ثقافةصحيفة البعث

“مفتاح الحياة” فيلم عن الإنسانية التي تهبها الأمهات

بدأ كتابة القصة القصيرة بعمر ثماني سنوات، وانتقل إلى كتابة الأفلام القصيرة عام 2010، وأبصرت النور أولى تجاربه في عيد الأم بفيلم “ساعات بتمحي الأيام” للمخرج طارق زياد عائشة، ويحاول الشاب محمود أرمنازي عبر أفلامه إرسال رسائل إنسانية كبيرة من وحي الواقع، فهو الموهوب في التأليف والشعر، ومازال حلمه مستمراً في كتاباته وسيبصر فيلمه الجديد “مفتاح الحياة” النور قريباً من تأليفه وإخراج جيسيكا هسنر وطارق خضراوي، وهو ثالث فيلم وعنه قال الكاتب محمود أرمنازي:

“مفتاح الحياة” يبدأ من الإنسانية التي تهبها الأمهات لأولادهن، حيث هناك الأطفال البكّائين غير القادرين إلا على تناول الطعام وذرف الدموع عليه دون التلفظ بكلمةٍ واحدةٍ. ثم تكون فترة المراهقة حيث يدخل الإنسان دائرة غير منتهية من الحيرة وغزو العقول بالأفكار والآراء والمواقف السلبيّة منها والإيجابية. أما في الكهولة، فيبدأ الإنسان بسداد دَينِهِ لدُنياه، فالطفل الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب قد تجده يتحول إلى رجلٍ أخرق يلازم رفاهيته بكل استهتار، أو ينقلب حاله فتجده يبحث عن كسرة خبزه ويستجدي رزقه المقسوم له. أما الآخرين ممن لم يولدوا بتلك الملعقة الذهبية تجدهم بين متعب من العمل المتواصل الدؤوب، وبين راض عما وصل إليه، وآخر يرفض الوقوف عند حد معين ويطلب المزيد مما قد يناله. فيا أيها الإنسان لا تحزن، إنك خُلِقْتَ من طين وستعود إليه وإلهك إلهٌ واحدٌ، اتكل عليه وابحث عن مفتاحك في هذه الحياة.

“قلوب مشوهة”

لم يتوقف الشاب أرمنازي عن تقديم الأفلام وإنما يتابع مسيرته الإبداعية في تأليف كتاب بعنوان “قلوب مشوهة” قال عنه:     “هل تذكرني حقاً لازال الحب نفسه لم يعكر صفوه أحداً، أتذكر حينما قلت لي أنني عاشق لهواك حتى آخر الأنفاس، هل كل شيء على حاله أم أن القلوب تغيرت وتبدلت وتشوهت وعكرت صفوها الأحزان، وصامد بقيت أم تشتت النفس بك مثلي فقد زبلت أوراقي رويداً رويداً حتى باتت تموت، قد لا تموت ولكنها تشوهت من هذا العشق المؤلم عليه لعنة الحب لا تزول”.             أعيش في بلاد استحقت معنى المحبة والازهار، وفيها تاريخ عظيم وشعبها أصيل يشارك بعضه البعض في جميع المناسبات، وهو مضياف أصيل عزيز النفس مقاوم للمصائب، وفي أرضه تزينت الأشجار الخضراء، وفي الورود الخلابة ومناظر الجبال لها سحرها الخاص، وفي هواه له عاشقاً، شبهته بأميرة نائمة جميلة في الوقت الذي أصابها ذاك المرض اللعين، ادعوا لها بالشفاء العاجل، وأن تستمد القوة من جديد، فهي أرضي ووطني وميلادي. بلادي في زمن الحرب والمرض فقدت فيها الكثير والكثير من الأعزاء، لم أعد أسمع صوت الأطفال في الشوارع، بات فيها الحزن ويسودها الفقر، وأمر في ظلمة الليل وحيداً وكأنه بيت مهجور، وتدق باب صديق ليسند أمرك من ضيق مادي تتأسف على حال أولاده، تنظر في الشوارع وسط النهار تعجز عن وصف مناظر المتشردين، أهذه بلادي حقاً؟؟ ماذا عن نفوس البشر كل منهم قد سبق أوانه لشدة المصائب من عجز وبؤس وشقاء، ماذا عن الاحتفالات أيها الشعب في الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية، ألم يكن لهم خاصية الفرح والجمال، أين ذهبت؟ نعم مازال البعض يحتفل، والبعض الآخر مدفون في قبره، هكذا هي الحياة ليست عادلة، كانت أصوات الجميع من كبار السن حتى الأطفال تعج وسط هذا، أين هم؟ وفي كل سنة نودع بها سنة يزداد جنون أصوات الرصاص وتزداد رائحة الموت معها، أحقاً أصبح ذلك فرحاً، ومع هذا الحزن والألم نأمل أن تكون السنة الجديدة فيها الخير والعافية لهذه الأميرة “سورية”، وأن تشفى من داء أصبح في كل بيت من بيوتها.

جمان بركات