“القائد الأسد.. صفحات مشرقة من تاريخ الصمود”.. بأقلام عدد من الكتّاب والباحثين العرب
“البعث الأسبوعية” ــ أمينة عباس
من يتسنى له قراءة كتاب “القائد الأسد.. صفحات مشرقة من تاريخ الصمود” بأقلام عدد من الكتّاب والباحثين العرب، والمهدى للقائد بشار الأسد “تقديراً لبسالته الفريدة ورؤياه القومية الصادقة وحماية الوطن وحقوق الأمة ووجودها”، والصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، يدرك بدقة ماعنته وسطرته د. نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية في تقديمها للكتاب الذي أشرفت عليه، حين خاطبت الرئيس الأسد بكلمات لخصت ما جاء في الصفحات المشرقة من تاريخ الصمود التي عاشها القائد الأسد والشعب السوري، والتي وإن كان من الصعب تكثيفها وتلخيصها إلا أنها كُتبت بأقلام المخلصين الصادقين شهود الحق.
سيرة من عنفوان المقاومة والصمود
كتبت د. العطار:
“أيها الرئيس بشار.. حين تقدمتَ لحمل الأمانة كنتَ شاعراً بضخامة المسؤولية، وسيحفظ التاريخ لك أنك واجهتَ بجرأة نادرة وفكر متقد ظروفاً بالغة التعقيد وحالة حصار مستحكمة وأعداء متربصين ومؤامرات تترصد، وكان عليك أن تصمد في وجه الضغوط من حولك، وأن تخرج من معاركك منتصراً، وأن تقود أمتك في طريق الخلاص، وأن تواصل الكفاح في سبيل تحقيق أهدافها وتطلعاتها مهما اشتد هول العدوان.
السيد الرئيس.. سورية في عهدك كبرت قيادة ومكانة وتأثيراً، وصارت قاعدة وطليعة للنضال العربي التحرري، وصخرة صمود، وسداً منيعاً في وجه المخططات والمؤامرات الأميركية الصهيونية الرجعية على أمتنا، وقد عجزت كل الضغوط عن توهين موقفها الذي هو موقفك، أو تليينه أو تعديله أو حرفه.. سورية بقيادتك ظلت في مواقع المقاومة والصمود تقارع المعتدين وعملاءهم دون نكوص أو تراجع.. لقد علا صوتك بالحق ورسمت بمبدئيتك آفاق مستقبل يسمو على إشكاليات الراهن وما يحدق بنا، ودعوتَنا إلى التسلح بعنفوان الثقة بأنفسنا ومجابهة التحدي بتحدٍ أكبر باستعلاء ينبع من إيماننا بالوطن وبالشعب وبالأمة، وبك أيها القائد المتفرد، عازمين على القبض على لحظات القوة في تاريخنا، مؤمنين بأننا غلاباً سوف نحرر أرضنا ونسترد حقوقنا، وغلاباً سوف ننشئ لهذا الوطن وهذه الأمة مكانة تحت الشمس بحجم الشمس ودفئها وعدالتها، وسنؤدي رسالتنا في هذا الوجود تماماً كما أديناها في الماضي، ونفتح آفاقاً لعمل مستقبلي سيكون بالتأكيد كبيراً وبنّاءً “.
مشعل النضال
وبينت د. العطار في تقديمها للكتاب أيضاً أن “القائد البشار حمل مشعل النضال فكراً وتنويراً وإبداعاً بيد، ومشعل النضال إقداماً وبسالة وتلاحماً مع القوى الوطنية المقاومة والمقاتلة بيد، وبقناعة كاليقين بأن النصر آتٍ، وأن أهداف كفاحنا إلى تحقق، وسيفتح التاريخ صفحات جديدة تستعيد فيها الشآم سيرتها الأولى”، وأشارت إلى أن “البشار أثبت في قيادته السياسية الكفاحية، وفي صموده وتصديه للأخطار التي هبت علينا، وتهب، أنه زعيم عربي كبير في إدراكه الواعي لسياق الأحداث، ومجابهته لها، والانتصار عليها، في عزم منضفر، وجرأة في التصدي، وصلابة في النضال، تأييداً للحق العربي، وسعياً إلى بناء مستقبل عزيز كريم للعرب، كل العرب، وهو راسخ رسوخ الجبال في مواقفه المعبرة عن ضمير الأمة العربية كلها، وأنه إلى ذلك باستقامته وتفانيه وإخلاصه يجسد القيم الحقيقية السامية الرفيعة في العمل لإعلاء شأن وطنه وأمته وعروبته، بكل ما فيها من شموخ لا يمحوه أو يذهب به إغفال أو ادعاء أو تزييف وتزوير، ولا شراسة عدوان أياً كان، ولا خيانة من يخونون تاريخ أمتهم وعظمة حضارتها”، مؤكدة أن موقفه هو “الموقف الباسل الشجاع الصامد المؤمن بالوطن الغالي وبكفاح جيشنا المستميت دفاعاً عنه، وبصمود شعبنا ورائع تضحياته على كل شبر من أرضنا”.
