إيران تتوعد بالرد على اغتيال الشهيد فخري زاده
صدق مجلس الشورى الإيراني على إعطاء قانون “الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات” صفة عاجل جداً، الذي أقرّه المجلس ويتضمن رفع إنتاج اليورانيوم المخصب. ووافق النواب في الاجتماع المفتوح لمجلس الشورى على مراجعة الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات بأغلبية 232 صوتاً من إجمالي 246 نائباً حضروا الجلسة.
وأكد فريدون عباسي رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى أن دم الشهيد فخري زادة سيغير بالتأكيد تحرك المجلس حيال البرنامج النووي. وفي تغريدة له على “تويتر”، قال عباسي: “إن دماء الشهيد الكبير فخري زادة ستغير هندسة المجلس الثوري حيال البرنامج النووي”، مضيفاً :”والآن ستركز إرادة المجلس على 4 قضايا مركزية سأتابعها شخصياً وهي: بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، إخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب من الاتفاق النووي.
فيما أكد رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف أن اغتيال رئيس منظمة الأبحاث والإبداعات بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية الشهيد محسن فخري زاده، سيفتح نوافذ جديدة لتطور البلاد وسيجعل الإرهابيين وداعميهم يندمون، واعتبر أنّ “العدو لن يندم إلا بردّ فعل قوي”.
وقال رئيس المجلس محمد باقر قاليباف: “إن مناقشة هذا القرار ستدرج على جدول أعمال المجلس هذا الأسبوع ما سيمكن من تعزيز الصناعة النووية للبلاد والتصدي لممارسات العدو الإرهابية”.
بدوره، أوضح مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي بالمجلس أن هذا القرار يقدم طريقة لإنهاء الالتزامات التي قامت إيران بتنفيذها حتى الآن في ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم التزام بقية الأطراف الموقعة بتعهداتها.
ويتضمن الإجراء الاستراتيجي التزام منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بإنتاج ما لا يقل عن 120 كيلوغراماً من اليورانيوم بتخصيب 20 بالمئة سنوياً في منشأة فوردو وتخزينه خلال شهرين من بدء اعتماد هذا القانون كما تلتزم المنظمة بالبدء في تركيب وحقن الغاز وإثراء وتخزين المواد إلى الدرجة المناسبة من التخصيب في غضون 3 أشهر مع ما لا يقل عن 1000 جهاز طرد مركزي في منشأة نطنز.
ويلزم الإجراء الحكومة بتعليق الوصول الرقابي لمفتشي وكالة الطاقة الذرية إلى المواقع النووية الإيرانية، ويشير إلى أنه وبعد 3 أشهر من سن هذا القانون وإذا لم تعد العلاقات المصرفية الإيرانية في أوروبا وكمية مشترياتها من النفط من إيران إلى الظروف الطبيعية والمرضية فإن الحكومة ملزمة بوقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي.
ويلفت الإجراء الاستراتيجي إلى أنه إذا عادت الأطراف المقابلة في الاتفاق النووي للوفاء بالتزاماتها بعد 3 أشهر من سن هذا القانون فإن الحكومة ملزمة بتقديم اقتراح للعمل الإيراني المتبادل للعودة إلى التزامات الاتفاق أمام البرلمان.
من جهته، رأى وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف أنّ إرهابيّين اغتالوا عالماً إيرانياً استثنائياً، مشيراً إلى أنّ هذا العمل الجبان مؤشّر جدّيّ على انتهاكات “إسرائيل” وتحريضها اليائس على الحرب.
وفي تغريدة له باللغة الألمانية سبقتها تغريدات مماثلة بعدد من اللّغات، طالب ظريف المجتمع الدوليّ وخاصةً الاتحاد الأووربيّ بالتخلي عن المعايير المخجلة المزدوجة والكيل بمكيالين وإدانة إرهاب الدولة.
بدوره، قائد قوة القدس في حرس الثورة اللواء اسماعيل قاآني، أكد أن إيران ستتحالف مع جميع القوى المدافعة عن الوطن الإسلاميّ للثأر للشهيد فخري زاده من الإرهابيبن وأسيادهم.
كذلك، قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله إبراهيم رئيسي: “إن الضالعين في اغتيال الشهيد محسن فخري زادة معارضون للعلم والمعرفة ولا يتحملون رؤية إيران الإسلامية المقتدرة”.
يأتي ذلك في وقت وصل جثمان العالم الإيراني الشهيد محسن فخري زادة إلى مدينة مشهد، على متن طائرة عسكرية، وقد أُجريت له مراسم استقبال تمهيداً لمواراته الثرى في المدينة، وسيُقتصر التشييع على قادة القوات المسلحة وعائلة الشهيد بسبب انتشار كورونا.
كما أدان وزير الخارجية الكوبية برونو رودريغيز بشدة عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، مؤكداً أن بلاده ترفض الإرهاب بجميع أشكاله.
وقال رودريغيز في تغريدة نشرها على “تويتر”: “ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة العالم الإيراني البارز فخري زاده.. إننا نعارض الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره”.
وفي افتتاحيتها، حثت صحيفة “نيويورك تايمز ” الدول الأوروبية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إصدار بيان عاجل يدين اغتيال رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زادة، وضرورة وصفه بأنه “غير قانوني بحسب القانون الدولي ويضُر بمسألة الحد من انتشار الأسلحة”،
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو قررا تنفيذ “استراتيجية الأرض المحروقة” لحرمان إدارة بايدن المقبلة من العودة للدبلوماسية والاتفاق النووي”.
يأتي ذلك بعدما كان الاتحاد الأوروبي دان السبت اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، بهجوم مسلّح استهدف سيارته قرب العاصمة طهران، الجمعة، واصفاً العمل بـ “الإجرامي”، وداعياً إلى “ضبط النفس وتجنب تصعيد التوترات”، حسب تعبيره.