مجلة البعث الأسبوعية

بحضور قيادة الحزب.. الشعب الحزبية في المحافظات والجامعات تواصل عقد مؤتمراتها السنوية المنعكسات السلبية للعدوان على سورية لن تزيد جماهير شعبنا وحزبنا إلا صموداً وصلابة

“البعث الأسبوعية” ــ محرر الشؤون الحزبية

بدأت الشعب الحزبية في المحافظات والجامعات منذ أيام عقد مؤتمراتها السنوية، بحضور الرفاق الأمين العام المساعد للحزب وأعضاء القيادة المركزية، وقد اتسمت مؤتمرات هذا العام بالحضور الكثيف للرفاق، والمناقشات الشفافة والصريحة، التي تحدثت بإسهاب عن الواقع الخدمي والاقتصادي والزراعي والثقافي، ما يعكس بصورة جلية حقيقة أن الضغوط الحاقدة التي تمارس على أبناء شعبنا، أفراداً ومجتمعاً ودولة، لن تنال من عزيمة الرفاق البعثيين على اختلاف مستوياتهم التنظيمية، وعلى العكس فقد زودت “البعث” بقوة دفع إضافية وجددت له الثقة لقيادة جماهير شعبنا في مسيرة التصدي لكل أشكال الإرهاب والاحتلال تحت مسمياته القديمة والمستحدثة، كما عززت الحضور الاجتماعي للحزب على جبهة التصدي لتداعيات الحصار والعقوبات الجائرة التي شكلت امتداداً للحرب العسكرية، في وقت ينهض الحزب أكثر قوة وتجدداً على صعيد المعركة القومية حيث يؤكد البعث أصالة مرجعيته القومية في مواجهة حالة التراجع والتردي التي تضرب الكثير من مفاصل الواقع العربي الراهن.

ففي حمص عقدت شعبة الشهيد باسل الأسد في ناحية القبو، مؤتمرها السنوي في المركز الثقافي في ناحية القبو، بحضور الرفيق هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب، والذي أشار إلى الحس العالي بالمسؤولية الذي أظهره أعضاء المؤتمر، الذين تطرّقوا لمختلف الجوانب، على الرغم من أن الجانبين الاقتصادي والخدمي ضاغطين، وهذا دليل وعي سياسي لرفاقنا على مستوى القواعد في هذه المنطقة، التي قدّمت الآف الشهداء، وهي ماتزال تقدّم، كما أنها كانت وما تزال الخزان الداعم لجيشنا العربي السوري عبر مده بالمقاتلين، وحاملة لراية البعث في كل المواقع.

وأكد الرفيق الأمين العام المساعد للحزب ضرورة العمل على الأرض وبين أبناء الشعب وتعزيز الجانب الاجتماعي، فقوة الحزب مستمدة من جماهيريته وحضوره، وقدّم شرحاً عن سياسة الحزب الحالية، التي تقوم على الابتعاد عن الكمّ، والعمل على اختيار القيادات ذات الكفاءة والدور الاجتماعي لخدمة المواطنين، داعياً إلى استخلاص العبر من سنوات الحرب التي تتعرّض لها سورية والاستفادة منها والبناء عليها، وتسليط الضوء على مواقع الخلل والفساد بكل شفافية وجرأة لمعالجتها.

وأشار الرفيق الهلال إلى أنه ورغم مسارعة بعض الأنظمة للهرولة باتجاه التطبيع مع العدو الصهيوني في سبيل إعطاء نتنياهو أوراقاً انتخابية وتنفيذ تلك الأنظمة ما يطلب منها أمريكياً، إلا أن شعوبهم بأغلبيتها تقف إلى جانب سورية وتعتز بمواقفها العروبية وتشيد بعظمة القائد الأسد، الأمر الذي يثبت صحة خيارات سورية الوطنية والقومية ومواقفها الصلبة والثابتة.

وأكد الرفيق الهلال أن قيادة الفرقة هي من يقرّر برنامج الاجتماعات الحزبية، ومخوّلة بمناقشة كافة المواضيع التي تهم المواطنين، مشيراً إلى أن بعض الأصوات التي تدعو لأن تكون الاجتماعات شهرية هو محاولة للتهرّب من المسؤولية والعمل الحزبي الفعّال، وأضاف: عمل البعث ليس بالتمنيات والمعالجة السطحية، فقوة البعث تكمن في الاقتراب من العمال والفلاحين وسائر أبناء الشعب، وشدد على أنه لو كنا متماسكين وجادين في عملنا لما كان الفكر الإرهابي والظلامي تغلغل بهذا الشكل، لأننا في بلد متحضّر لا مكان فيه للتعصب، ولو كنا قيمين على الفكر البعثي الأصيل ورفاقنا يؤدون الرسالة بالشكل الصحيح لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من إجرامهم العفن لم يستطيعوا ضرب الوحدة الوطنية وفك عرا الارتباط بين أبناء الشعب الواحد لأن التربية العقائدية بقيت عصية على الاختراق ونبذنا الفكر الظلامي وعادت الحياة الاجتماعية إلى ألقها.