كما حيّت د. العطار في الرئيس الأسد” ثوابته المبدئية وإيمانه الواثق بأمته وحرصه العربي على أن يكون موقفنا القومي هو الموقف الموحد ارتباطه بالقضايا المصيرية”، وحيّت فيه “القائد الذي يأخذ بنضال أمتنا إلى الفجر الموعود، فجر الظفر الذي مهما طال أمده فإننا بالغوه بثقة لا يعتورها الشك”.
لا يُختصر بصفحات
يُحسب للكتاب أنه ضم أقلام كتّاب وباحثين محليين وعرباً عايشوا الأحداث وواكبوها ممن يمتلكون المعرفة ولديهم قدرة كبيرة على الرصد والمتابعة والتحليل، وعلى دراية وعلم بأدق التفاصيل، لذلك لم تكن كتاباتهم كتابات نثرية أو شعرية بل كتابات موثقة بالمعلومة والتواريخ والأحداث والأدلة، فبدت جهودهم الجبارة ومحاولاتهم الواضحة ضمن منطق الواقع والحقيقة لرصد مسيرة القائد ومواقفه اتجاه كل القضايا المحلية والعربية والأحداث الساخنة التي تتالت منذ تسلمه سدة الحكم في سورية والتحديات الاستراتيجية الكبرى التي فُرضت عليه، وخير من حاول توصيف هذه الجهود في الكتاب أ. إميل إميل لحود حين كتب في مقدمة مشاركته :”ليست كتابة هذه السطور مهمة سهلة.. التاريخ، ولا نقصد هنا عدد السنوات، بل الخبرة والتراكمات، لا يُختصر بصفحات.. مع إدراكي لما حققه الرئيس الدكتور بشار الأسد على المستوى الإستراتيجي، قبل الحرب على سورية وبعدها، حتى بات قائداً يتخطى برمزيته حدود بلده وعالمنا العربي إلى العالم”.
الصمود السوري الأسطوري
احتل الصمود السوري التاريخي والأسطوري خلال عشر سنوات من عمر الحرب، بقيادة الرئيس بشار الأسد، المساحة الأكبر من “الصفحات المشرقة من تاريخ الصمود”، حيث أكد د. طلال ناجي من فلسطين أنه بعد عشر سنوات من الصمود الأسطوري للرئيس الأسد في مواجهة الحرب الكونية التي شُنت على سورية، ضرب الرئيس الأسد مثالاً يحتذى برباطة جأشه وبصلابته وثباته على مواقفه الوطنية والقومية والتي جعلت سورية قلب محور المقاومة، مبيناً أن الرئيس الأسد قدم على مدى عشرين عاماً الكثير من التضحيات في سبيل فلسطين باعتبارها قضيته المركزية، فتمسّك بمحور المقاومة ورفض الضغوط التي مورست عليه وعلى سورية بالرغم من فداحة الثمن وعظم المغريات، وبقي الرئيس الأسد عصياً على أكبر المؤامرات، فبعد عشر سنوات من الحرب الكونية الظالمة سمع العالم بالنصر المدوّي لسورية ولرئيسها بشار الأسد، ورأى إيمانه بالنصر المبين الذي تحقق، ويقينه الكامل بأن قوة الحق ستنتصر على حق القوة، وقد انعكس هذا الإيمان – كما أشار ناجي – على أداء القيادة السورية وبطولات جيشها ومعنويات شعبها، فشهد العالم انهيار غرف العمليات المشتركة الأردنية والإسرائيلية والتركية وسقوط عملاء أميركا وأزلام إسرائيل واحداً تلو الآخر، كما رأى العالم فرار مرتزقتهم وهزيمة عصاباتهم الإرهابية المسلّحة، وسلّم العالم أجمع بدور الرئيس الأسد المحوري في المنطقة، والذي أدى الأمانة وصان الكرامة وحفظ سورية وحرص على وحدة أراضيها.
