ثقافةصحيفة البعث

في حفل إعلان جوائز وزارة الثقافة.. د. لبانة مشوح: وزارة الثقافة متجددة دائماً

في إطار احتفالية وزارة الثقافة في عيدها الـ 62 تحت شعار: “ثقافتي.. هويتي”، افتتح في مكتبة الأسد الوطنية معرض شامل لإصدارات الهيئة العامة للكتاب، وفي تصريحها للصحفيين قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح: مازالت وزارة الثقافة في تجدد دائم ولم تشخ، ونحن من خلال هذه الاحتفالية نعيد إحياء تراثنا القديم من خلال احتضان مكتبة الأسد ثلاث فعاليات، ومعرضاً للكتاب يتضمن شذرات ونماذج متنوعة من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب من رواية وشعر وأدب عربي ومترجم وكتب علمية، أما المعرض الثاني فهو لعدد من آلات العود دقيقة الصنع التي تعود لفترة زمنية قديمة، ولكن تم الاحتفاظ بها بشغف وحب كبير لما لها من قيمة أثرية تراثية، سواء في طريقة الصنع، أو في توثيق هذه المهنة العظيمة التي يخشى عليها البعض من الانقراض، ولهذا أطلقنا مشروع حفظ التراث اللامادي وصونه وتوثيقه.

أما المعرض الثالث فهو على قدر عال جداً من القيمة العلمية والمادية، وهو خاص بالمخطوطات التاريخية الموجودة في مكتبة الأسد يعود قدم بعضها إلى عام 1200م، وهو عصر النهضة العلمية العربية، وبعضها الآخر يعود إلى فترات زمنية مختلفة، وهذا ليس إلا دليلاً على أن العقل العربي لم يتوقف حتى في أحلك الظروف، وهذا بالتأكيد سيكون دافعاً لنا على عدم التوقف عن العمل والإنتاج الفكري والعلمي لأننا شعب حي.

واستشهد مدير الهيئة العامة السورية للكتاب د. ثائر زين الدين بمقولة “فولتير” “ليت الكتب تحكم العالم”، مبدياً أسفه أن الكتب لم تستطع أن تقوم بهذا الدور، لكن طموحنا أن تسهم في إنقاذ الإنسان، وأن تبني الثقافة والهوية لدى المواطن.

 

حنا مينه

تلا افتتاح معرض الكتاب حفل توزيع جوائز وزارة الثقافة، إذ أوضح الأديب عبد الكريم ناصيف عضو لجنة تحكيم الرواية أن النصوص المشاركة جاءت لتجسد الواقع الأليم الذي نعيشه بكل ما فيه من آلام وصعوبات، وتهيمن عليها في أغلبها موضوعة الحرب وما جرته من كوارث وويلات، فمنها من تناول قتل الناس الأبرياء، ومنهم من تحدث عن تدمير المدن والقرى لتصبح مساكنها أنقاضاً، وآخرون تحدثوا عن فظائع الدواعش وترويعهم للناس، وتطرق البعض بالحديث عن الغربة تارة، والفساد في أحيان أخرى.

حصل على المركز الأول رشيق سليمان عن روايته “خريف الدفلى”، والذي قال في تصريحه: لقد كنت بعيداً عن الأجواء الثقافية بسبب خدمتي العسكرية، وعندما تقدمت بروايتي وحصلت على المركز الأول شعرت بفرح كبير، خاصة أنها رواية تحكي عن وجع حقيقي، عن الجري وراء أوهام الأحلام، وعن المفقودين الذين لم يعودوا إلى بيوتهم، وأنا شخصياً أعاني هذا الفقدان.

الجائزة الثانية ذهبت لـ جرجس حوراني عن نصه “باستت”، والجائزة الثالثة لـ بوران عربش عن نصها “زحمة الحب” الذي يحكي عن انهيار الأخلاق والآثار النفسية التي خلفتها الحرب من انحدار أخلاقي، لتصل إلى أنه رغم كل الصعوبات يبقى الوطن شامخاً.

 

سامي الدروبي

​بدوره تحدث عضو لجنة التحكيم لجائزة سامي الدروبي د. وائل بركات أن العلوم والمعارف والتقانات تتسارع اليوم، ويزداد معها احتياجنا للترجمة، بالقدر نفسه الذي نحتاج فيه معرفة الآخر، وأهمية الترجمة ليست مجال بحث أو نقاش، إذ علينا أن نعرف احتياجاتنا من الآخر، وأن نفتح الأبواب لننقل تجارب الآخرين المهمة، ونفيد منها في حركة الإبداع العربي المحتاجة إلى النهوض، فالإبداع يعشق الحرية ولا يتخلى عنها إلا ليموت، ​وفي هذا الباب كانت جائزة سامي الدروبي للترجمة، جائزة سنوية للأعمال المترجمة من شتى اللغات والمجالات، وكانت المرتبة الثالثة مناصفة بين: ​​​”الاقتصاد السياسي” عن الانكليزية للمترجم د. عدنان حسن، ورواية “كوبيدون بأجنحة من كرتون” عن الفرنسية للمترجمة شانتال جرجس التي قالت في تصريحها: أخذت مني ترجمة رواية للكاتبة الفرنسية رافاييل جوردن مدة سبعة أشهر، حاولت تقديمها بأسلوب واضح وسلس يتماشى مع روح الرواية الرومانسية المفعمة بالحب، وهذه الجائزة تعني لي الكثير، وهي حافز لتقديم الأفضل دائماً، فالترجمة تمد جسور التواصل بين الشعوب، ودونها نكون في جزيرة فارغة من أية معرفة وفكر.

