منع الحضور الجماهيري.. الأندية هي الخاسر الأكبر!!
شهدت الجولة الختامية لمرحلة الذهاب في دوري كرة القدم تحولاً مفاجئاً في ترتيب فرق الصدارة، فبعد أن تصدر الكرامة المشهد في الأسابيع الأخيرة، عاد بطل النسخة السابقة تشرين لقمة الترتيب، ما سيشعل المنافسة أكثر في مرحلة الإياب، ليس هذا فحسب، فالفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا قرر إقامة المباريات الرياضية دون حضور جماهيري، في خطوة أنقذت اتحاد كرة القدم دون قصد، كونها ستوقف بالضرورة كل تلك التجاوزات التي كانت تقوم بها الجماهير في الفترة الأخيرة، والتي زادت كثيراً عن حدها، وأظهرت عجز اتحاد اللعبة عن السيطرة عليها رغم العقوبات، ووابل الإنذارات، ما يؤكد صوابية القرار الحكومي، فالذي لا يستطيع إخراج مباراة بظروف طبيعية دون مشاكل، بالتأكيد لن يستطيع تطبيق أية إجراءات احترازية في منافساته.
لكن هذا لا يعني أن القرار لن تكون له تبعات قاسية، ومرة أخرى ستكون مهمة اتحاد الكرة أن يخرج بحل – وهو أمر مستبعد جداً – يساعد على تجاوز الأزمة المالية التي ستعصف بالأندية، فالمباراة الواحدة كانت تدر ما يقارب 10 ملايين ليرة سورية على النادي المضيف، وهذا يعني خسارة 70 مليون ليرة لكل ناد من 7 مباريات في مرحلة الإياب، طبعاً عدا المباريات التي ستجري لحساب كأس الجمهورية، وهذا المبلغ يكفي على الأقل لرواتب اللاعبين، فما الخطوة التي سيقوم بها الاتحاد في هذا السياق؟ وهل سيحرك ساكناً أساساً؟
يجب ألا ننسى مبدأ العدالة في اللعب، فالفرق الآن ستحرم من جماهيرها على أرضها، وكانت قد لعبت أمام جماهير خصمها وتأثرت بالحضور بطريقة أو بأخرى، والحديث بالدرجة الأولى عن الفرق الجماهيرية، فالوحدة الدمشقي مثلاً تمكن ذهاباً من الفوز على المتصدر الحالي وسط حضور برتقالي كثيف، في العاصمة، لعب الدور الأكبر في شحذ الهمم وصنع النتيجة، وهو أمر سيفتقده البحارة كثيراً في الإياب، وبشكل غير مباشر ستكون مهمة تشرين في الحفاظ على مركزه صعبة جداً في غياب عشاقه، فهو كنظرائه من الأندية الشعبية تغير أداؤه منذ عودة الجماهير للحضور إلى الملاعب.
بالتأكيد نحن لا نشكك أبداً بصحة القرار وتوقيته، وإنما نريد لفت النظر لمن سيحاول غض الطرف عن التبعات، وسيتذرع بالتشريع ليتهرب من مسؤولياته وواجباته.
سامر الخيّر