القيادة الرائدة
وبيّن أ. غسان مطر من لبنان أن عشر سنوات تجمّع فيها كل مرتزقة الدنيا، وخلفهم دول كواسر تمدّهم بالسلاح والمال والتخطيط، والهدف إسقاط سورية قيادةً وشعباً وإخضاعها لغاياتهم الخبيثة الماكرة، فما حصدوا غير الفشل والهزيمة، وبقيت سورية قيادةً وشعباً حرة أبية عصيةً على التنازل والاستسلام. وأوضح مطر أن لهذا الصمود أسباباً كبيرة ونبيلة، بعضها يعود إلى تاريخ سورية المالئ آلاف السنين حضوراً وحضارة ووهجاً وفعالية، وبعضها الآخر يعود إلى حاضر سورية الواقفة على المناعة الداخلية والقيادة الرائدة والشعب المتشبث بالعزة والكرامة والجيش العقائدي الملتزم مبدأ الدفاع عن الأرض والسيادة، والحلفاء الأوفياء الذين يدركون متى يكونون، وحيث يجب أن يكونوا.
قائد استثنائي
وكتب أ. رفيق نصر الله، من لبنان، أن القيادة ليست مجرد منصب يتولاه شخص ما في مرحلة معينة من تاريخ بلده ويعبر من موقعه المراحل ويمضي، مبيناً أن هذا العالم منذ تاريخ إنشاء الدول وحتى الامبراطوريات حكمه الكثيرون، لكن – وكما يقول بسمارك – فإن القادة قليلون في التاريخ، مؤكداً أن القيادة العظيمة هي التي تكتمل عناصرها في قائد استثنائي وتكمن في حركية تاريخ قيادته امتلاك كامل الشجاعة والوعي والكرامة الوطنية والقومية وفن إدارة الأزمات في ظل صراع الأمم والمحاور وصلابة الموقف الذي ينطلق من ثوابت ومبادئ ومنظومة قيم هي نتاج لتراكم نضالي، فكيف إذا اجتمعت كل هذه الصفات في قائد أثبتت حركية الصراع أنه مقاوم يمتلك ثقافة مشروعية المقاومة المستندة على اكتمال أدوات ومنظومة هذه المقاومة.
الشعب والجيش والقيادة
وأكد د. جمال علي زهران من مصر أنه تم تخصيص 138 مليار دولار من دول الخليج، وبدعم إقليمي ودولي أميركي وأوروبي، لتدمير سورية بهدف القضاء على أحد أهم الدول الفاعلة في المجابهة مع الكيان الصهيوني، تمهيداً للقضاء على المقاومة في المنطقة، وإلغاء مصطلح دول ممانعة واستبداله بمصطلح دول الاستسلام، والتأييد لكل ما هو استعماري وصهيوني؛ ولذلك واجهت سورية أزمة عنيفة، إلا أن تماسك مثلث الدولة المتمثل في الشعب والجيش والقيادة كان له الفضل الأكبر في مواجهتها والانتصار عليها، وشدد زهران على دعم الدولة السورية ومساندتها في سبيل حمايتها لتظل قلعة الصمود والمقاومة، موجهاً تحياته للدولة السورية والجيش العربي الأول في سورية والشعب السوري وللقيادة السورية المقاوِمة والعصية على الاستسلام بقيادة الزعيم د. بشار الأسد.
