قبل أسبوعين من تسليمه السلطة.. دعوات متصاعدة لعزل ترامب!
طالب عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين ومسؤولين بالإدارة الأميركية بعزل ترامب قبل يوم التنصيب في 20 كانون ثان على خلفية حادثة الاقتحام، ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأميركية القول: إن “أفعال الرئيس مشينة بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية”، مضيفا “أعتقد أن اقتحام الكونغرس صدمة كبيرة للنظام.. فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟”.
يذكر أن استخدام التعديل رقم 25 بالدستور الأميركي حول عزل الرئيس يتطلب تأييد نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة لعزل ترامب استنادا على عدم أهليته للقيام بالمهام المنوطة به في المنصب.
ودعا زعيم الديمقراطيين تشاك شومر لعزل ترامب فوراً من خلال تفعيل التعديل 25 من الدستور الأميركي، وهي الدعوة ذاتها الذي أطلقها العضو الجمهوري بمجلس النواب كينزنجر.
وأضاف شومر: إن الكونغرس سيحاكم ترامب إذا لم يتحرّك بنس.
وتنتهي ولاية ترامب في العشرين من كانون الثاني الحالي، وهو تاريخ تسليم السلطة للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، لكن تسود مخاوف جدية خلال الفترة المتبقية من ولايته من أن يقدم على عمل “جنوني” أو يتخذ قرارات من شأنها أن تدخل الولايات المتحدة في دوامة العنف.
وقال شومر في بيان “ما حدث بالكونغرس هو تمرد ضد الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس.. لا ينبغي للرئيس البقاء في السلطة ليوم واحد بعد ذلك”، مضيفاً: “إذا رفض نائب الرئيس والحكومة التحرّك، فإنه ينبغي للكونغرس الانعقاد لمحاكمة الرئيس”.
وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب ديفيد سيسيلاين إن النواب الديمقراطيين وزعوا مواد مساءلة الرئيس لعزله من السلطة بعد هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس.
والمحاكمة التي يطالب بها شومر في حال تعثرت جهود العزل ليست الأولى التي يطالب بها الديمقراطيون، لكنها الأكثر إلحاحاً على ضوء التطورات الأخيرة التي وصفها سياسيون أميركيون حاليون وسابقون بأنها سابقة خطيرة في الحياة السياسية الأميركية.
إلى ذلك أفادت وسائل إعلام أميركية أنّ عدداً من الوزراء في إدارة ترامب ناقشوا إمكانية تنحيته بعد أن اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول لتعطيل جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها ويرفض الإقرار بنتيجتها.
ونقلت ثلاث شبكات تلفزيونية هي “سي إن إن” و”سي بي إس” و”إيه بي سي” عن مصادر لم تسمّها أنّ الوزراء بحثوا إمكانية تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي بعدما اعتبروا أنّ ترامب أصبح “خارج السيطرة”.
بدورها نقلت شبكة “إيه بي سي” عن “مصادر متعدّدة” أنّ مناقشات جرت بشأن هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتّحدة.
لكنّ شبكة “سي بي إس” أكّدت أنّ الأمر لا يزال مجرد فكرة قيد البحث وأنّه لم يتمّ تقديم “أيّ شيء رسمي” إلى بنس.
وانقلب العديد من حلفاء ترامب عليه بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس في واشنطن إيماناً منهم بما يكرّره دوماً من أنّ الانتخابات الرئاسية “سُرقت” منه.
وأثارت أعمال العنف التي جرت الأربعاء وطريقة تعامل ترامب معها، وتمسّكه بمزاعم لا أساس لها من الصحّة بأنّه خسر الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني بسبب عمليات تزوير واسعة النطاق لم يقدّم أيّ دليل على حدوث أي منها، وغير ذلك من السلوكيات الغريبة، تساؤلات حول القدرات الذهنية للرئيس الأميركي على إكمال الأسبوعين المتبقيين من ولايته.
وعقب أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول والتي تخلّلها مقتل 4 أشخاص، دعا العديد من البرلمانيين وكتّاب الأعمدة في كبريات الصحف اليومية إلى اللجوء لهذا الخيار الدستوري حتّى وإن لم يتبقّ سوى أسبوعين لترامب في البيت الأبيض.
