الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الأربعون والوداع

د. صابر فلحوط

مرت أربعون يوماً على رحيل الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني.

وفي رحاب هذه الذكرى لمناضل في وزن الدكتور ميرو ومقامه تكون الكلمة الحق شهادة صدق ووفاء وعزاء للأهل والرفاق والأصدقاء والوطن الذي خدمه الدكتور سحابة سبعين عاماً فكان مثل الإخلاص والأخلاق، والوفاء والعطاء في حدود الطاقة والإمكانات واتساع دائرة الفعل النضالي.

لقد عرفت الدكتور ميرو منذ ستة عقود، وكانت ثورة آذار تجمع الحطب لتفجر نارها المقدسة إيماناً بالجماهير وحباً لها والتزاماً بمسيرتها الوطنية والقومية المباركة، وقضيتها الأقدس فلسطين. وتابعت، كما الآخرين، من أبناء الوطن دور الدكتور ميرو ومسيرته منذ كان نقيباً للمعلمين ومحافظاً للحسكة، ودرعا، وحلب ثم رئيساً للوزراء في الوطن الذي تحمل من الآلام وواجه من الغدر من جانب الأشقاء الأعداء والمؤامرات التي تصالحت عليها، سواء من وراء البحار، أو داخل الديار فكان مثال رجل الدولة الحريص على القيام بمهامه الجليلة والنبيلة بكل الإخلاص والصدق والوفاء.

ولقد تميز المرحوم ميرو بالصبر والصلابة، واللين والدبلوماسية الناعمة والنفس الطويل حيث يجب أن تكون وفي اللحظات المناسبة ما جعل إحدى الصحف العربية تصفه بشيخ الإداريين العرب

فقد عضّته الأيام والأحداث بأنيابها فما كفر، وضحكت له الدنيا ملء أشداقها فما اغترّ ولا تباهى، فكان هو، هو في جميع الحالات تفاؤلاً، وإيماناً، وتطلعاً للمستقبل الأبهج لشعبنا المناضل..

انتهى شوطه في ميدان العمل الرسمي، فلم تقعده السن والشيخوخة دون الحركة والعمل شأن معظم الذين ينكفئون على أنفسهم بعد انتهاء شوطهم الرسمي، بل تابع نشاطه الاجتماعي في معظم الحقول حتى كان ختام نضاله رئيساً للجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني حتى رحيله رحمه الله.