رجل فكر
وذكر د. علي بوطوالة، من المغرب، في مشاركته أنه، وفي العام 2017، شارك في الملتقى العربي لمواجهة المخطط الصهيوني الامبريالي الرجعي الذي عُقد في دمشق، والذي قدم فيه الرئيس د. بشار الأسد عرضاً شاملاً للأبعاد التاريخية والإستراتيجية والسياسية والاقتصادية للحرب الدولية التي تتعرض لها سورية، منذ العام 2011، فتأكد له آنذاك أنه ليس مجرد رئيس دولة عريقة وقائد حزب عتيد قاد سورية بنجاح، بل هو رجل فكر وقاد وثقافة غزيرة ومعرفة علمية وعلى قدر كبير من المسؤولية والالتزام النضالي، مؤكداً أنه، وفي ظل قيادة من هذا المستوى، فإن الأمل كبير في انتصار سورية في الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها، والتي تمثل امتداداً للمعارك العسكرية، بفضل خبرة وحنكة قيادتها وصبر وتضحيات شعبها وصمود جيشها ودعم ومساندة أصدقائها وحلفائها المخلصين.
التحديات الخمسة الكبرى
وأوضح د. خلف الجراد أن الرئيس الأسد واجه تحديات إستراتيجية كبرى فرضت عليه مواقف وقرارات تشكل في مجموعها البنية السياسية الإستراتيجية التي تطبع شخصيته كإنسان وحاكم وقائد ومقاوم، ومن أهم ما توقف الباحث عنده مواقفه من التحديات الخمسة الكبرى التي واجهته خلال السنوات الست الأولى من حكمه وهي: تموضع سورية الاستراتيجي وموقعها في محور المقاومة، والعلاقة مع لبنان، والمبادرة العربية للسلام في القمة العربية في بيروت 2002، الاحتلال الأميركي للعراق 2003، وعدوان إسرائيل على لبنان 2006.
هدوء ونبل وابتسامة
وأشار الأب الياس زحلاوي في مشاركته إلى أن التاريخ والمؤرخين سوف يقفون حيارى أمام قائد يُدعى بشار حافظ الأسد، فمنذ اللحظة الأولى لتسلمه مقاليد الحكم في سورية لعشرين سنة خلت واجه أعاصير مدبرة بإتقان، أعاصير هدفت إلى اقتلاع سورية كلها، وكان أن اقتلعت هذه الأعاصير الكثيرين من مدبريها الكبار، فيما هو لا يزال واقفاً كالطود في هدوء ونبل وابتسامة، وحسب الأب الياس زحلاوي فقد اختزل الكثير مما لديه بشأن الرئيس الأسد بمقارنته ببعض الكبار من قادة العالم المعاصرين، أمثال غاندي وديغول وكاسترو ومانديلا، مؤكداً أن سورية منذ عشر سنوات تقف ملتفة حول قائدها بشار حافظ الأسد، وبجواره قرينته السيدة أسماء في يقين القيامة الكونية الآتية.
شجاعة الرئيس
وتحدث المحامي سميح خريس من الأردن في مشاركته عن سر صمود الدولة السورية في حربها ولا تزال، ورأى أن السر يكمن في شجاعة الرئيس الأسد التي عزّ نظيرها، حيث تميز بالصمود والثبات في موقعه، وتمتع بصفات القائد والزعيم المحنك وبحكمة الشيوخ، فأبدى كفاءة عالية في إدارة الصراع ومواجهة عدوان كوني، مشيراً إلى أن خير دليل على شجاعة الرئيس الأسد ما حدث في تونس ومصر وأوكرانيا في عدم صمود القادة والنتائج التي نجمت عن هروب الرؤساء من دولهم، ويؤكد ذلك – برأيه – تصريح الرئيس بوتين عن رئيس أوكرانيا حيث قال: “لو صمد كما صمد الرئيس بشار الأسد لما انهارت أوكرانيا”.
يقع الكتاب في 544 صفحة من القطع الكبير، وضم مشاركات أخرى قيّمة لـ د. عدنان منصور من لبنان، أ. نجاح واكيم من لبنان، أ. محمد زهير حمدي من تونس، د. راضي الشعيبي من فلسطين، اللواء د. حسن أحمد حسن، د. نادياخوست، د. وسيم بهجت بزي من لبنان، د.حسن حمادة من لبنان، أ. نضال حمادة من لبنان، أ. غسان الشامي من لبنان، أ. بديع صقور، أ. مالك صقور، أ. أنيسة عبود، د. إبراهيم علوش من فلسطين، د. رغداء مارديني، د. جمال واكيم من لبنان، العميد المتقاعد د. أمين حطيط من لبنان، أ. تحسين الحلبي من فلسطين.