وأكد الأمين العام المساعد للحزب أن الانتصار تحقق بفضل بطولات جيشنا ودماء شهدائنا وحكمة قيادتنا وبدعم أصدقائنا، ونحن أوفياء لكل من قدّم لنا طلقة واحدة وعلاقتنا مع حلفائنا إستراتيجية وضرورية، والواقعية السياسية مطلوبة في العلاقات الدولية.

وقدّم أعضاء المؤتمر مداخلات شملت مختلف الجوانب الحزبية والخدمية والمعيشية وتوسيع المخططات التنظيمية في عدد من القرى، ودعم القطاع الإنتاجي، والاهتمام بالأندية الرياضية في الريف وبالرياضة المدرسية، وتفعيل دور الإعلام الحزبي.

تفعيل الحوار في الاجتماعات الحزبية

وكانت شعبة تلكلخ عقدت مؤتمرها بحضور الرفيق الهلال والرفيق عمار السباعي عضو القيادة المركزية للحزب، حيث اتسم المؤتمر بالمداخلات الجريئة والبناءة على كافة الصعد الحزبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ونقل الرفيق الهلال تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد لكافة أهالي محافظة حمص، منوّهاً بأن القائد الأسد كان في مقدمة شعبه وسار بخطا ثابتة نحو تحقيق النصر والتصدي للإرهاب العالمي، وأشار إلى أن انجاز سورية لاستحقاقاتها الدستورية في مواعيدها المحددة يؤكّد أنها دولة قوية وتحترم مؤسساتها، وهذا لا يروق لأعداء الوطن الذين سعوا دائماً لاستهداف الدستور وتعطيله.

وأكد الرفيق الهلال أن المؤتمرات الحزبية محطة مهمة لتقييم المرحلة السابقة ووضع النقاط الأساسية للمرحلة اللاحقة، والمساهمة في تطوير الحزب وتفعيل الحياة الديمقراطية المتمثّلة بمبدأ النقد والنقد الذاتي، وأشار إلى ضرورة تفعيل الحوار في الاجتماعات الحزبية، وأن تلامس هذه الاجتماعات هموم الجماهير، فالبعث يستمد شرعيته من خلال جمهوره والتفافهم حوله.

وفيما يخص الاستئناس الحزبي نوّه الرفيق الهلال بأن قيادة البعث كانت حريصة على إتاحة المجال للرفاق البعثيين في اختيار ممثليهم واختيار الشخصية الأكفأ، وخصوصاً أن الرفيق البعثي الحقيقي لا يتأثر بالأمراض المجتمعية، ولا يباع أو يشترى ولا أحد يستطيع أن يملي عليه، وقد حرصت القيادة على تطبيق الشفافية والديمقراطية الكاملة في الاستئناس.

كما عقدت شعبة الرستن مؤتمرها السنوي، الذي أكد خلاله الرفيق الهلال الاهتمام الكبير الذي يوليه القائد الأسد لكافة الجوانب الحزبية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تصديه للإرهاب العالمي المدعوم من التحالف الصهيوأميركي، والممول بأموال بعض المستعربين، الذين لم يرق لهم أن يروا على تخوم دولة فلسطين دولة ذات قرار وسيادة، وأشار إلى أن الإرهابيين سعوا لإضعاف الجيش العربي السوري، فاستهدفوا الدفاعات الجوية والبنى التحتية من مدارس وماء وكهرباء، لكنهم فشلوا في النيل من سورية، بفضل صمود شعبها وحكمة قائدها.

وفي الجانب الحزبي، أشاد الرفيق الهلال بحرص الرفاق أمناء الفرق على تأمين الخدمات الأساسية لمناطقهم وقراهم وبلداتهم، مشدداً على أن تكون الفرق الحزبية منارات عمل لخدمة المواطنين والجماهير، وأشار إلى ضرورة أن يعمل الرفاق البعثيون على تصحيح الأفكار المغلوطة الموجودة.

الاستمرار في العمل والبناء للارتقاء نحو الأفضل

وعقدت شعب المدينة (الأولى والثالثة والتربية) مؤتمراتها، مجتمعة على مسرح دار الثقافة، بحضور الرفيق الهلال، الذي أشار إلى أن حمص كانت سباقة في لفظ الإرهاب، وأفشلت ما خطط لها أعداء الوطن عندما راهنوا أن تكون خنجراً يدق لتقسيم الوطن الواحد، فكان هذا الخنجر سيفاً قاطعاً في وجه مخططاتهم الخبيثة وأطماعهم، والتي سقطت بفضل بطولات الجيش العربي السوري، ووعي أبناء المحافظة، كما أغلبية الشعب السوري الساحقة، ووقوفهم خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد، التي أوصلت سورية إلى بر الأمان.

