الأوابد الأثرية في سلمية تعاني من الإهمال؟!
تسعى شعبة آثار السلمية إلى توثيق وتسجيل بعض المواقع والتلال الأثرية، مع مراقبة الحفريات غير النظامية والتعديات على آثارها، إضافة لأعمال التنقيب في بعض المواقع كالمزيرعة والمنطار واسرية، ومازالت الشعبة تتابع أعمال الترميم في المدينة كالحمام الأثري الذي يقع في مركزها، وقلعة شميميس في الغرب منها شمال طريق حماة، وموقع الإمام إسماعيل في وسط المدينة، وقد أكدت رئيسة الشعبة رانيا الخطيب أن الشعبة تقوم بمتابعة كل الأعمال والكشوف، بكل شيء يتعلق بالمواقع الأثرية من توثيق وتسجيل وأعمال ترميم وأعمال تنقيب جديدة، مع العلم أن عدد مواقعها الأثرية بلغ المئات، وتنتشر على مساحات واسعة، وبيّنت الخطيب أن الشعبة تعاني في هذه الفترة الصعبة التي تمر على سورية من نقص عام يتمثّل بالآليات اللازمة لمتابعة ترميم كل المواقع، كما تعاني من نقص بالتجهيزات والكوادر الفنية.
يذكر أن سلمية تحتضن عدة مواقع أثرية لها أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فالسور الذي يقع في مركز المدينة بناه نور الدين الزنكي وأصله يوناني، ومعبد زيوس وهو موقع “مقام الإمام إسماعيل”، أما قلعة شميميس فتقع على جبل منفرد مخروطي الشكل ويعود بناؤها لأسرة شميس غرام، وهم أمراء من حمص أواخر العهد الهلنستي، وبداية العهد الروماني، ومزار الخضر “المار جاورجيوس”، وهو شمالي المدينة ويقع فوق قمة جرداء، وكان ديراً للمسيحيين، والقنوات الرومانية من المعالم الأثرية العامة، حيث رويت بها كل بقعة من الأرض مكان وجودها، أما قناة العاشق وعمرها 2000 سنة فهي قناة مياه رومانية، ولها قصة حب بين أمير منطقة سلمية في القرن الأول الميلادي، وتتحدث عن أسطورة حب عاشها هذا الأمير مع ابنة ملك أفاميا التي تبعد عن إمارته 80 كم، في وسط سورية قرب مدينة حماة السورية، وتقول الأسطورة (الحقيقة) إن الحب كان من طرف واحد (من قبل الأمير) الذي تقدم لخطبة الأميرة، لكنها اشترطت عليه أن يجر مياه الري من عين الزرقاء الغنية بالمياه في منطقته إلى مدينتها “أفاميا” حتى تقبل به زوجاً.
نزار جمول