عدنان فتح الله والعلاقة الوثيقة بين الفنون الإبداعية
المايسترو عدنان فتح الله قائد الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا حقق الكثير من الإنجازات على صعيد تشكيل الفرق منها، بروكار وخماسي روح الشرق، ومثّل سورية في المحافل الدولية والمهرجانات الضخمة في دور الأوبرا العالمية، وعلى صعيد التلحين والإعداد الموسيقي والتأليف إذ اشتُهرت مجموعة مقطوعاته التي تشد المتلقي إلى الجمالية اللحنية والبعد الدرامي لمعانيها، كما في “سؤال ولحظات وعاطفة وحكاية لوحة” التي ارتبطت بأيام فن التشكيل السوري والاحتفاء بمئوية ولادة الفنان نصير شورى في دار الأوبرا، فجاءت تتويجاً لنهاية عام 2020 لمجمل مقطوعاته لما اتصفت به من شفافية.
يرى فتح الله كما ذكر في حديثه لـ”البعث” بأنه توجد علاقة وثيقة بين الفنون الإبداعية، وعمل على تجسيد العلاقة الهامة بين الفن التشكيلي والموسيقا ليكونا عملاً واحداً منسجماً سماه حكاية لوحة، وتابع: قبل البدء بالكتابة الموسيقية اطلعت على لوحات نصير شورى وركزتُ على الألوان وطريقة التعبير التي يشتهر بها الراحل نصير شورى، وحاولتُ نقل كل ذلك ومقاربته من خلال الموسيقا، فبدأت بعزف لكامل وتريات الأوركسترا باللحن ذاته دون توزيع، ثم انتقلت إلى جو آخر عند دخول الإيقاع بطريقة رصينة وبطيئة، حيث كان اللحن بالكمانات يرافقه لحن آخر تؤديه الفيولا والتشيللو، وبعدها كان هناك سلسلة من الإكوردات المتتالية لتكون بشكل مرافق للناي والأكورديون عبّرت عن بريق الألوان المميز عند الفنان نصير شورى، بعدها يتجه اللحن ويأخذ الطابع الشرقي مع لوحات الريف والطبيعة التي تميز بها الراحل شورى إلى أن نذهب إلى ذروة الموسيقا التي رافقت عرضاً سريعاً لكل اللوحات التي عُرضت لنصل إلى الختام تحية لمسيرة هذا المبدع.
ويبقى المشروع الفني الأهم بالنسبة إلى المايسترو عدنان فتح الله هو توثيق تراثنا الموسيقي السوري وإعادة تقديمه بطريقة أكاديمية مدروسة وصونه وتعريف الجيل الجديد به، إضافة إلى الاهتمام بالتجارب الإبداعية للموسيقيين السوريين الأكاديميين وتقديمها من خلال أمسيات الفرقة الوطنية للموسيقا العربية التي تستقطب جمهوراً كبيراً.
ملده شويكاني