الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

روحاني لـ المقداد: سورية حليف استراتيجي.. ومواجهة الاحتلال والإرهاب هدف مشترك

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العلاقات بين إيران وسورية إستراتيجية وأخوية مشدداً على أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب هدف مشترك للبلدين.

ولفت روحاني خلال لقائه الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين إلى أن العلاقات بين طهران ودمشق التي يعود تاريخها إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران تستمر اليوم بقوة وبإرادة وقرار مسؤولي البلدين.

وشدد الرئيس روحاني على أن إيران ستقف دائماً إلى جانب سورية حكومة وشعباً وهي مصممة على دعمها كحليف استراتيجي وستظل دائما معها حتى النصر النهائي مشيراً إلى أهمية التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف لإعادة إعمار سورية وتسهيل عودة اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم وأن إيران تعتبر صيغة أستانا مفيدة للحفاظ على مصالح سورية ووحدة أراضيها.

ولفت روحاني إلى أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب هو الهدف المشترك بين البلدين وقال لا يساورنا أي شك بأننا يجب أن نستمر في المقاومة حتى النهاية والقضاء على الإرهابيين.

وأدان روحاني توقيع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على وثيقة تعترف من خلالها واشنطن بضم الجولان السوري المحتل للكيان الإسرائيلي مؤكداً أن علينا مواجهة المحتلين الصهاينة حتى تحرير الأراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري.

من جانبه وصف الوزير المقداد العلاقة بين طهران ودمشق بأنها من أكثر العلاقات السياسية في العالم قيمة ونزاهة وقال “نعتقد أن على الدول الأخرى أن تتعلم كيفية بناء علاقة صداقة حقيقية وكيفية مواصلتها بقوة من هذه العلاقات” مؤكداً التصميم على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

واعتبر المقداد أن انتهاك الالتزامات والاتفاقيات الدولية من جانب الحكومة الأمريكية غير منطقي موضحاً أن “توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” كان بناءً ومفيداً.. كما أن جهود إيران لإلزام الأطراف المتفاوضة بالوفاء بتعهداتها كانت مناسبة وبناءة”.

حضر اللقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسفير السوري في طهران الدكتور شفيق ديوب.

شمخاني

وبحث المقداد مع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اليوم التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وآخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم.

وأكد الوزير المقداد خلال اللقاء المواقف المبدئية التي تجمع الشعبين السوري والإيراني ولا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تفرضها القوى الدولية عليهما لاستهداف هذه المواقف ومحاولات الضغط عليهما للتخلي عنها، وشدد على أن التوصل إلى السلام والأمن المستدام في المنطقة مرهون بتغيير نهج بعض الدول في دعمها للإرهاب وفرضها الحصار الاقتصادي على الشعوب ومحاولتها التدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها واستقلالها، وعبر عن ارتياحه للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مشيداً بالدعم الإيراني لسورية طوال حربها على الإرهاب.

بدوره أعرب شمخاني عن التزام بلاده المستمر بالتعاون مع سورية في مكافحة الإرهاب وصولاً إلى انتهاء الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري، مؤكداً ضرورة الالتزام بوحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها واستقلالها وانسحاب القوات الأمريكية والقوات غير الشرعية الأخرى منها بشكل تام.

وأدان شمخاني الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية التي تمثل انتهاكا سافرا للقوانين الدولية وصمت المجتمع الدولي عنها.

أصغر خاجي

وخلال لقاء الوزير المقداد مع علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة عبر الجانبان عن ارتياحهما لاستمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في كل المجالات، وكذلك النتائج التي حققها انعقاد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين في دمشق، والتي فضحت زيف ادعاءات بعض الدول التي تدعي حرصها على الشعب السوري ومحاولاتها إعاقة عقد المؤتمر والاساءة للجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية والدول الصديقة لإنجاحه.

وأكد الوزير المقداد التزام سورية بالعملية السياسية بالتوازي مع استمرارها بممارسة حقها في مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد العالم أجمع من خلال الاعتداءات الإرهابية التي تشهدها العديد من المناطق، وثبوت ارتباط التنظيمات الإرهابية التي تنفذ هذه الاعتداءات مع أجهزة المخابرات الغربية، مشيراً بشكل خاص إلى استمرار النظامين الأمريكي والتركي في دعمهما لهذه التنظيمات الإرهابية في سورية بهدف إفشال العملية السياسية فيها وإعاقة الجهود المبذولة لتحقيق التقدم المنشود وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل أراضيها.

ونوه الجانبان بالدور الإيجابي للوفد الوطني السوري في اجتماعات لجنة مناقشة الدستور الأخيرة في جنيف، وأكدا على أن هذه اللجنة هي سيدة نفسها، وأنهما يدعمان عملها وفق قواعد الإجراءات التي تم الاتفاق عليها سابقاً ودون أي تدخل خارجي من أي جهة كانت، وأدانا محاولات بعض الدول التدخل بعملها والتأثير سلباً على مجريات اجتماعاتها.

وفي ختام زيارته إلى طهران قام الوزير المقداد بتسجيل كلمة في سجل التعازي المفتوح في وزارة الدفاع الإيرانية باستشهاد العالم النووي محسن فخري زاده، حيث كان في استقباله وزير الدفاع العميد أمير حاتمي وكبار المسؤولين العسكريين.

حاتمي

وعقب ذلك بحث المقداد وحاتمي التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين في كل المجالات حيث أكد المقداد أهمية استمرار هذا التعاون لمواجهة التحديات والاعتداءات والجرائم الإرهابية والعدوان الممارس من قبل الكيان الإسرائيلي والدول التي تدعمه واخرها اغتيال فخري زاده، وبين أن عملية استهداف عالم نووي كفخري زاده سيسجلها التاريخ جريمة إرهابية بحق الإنسانية والبشرية جمعاء ووصمة عار بحق “إسرائيل” وداعميها، مؤكداً أن الرد على هذه الجرائم حق مشروع.

من جانبه أكد حاتمي استمرار دعم بلاده لسورية وقال: “كما كنا جنبا إلى جنب في محاربة الإرهاب سنكون جنبا إلى جنب في إعادة الإعمار”.