ثقافةصحيفة البعث

الشعر وشعراؤه في صالون سلمية الثقافي

البعث ــ نزار جمول

يبدو أن استمرار الفعاليات والنشاطات الثقافية على مدار كل أسبوع في صالون سلمية الثقافي، أقنعت إدارته المجتهدة لأن تخرج من جلباب التقليد والنظرة الثقافية الروتينية، لذا جاء قرار إحداث “نادي الشعر العربي” ليحدث نقلة نوعية في الشعر بمدينة السلمية التي تفرخ الشعراء في كل أنواعه، وهذا النادي يعتبر مولوداً جديداً في الصالون لكنه هو المولود الحقيقي للشعر العربي “الموزون”، وفي أولى إطلالة له قاده مديره الشاعر وعد أبو شاهين لبرِّ الأمان ليكون أحد أهم منابر الشعر العربي في هذه المدينة التي تنطق شعراً، واعتبر أبو شاهين أن هذا النادي الشعري الجديد سوف يختص بالشعر الخليلي التقليدي الموزون إضافة للتفعيلة، وسيكون جمهوره على موعد معه كل أسبوعين بأمسية جديدة وشعراء جدد، مؤكداً أن هذا النادي سيكون من أجل الشعر ولينطلق بالبحث عن الجمال وعوالم الحب ومتعة اللغة ببحورها وموسيقاها الجميلة، مبيناً أن موقع هذا النوع الشعري في الحياة الثقافية العربية هام جداً، فهو يعتبر ديوان العرب وحامل لثقافتهم، وتتألف أركانه الأساسية من أربعة أنواع هي “المعنّى ــ الوزن ــ القافية ــ القصد”.

في  أولى أمسياته استضاف منتدى حمص الأدبي من خلال مديره الشاعر إبراهيم الهاشم والشاعرة هناء يزبك وشعراء من سلمية مختصين بهذا النوع الشعري، وافتتحت المشاركات الشاعرة هناء الفيل بقصيدتيها “ويل لقلبي ــ إلى عينيكَ أهديها”، ثم قرأ الشاعر عبد العزيز مقداد قصيدتين غزليتين “لقاء ــ ملهمتي”، وقدم الشاعر فيصل الحمود خمس قصائد “تحية لسلمية ــ هاكي بالكفين قلبي ــ لغتي ــ أنتِ الوحيدة بالهوى ــ أهيم بالشعر”، وليأتي دور الضيفة الشاعرة هناء يزبك بقصائدها الثلاث “الأوهام ــ بوح العرائس ــ ملء هذا الأفق لهفتي” عبرت فيها بصور عن الكآبة والضياع ووجع الغياب، وألقى الشاعر حيدر أبو شاهين قصيدته الهجائية “الشعر إحساس” وتبعها بأربع قصائد “قد أتاني الشعر ــ سحر الكلمات ــ حروف الروح ــ خفقان قلبي”، ثم قرأت الشاعرة فداء إبراهيم قصيدتين “تجليات ــ قصيدة بلا عنوان”، وليأتي دور الضيف الشاعر إبراهيم الهاشم الذي ألقى عدة قصائد أهدى الأولى لنادي الشعر “رسالة لأبي الطيب المتنبي” ثم قرأ ثلاث قصائد “عندي إذا ــ عيناكِ في نظر الشواطئ ــ رحلة في مزارع الألوان” وهي قصائد وجدانية غزلية بشكلها المتين وتكوينها الأمتن من خلال عذوبة اللغة وموسيقاها، وليختتم المشاركات الشاعر محسن عدرة بأربع قصائد “في الشعر نبض ــ أرصع بالشعر ــ سكان صدر حبيبتي ــ شاعر يرثي نفسه”، وفي ختام هذه الأمسية الشعرية الجميلة اعتبر مدير الصالون ومؤسسه الشاعر أمين حربا أن الشعر الحقيقي لا بد أن ينتصر، ولا بد للإحساس أن يتنامى في قصائد الشعر العربي، مؤكداً أن هذا النادي سيعيد للشعر هيبته، وقدم مقطوعة مطولة بعنوان “بلاد العرب” وضح فيها بشكل بانورامي إلى ما آلت إليه أمور الحياة والتغيير السلبي للقيم والمفاهيم والضياع في الرؤى بالمجتمع السوري والعربي.