل لجنة جديدة غير ملتزمة بالعمل المباشر، إضافة إلى فرض عقوبات على كامل أعضاء فريق كرة القدم، من كادر ولاعبين، مع توجيه إنذار نهائي بفسخ عقود البعض بسبب سوء النتائج وعدم تقديم المستوى المطلوب، مع دعوة أعضاء النادي وجمهوره إلى المؤتمر السنوي للنادي في الخامس عشر من الشهر الجاري، واعتباره مؤتمر حجب ثقة عن الإدارة أو تجديدها.

وفي تعقيب للمدرب البوشي على قرار فسخ عقده، أكد بأنه لم يعط الفرصة المناسبة للعمل الذي جاء تحت ضغط النقطة والنتائج، بنفس الوقت كان مطلوباً منه بناء فريق للمستقبل وهي معادلة صعبة التحقيق دون مساحة وقت كافية وصبر على الفريق، ووصف البوشي تجربته هذا الموسم مع الاتحاد بالقاسية بظروفها ونتائجها، وقدم اعتذاراً علنياً من الجمهور الذي شعر بغصة كبيرة لأنه لم يتمكن من إسعاده.. وكذلك الإدارة.

 

الرسالة والبشرى

وبالعودة مجدداً إلى كواليس الحدث، فقد تحدث وزير السياحة محمد رامي مارتيني لـ “البعث الأسبوعية” بلهجة أشاع منها الاعتزاز، مثنياً على الجهود المبذولة لإعادة الألق لملعب الحمدانية، ونجاح الحدث الأبرز على الساحة الرياضية، والمنسحب على الواقع العام على جميع المفاصل الأخرى، ومنها المدينة النابضة بالحب والمحبة والحياة المتجددة، وذلك من خلال الرسالة البليغة التي صدّرها جمهور حلب للعالم.

بدوره الرفيق أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد منصور بدا بغاية الرضا عن أجواء الافتتاح المميزة، خلافاً للمستوى الفني للديربي الذي لم يرض الجمهور الغفير الذي كان على الموعد نجماً لامعاً مشرفاً. وبث المنصور البشرى للجمهور الرياضي، مفصحاً عن النوايا الهادفة لإعادة تأهيل استاد حلب الدولي، وقبله صالة الحمدانية الدولية التي لن يكون افتتاحها ووضعها في الاستثمار الرياضي – بما يحققه ذلك من حلول لمشكلة الصالات واحتضان للأندية والمنتخبات والمناسبات الرياضية – ببعيد.

أما مدير المدينة الرياضية في حلب سعد قرقناوي فقد أفصح عن مخلفات أضرار في بعض مرافق الملعب الصحية، من صنابير مياه وما شابه، وتمنى أن يكون البعض من الجمهور في المباريات الأخرى أكثر حرصاً على الممتلكات العامة.