تحقيقاتصحيفة البعث

“الحكي” كثير والفعل قليل.. نقص عمال النظافة والآليات في البلديات “يزيد الطين بلة”!

واقع النظافة باتت تعاني منه جميع الوحدات الإدارية، وخاصة البلديات التي تعاني من نقص في عدد عمال النظافة والآليات والضاغطات التي تقوم بترحيل القمامة إلى أماكن بعيدة، بشكل يجعل هذه المسألة ملحة لناحية إيجاد حلول سريعة، نظراً لازدياد شكاوى المواطنين، وفي الوقت نفسه شكاوى البلديات من وضعها المزري وتفاقم المشكلة، وبالتالي لا يمكن استمرار توقف المشاريع إلى ما لا نهاية لأننا على أبواب فصل الصيف.

البحث عن حلول

معظم رؤساء البلديات الذين التقتهم “البعث” أكدوا أنهم يتابعون هذه القضايا مع المحافظة من خلال مطالبتهم بآليات جديدة للقمامة، وضاغطات وعمال نظافة، أو تعهدات مشاريع نظافة، حيث باتت هذه القضايا الشغل الشاغل للبلديات التي تبحث عن حلول، حتى لو كانت إسعافية، ولكن للأسف يلجأ البعض إلى حرق القمامة في موقعها وهذا يسبّب تلوثاً للبيئة وانتشاراً للروائح المزعجة، وواقع البلديات الحالي لا يسرّ كون المشاريع متوقفة، وهناك نقص كبير في عدد العمال ولا يوجد استثمارات تدرّ أموالاً للبلديات لكي تنهض بخدماتها المختلفة.

رأي المواطن
أمام هذا الواقع، يرى المواطن أن على البلديات القيام بواجبها من حيث التخديم والترحيل اليومي للقمامة والابتعاد عن المماطلة والتقاعس. وهنا رئيس البلدية متهم من قبل المواطن، والإمكانيات الضعيفة لا يراها المواطن من منظوره الخاص، فالنظافة برأي رؤساء البلديات مسؤولية تشاركية قبل مسؤولية البلدية، لأن المواطن لا يتقيّد بموعد إلقاء القمامة ووقت ترحيلها، وهذه مشكلة شائكة لا يمكن حلّها دون أن تتضافر الجهود والتعاون من أجل الحفاظ على النظافة.

آراء مختلفة
عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق لقطاع البلديات المهندس محمد مضاوية أوضح أنه في هذه الظروف المحرجة والتصدي لوباء الكورونا يؤدي عمال النظافة في أرجاء المحافظة واجبهم، لكن المشكلة برأيه تكمن بعدم تقيّد الكثيرين بمواعيد رمي القمامة، حتى إن بعضهم يرمي الأكياس بعد رحيل سيارات النظافة، ومنهم من يضعها منذ الصباح، ما يؤدي إلى تناثر محتوياتها في الشارع وتصبح عملية التنظيف صعبة، وبالتالي يجب التقيّد بالمواعيد وفرض الغرامات المالية بحق المخالفين.‏
بالمحصلة..
وأضاف مضاوية حول واقع النظافة في هذه الظروف وإجراءات التصدي للوباء: إن مسألة النظافة في هذه الظروف مسألة مهمّة تتطلب جهداً إضافياً للوصول إلى نظافة كاملة، مع تعقيم الشوارع والآليات والأشخاص، وتعتمد الإجراءات على العمال والآليات والأدوات، وعلينا أن نبدأ من أنفسنا، ولنتذكر بأن النظافة من الإيمان ونأمل من المعنيين مواصلة العمل على تحسين واقع النظافة، ونطالب بتشديد العقوبات بحق المخالفين لنعود إلى مدن وبلدات خالية من أي وباء.
وفي المقابل قال بعض عمال النظافة الذين التقيناهم: نحن لانطلب شيئاً سوى حقنا وتشميلنا بالمكافآت وتعويضنا لأننا على تماس مباشر مع القمامة والطرقات.

عبد الرحمن جاويش