وحصل المترجم د. نزار عيسى على المرتبة الثانية عن “رواية المستشرق” عن الروسية، والمرتبة الأولى للمترجم د. محمد عرب صاصيلا عن الفرنسية “الدولة قانون وسياسة”، وقال في تصريحه: تقدمت إلى جائزة سامي الدروبي بعملي الـ40، ومعظم ترجماتي كانت في مجال السياسة بمفهومها الواسع، وقسم منها في القانون العام، والترجمة جاءت كعمل متمم لعملي الأكاديمي، وصارت عبارة عن نوع من الهواية والمتعة، بالإضافة إلى الفائدة المادية، وهذا لا يمكن نكرانه رغم قلته في سورية. وقد تقدمت إلى المسابقة ضمن اختصاصي العلمي بعنوان “الدولة قانون وسياسة”، وهو يشرح بشكل مفصل مفهوم الدولة من زواياها المختلفة من الناحية التاريخية والسياسية والفلسفية والاقتصادية والعلاقات الدولية، وهو كتاب فيه جوهر علم السياسة المعروف بعلم ثقافة الدولة.

 

عمر أبو ريشة

وفي اختيار القصيدة الفائزة لمسابقة “عمر أبو ريشة”، قال عضو اللجنة د. محمد قاسم: لقد أخذنا بعين الاعتبار المستوى الفني للنص، وامتلاك الموهبة، وسلامة اللغة والوزن والعمق الفكري، وانتهت بالإجماع إلى نيل إبراهيم منصور الجائزة الأولى عن قصيدته “سرائر العشق”، والذي قال: القصيدة الفائزة هي وجدانية، والجائزة تعطي دافعاً للإبداع، وهي بمثابة تأكيد أن هناك من يدعم هذا الإبداع. وذهبت الجائزة الثانية لفراس محيثاوي عن قصيدته “الترنيمة الدمشقية”، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب الشاعر غدير إسماعيل عن قصيدته “ما لم يسجل في رقيم الانتماء”.

 

جنس أدبي مهم

بدورها قالت رئيس تحرير مجلة شامة أريج بوادقجي: لابد أن يمتلك كاتب الأطفال فكراً استراتيجياً، يفكر للمستقبل، ويسعى إليه بأفكاره وكلماته وقيمه ولغته وحضوره وتمسكه بهويته لبناء إنسان المستقبل الذي تستحقه هذه الأرض الطيبة بعد سنوات.  وبناء على كل ما سبق، وضعت اللجنة الأدبية المسؤولة عن تقييم الأعمال الأدبية لجائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل لعام 2020 معايير شفافة واضحة وجلية تتأقلم مع ما نريد الوصول إليه، وتؤكد فكرة لا تحتمل النقاش ألا وهي “القصة الموجهة للطفل”، وهي جنس أدبي بحد ذاته له خصائصه وشروطه ومقوماته وأهدافه، وقد فازت إيمان بازرباشي بالجائزة الأولى عن قصتها “الفراشة نوارة”، والتي قالت في تصريحها: حصلت على المرتبة الأولى، وهي بمثابة دفع معنوي وتشجيع في مجال الكتابة للطفل. وكانت الجائزة الثانية من نصيب داود الفريج عن قصته “أحلام كرة قدم”، وذهبت الجائزة الثالثة لمحمد قشمر عن قصته “الكوفيد الجديد”.

 

لوحات الأطفال

وتحدثت د. سوسن معلا عن أصالة وجدية الفكرة وحداثتها ومواكبتها لموضوع المسابقة الذي حمل عنواناً يشمل عالم الطفولة بمعان إنسانية تعبّر عن “المحبة والفرح واللعب”، وهي أهم المعايير التي اعتمدت في اختيار اللوحة الفائزة، هذا إلى جانب تميز اللوحة بالأسلوب الفني الخاص لكل فنان، ومدى قدرته ومهارته في استخدام الخط واللون والتشكيل، ونالت نجلاء الداية الجائزة الأولى، وذهبت الجائزة الثانية لمرح تعمري، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب آية حمود. واختتم الحفل بعزف على العود من قبل فرقة موسيقية.

 

جُمان بركات