وأكد الرفيق الهلال أن أمامنا مهام كبيرة خلال هذه المرحلة والمرحلة القادمة، ونحن كلنا ثقة أن البعثيين هم الأقدر على القيام بهذه المهام التي تتطلّب العمل على الأرض وبين صفوف أبناء الوطن، وشدد على أن القائد الأسد هو خيارنا الوحيد والذي يعني التمسك به التمسك بالكرامة وبسورية واحدة متحدة، وبمستقبل أبنائنا، وأشار إلى أن ما نتعرض إليه اليوم من حصار اقتصادي ما هو إلا تعبير عن العجز الذي أصابهم في الميدان العسكري فكان خياراهم هو تجويع أبناء الشعب العربي السوري بهدف تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان، وفي هذا الإطار كان استهداف البنى التحتية ومقومات البناء والصمود من أجل تأخير عودة سورية كما كانت قبل العام 2011.

واعتبر الرفيق الهلال أن مداخلات الرفاق أعضاء المؤتمر تعطي ملامح الابتعاد عن الواقع والانفصال عنه، لأن المؤتمرات ليست لطرح القضايا الخدمية والمعيشية، مضيف: نحن كبعثيين نشير إلى مواضع الخلل ونساعد الجهات المعنية في إيجاد الحلول المناسبة، وعلينا الاقتراب أكثر من حاجات المواطنين، وأن نكون أكثر التصاقاً بما يحتاجونه في أماكن إقامتهم، وشدد على أن خيارنا كان ولا يزال الصمود والاستمرار في العمل والبناء لنرتقي نحو الأفضل في مختلف المجالات، وأن نولي الجانب الفكري الاهتمام الذي يؤكد أننا نسعى نحو المستقبل بخطى ثابتة، وأن الوطن يتسع لجميع أبنائه وعودة اللاجئين حتمية، وهناك من يتاجر بهذه الورقة لتأخير عودتهم والضغط على سورية من خلالهم.

وقدّم أعضاء المؤتمرات مداخلات خدمية مثل إنجاز المخططات التنظيمية للعشوائيات ومراقبة الكافيهات والمعاهد الخاصة وعودة العمل للمركز الوطني للمتميزين، مع حضور خجول لما يتعلق بالجانب التنظيمي والحزبي.

كما أشرف الرفاق أعضاء القيادة المركزية للحزب على مؤتمرات الشعب على امتداد الجغرافيا السورية، فعقدت شعب درعا وريف دمشق مؤتمراتها بحضور الرفيق الدكتور محمد عمار ساعاتي رئيس مكتب الشباب، ودمشق بحضور الرفيق شعبان عزوز رئيس مكتبي العمال والفلاحين، وحلب وريفها بحضور الرفيق الدكتور محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي، وإدلب بحضور الرفيق ياسر الشوفي رئيس مكتبي التنظيم والتربية والطلائع، واللاذقية بحضور الرفيق المهندس عمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي، وطرطوس بحضور الرفيقة هدى الحمصي رئيس مكتب النقابات والمنظمات.

وأكد الرفاق أعضاء القيادة المركزية ضرورة طرح كل القضايا والموضوعات بحرية وشفافية مطلقتين، والإشارة إلى مواقع القوة لتعزيزها، والضعف لتجاوزها، وتقديم الرؤى التطويرية، فلم ولن يتم محاسبة أي رفيق قدّم طرحاً طالما أن الهدف المصلحة العامة، وتطوير الواقع الحزبي، وممارسة النقد البناء، ونوّهوا إلى ضرورة أن تعي القيادات البعثية خطورة المرحلة الحالية، بسبب الحرب الظالمة التي تواجهها سورية، وكان الحزب مستهدفاً فيها بأهدافه ومبادئه ومشروعه الوطني والعروبي، إلى جانب استهداف الدولة ومؤسساتها، وأن تكون على قدر المسؤولية المناطة بها، وتعزيز لغة الحوار بمختلف أشكاله.

وتطرّق الرفاق إلى الواقع الاقتصادي والحرب الاقتصادية التي تشن على سورية وتستهدف لقمة عيش المواطن للنيل من صموده، والتي سيفشلها كما أفشل مخططات الحرب السابقة، منوّهين بضرورة التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع كافة، وشدّدوا على ضرورة تشخيص الواقع بشكل دقيق وعدم تجميله، والاهتمام بالجانب الميداني والاجتماعي للحزب، والتدقيق في المصطلحات المستخدمة، وعدم الانجرار وراء ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي، لاسيما وأن هناك خطة للنيل من هيبة الدولة.

كما عقدت شعب دير الزور والرقة مؤتمراتها، على أن تستكمل خلال الأيام القادمة في كافة المحافظات، السويداء والقنيطرة والحسكة، وفي كافة المناطق المحرّرة من الإرهاب. وبهذا بدأت المؤتمرات الحزبية تأخذ طابعها الدوري، وفق ما هو مخطط ومقرّر لها، لتكون محطات للتقويم والتصويب، وعرض الإنجازات، وأهم الرؤى التي تعزّز من القيم الفكرية والتنظيمية للحزب، وفي الوقت نفسه تعزّز الجانب الاجتماعي للحزب، والذي لا يصادر دور أي أحد بل يسهم في توطيد التشاركية.