وأرسل جميع النواب الديموقراطيين الأعضاء في لجنة العدل النيابية رسالة إلى بنس يطالبونه فيها بتفعيل التعديل الخامس والعشرين “دفاعاً عن الديموقراطية”.
واعتبر النواب في رسالتهم أنّ الرئيس المنتهية ولايته “مريض عقلياً وغير قادر على التعامل مع نتائج انتخابات 2020 وتقبّلها”.
والفكرة نفسها تكرّرت في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست”. وقالت الصحيفة الواسعة الانتشار إنّ “المسؤولية عن هذا العمل التحريضي تقع مباشرة على عاتق الرئيس الذي أظهر أنّ بقاءه في منصبه يشكل تهديداً خطيراً للديموقراطية الأميركية. يجب عزله”.
وأضافت أنّ “الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه للأيام الـ14 المقبلة. كلّ ثانية يحتفظ فيها بالصلاحيات الرئاسية الواسعة تشكّل تهديداً للنظام العام والأمن القومي”.
لكنّ برلمانيين آخرين من أمثال النائبة إلهان عمر أعلنوا أنّهم بصدد تقديم طلب لمحاكمة ترامب في الكونغرس بهدف عزله، لكنّ هذه الآلية تستغرق وقتاً ومن غير المرجّح أن تنتهي قبل 20 كانون الثاني حين سيتسلّم جو بايدن مقاليد السلطة.
وطالب الديمقراطيون في السابق بمحاكمة ترامب، وسرعان ما تحوّلت الدعوات إلى مطالبة بعزله على خلفية تجاوزات وخروقات دستورية.
ويمكن للرئيس أن يراسل الكونغرس للاعتراض على مثل هذه الخطوة وأمام نائبه ومجلس الوزراء 4 أيام من النزاعات ليصوّت الكونغرس على عزل ترامب، ويجب أن تحصل الدعوة على ثلثي أعضاء الكونغرس (67 عضواً في مجلس الشيوخ و290 في مجلس النواب).
ولم يسبق أن تعرّضت الولايات المتحدة لمثل هذا الموقف إلا نادراً وفي ظروف ووضعيات مختلفة. فالتعديل 25 لم يكن موجود أصلاً، وصدر بعد اغتيال الرئيس كندي وبعد خلفه دوايت أيزنهاور، الذي عانى من نوبات قلبية أجبرته على تسليم السلطة لنائبه ريتشارد نيكسون.
وفي حال تم تطبيقه حاليا سيكون الأول من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة، لكن حتى لو تم تفعيله سيحتاج الأمر لعدة أيام بينما يغادر ترامب البيت الأبيض في أقل من أسبوعين.
ويفصل الرئيس المنتهية ولايته أقل من أسبوعين لمغادرة البيت الأبيض، لكن تقارير سابقة حتى لأحداث الكونغرس الأخيرة كانت قد حذّرت من أن الرجل المعروف بعناده وبنهجه الصدامي قد لا يغادر منصبه بهدوء، في إشارة إلى احتمال اندلاع أعمال عنف يوم تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب.
وتتحسب السلطات بالفعل لأعمال عنف سواء قبل أو بعد تنصيب جو بايدن. ورداً على أعمال العنف والفوضى التي أحدثها أنصار ترامب، قررت وزارة الدفاع (البنتاغون) اليوم الخميس نشر قوة قوامها 6200 من عناصر الحرس الوطني في 6 ولايات إلى العاصمة واشنطن، لدعم شرطة الكابيتول وغيرها من الأجهزة الأمنية.
وقالت الوزارة في بيان، إن القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميللر، وقع رسمياً أمر إرسال قوة قوامها 6200 من الحرس الوطني إلى واشنطن، على أن تستمر هناك لمدة تصل 30 يوماً، وأضافت أن عناصر الحرس الوطني القادمين من ولايات فرجينيا وبنسلفانيا ونيويورك ونيوجيرسي وديلاوير وماريلاند “سيساعدون في تأمين مبنى الكابيتول والمنطقة المحيطة به خلال حفل تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني)الجاري”.