ثقافةصحيفة البعث

الشاعرة فاتن حيدر مكرمة في صالون سلمية الثقافي

البعث – نزار جمول

جاءت جلسة صالون سلمية الثقافي الأخيرة لتنسينا التكرار في الأسماء ونوعية الشعر، حيث حفلت بضيوف كبار، فتناهى إلى سلمية رئيس منتدى حمص الأدبي الشاعر إبراهيم هاشم وزميلته عضو المنتدى الشاعرة هناء يزبك ليشاركا في هذه الأمسية التي كانت بطلتها الشاعرة فاتن حيدر التي حطّت في بلدتها بزيارة قصيرة من العراق، وقد تماهت بشعرها ومخزونها الثقافي مع الثقافة العراقية، وتوّجت تجربتها الشعرية بتجربة إعلامية مع إذاعة النهار وجريدتها.

شارك في هذه الأمسية التكريمية للشاعرة حيدر كوكبة من شعراء سلمية الذين حيوا المكرمة بقصائد عفوية وهم: منذر استنبولي، حسين عبود، أمين عياش، محسن عدرة، تامر سفر، محمد شاهين، غسان الضمّان، محمد محفوض، هيثم طالب، والشاعر الغنائي إسماعيل الآغا، كما شارك مدير الصالون أمين حربا بقصيدة “يا سيدي”، وبمشاركة ضيفي الصالون الشاعر إبراهيم الهاشم والشاعرة هناء يزبك، وقدم الهاشم ثلاث قصائد ألهب فيها مشاعر الحضور، وهي زجلية “صدفة” وقصيدة “على درج القوافي” الفائزة بالمركز الأول في إحدى المسابقات وغزلية “في مزارع الألوان”. وقدّمت الشاعرة هناء يزبك ثلاث قصائد هي “بحة الناي، دمع على الركب، غزلية نبيذ محابري”، وشاركت في الأمسية فرقة أورنينا الموسيقية بقيادة المايسترو محمد محفوض على العود ورافقه على الرق علي جمول وعلى الإيقاع محمد الشيخ عمر والمغنية هوازن فطوم، واختتمت الأمسية الشاعرة المكرمة فاتن حيدر بقصيدتين “تحية، كن مشرقاً”.

ولأن الشعر أضحى متلوناً ومضطرباً في أحيان كثيرة كان لا بدّ من تحفيز الشاعر إبراهيم هاشم ليعبّر برأيه عما يحدث للشعر في سورية، حيث اعتبر أن الشعر ليس له مسافة أو مكان يتوق للوصول إليه، فمهمته تبدأ مع الحياة وتنتهي بانتهاء الحياة، ووظيفته الأساسية هي الإضاءة على طريق الأمم والشعوب، وقد سئل الشاعر أدونيس عن الشعر فأكد أنه مهمة العالم وتسليط الضوء على قضايا الأمة والارتقاء بهذا الجيل وتنمية حسّ المسؤولية لديه. وأكد الهاشم أن كثرة الشعراء هي حالة سيطرت عليها مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن أي منبر لا يمكن له أن يصنع شاعراً لأن الشعر موهبة، مبيناً أن هذا الجيل يحتوي قلة منه يمكن أن نطلق عليه شاعراً، فكلّ من يصعد للمنبر لإلقاء شعره لا يمكن بحال من الأحوال أن يُسمّى ما يقدمه شعراً ما لم تحكمه الموهبة، لأن الإصرار على القوافي مع غياب الصور الشعرية التي تخاطب حسّ المتلقي هي أهم من القافية التي يعتبر وجودها ضرورياً بشرط وجود الصور التي تحاكي الواقع المعاش، وأن الإصرار على نظم الشعر لمجرد النظم هو ضعف باللغة وبالذائقة وعدم وجود تراكم ثقافي وأدبي.

بدورها، اعتبرت الشاعرة فاتن حيدر سفيرة الثقافة السورية في العراق أن التجربة التي عاشتها في أرض النخيل من خلال المشاركات الشعرية والدعوات التي تلقتها بيّنت أنها اكتشفت من خلال لقاءاتها بشعراء من أجيال مختلفة وفنانين رسامين أو مطربين وغيرهم تركت لديها حالة من التركيز على تطوير أدواتها، خاصة وأنها حملت معها ومع روحها الحضارة السورية بثقافتها وأدبها وفنها الرفيع، ورأت مزيجاً رائعاً من الجمال عندما اختلط العاصي بدجلة وسارا معاً أنهاراً متدفقة من التراث والعراقة من بابل إلى تدمر، موضحة أن العراق الجميل بكلّ أطيافه الثقافية يهتمّ كثيراً بالأدب والشعر من خلال تخصيص أماكن راقية لكلّ المواهب كالمتنبي للمعارض، وبوجود المقاهي الأدبية الخاصة الكثيرة، مؤكدة أنها تعلمت الشيء الكثير من هذه التجربة وأيقنت أن النخيل ما زال باسقاً وشامخاً، ومع إصرارها على النجاح في غربتها عن الوطن أحسَّت فجأة أن هذه الغربة بدأت بالتلاشي مع خوضها لتجربة إعلامية مع إذاعة النهار بالمشاركة بالتقديم في عدة برامج ثقافية منوعة أوصلت من خلالها فكر وثقافة سورية للعراق الشقيق وتعلمت منها كثيراً، معتبرة أن نجاحها في هذه التجربة جاء بالدرجة الأولى من خلال جهدها ومثابرتها وإصرارها المستمر على تطوير كلّ أدواتها، وأكدت حيدر أن كلّ ما مرّ معها من نجاحات توّجته بطباعة أول مجموعة شعرية لها “مُزنِ الهوى” التي لن تكون إلا بداية لطباعة مجموعات أخرى.

واختُتمت هذه الأمسية بتوقيع الشاعرة فاتن حيدر لنسخ من مجموعتها الشعرية ووزعتها للحضور.