الحضارة السورية في معرض رؤوف بيطار
اللاذقية – مروان حويجة
احتضنت صالة المعارض في دار الأسد للثقافة في اللاذقية معرض الفنّان التشكيلي رؤوف بيطار للنحت على الخشب وصناعته والاشتغال عليه إبداعياً، وشكّل المعرض فسيفساء خشبية مزدانة بألوان الخشب الطبيعية من البيئة المحلية، فقدّم من جهة إضاءة توثيقية احترافية عن تاريخ وحضارة سورية منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كما اغتنى من جهة ثانية بأدوات خشبية خاصة لتحريض النهايات العصبية في جسم الإنسان، وهذه تشكّل حصيلة دراسات أجراها الفنّان عبر مسيرته البحثية الفنيّة الإبداعية وابتكاره تلك الأدوات حسب المخططات المعروفة لنقاط الألم المتوزعة في الجسم، وخلال تقديمه لهذه الأعمال أمام الحضور عرض الفنّان بيطار لكيفية استعمالها وأهميتها كونها مصنوعة من الخشب ولطرق الطاقة العلاجية من الأشجار مباشرة، مبيّناً أنه انطلق في أعماله من التوثيق الأثري للباحثين والآثاريين مستنداً ومعتمداً على ما قاموا بتوثيقه في إظهار وإبراز العمق الحضاري لسورية وجذورها الممتدة والمتأصلة عميقاً في التاريخ، وجاءت أعماله وإبداعاته متنوعة الأشكال والقياسات والأطوال والأحجام وبعناوين مهمة بدلالاتها التاريخية والثقافية والفنيٍة: إله بعل- جلجامش- مريانا- سيلوقوس نيكاتور- آلهة عشتار- نبوخذ نصر- سرجون الأكادي- الشعار الفينيقي ولوحة زهرة الحياة وغيرها من لوحات وأعمال إبداعية جعلت من المعرض متحفاً زاخراً بالمعالم الحضارية الموغلة في التاريخ العريق لسورية على مدى قرون.