صحيفة البعثمحليات

الكهرباء وترسيم الماكينات يُغرقان الصناعيين في حي الكلاسة

حلب – محمد ديب بظت

تقفل أغلاق المحال الصناعية في حي الكلاسة وتنطفئ ألسنة نيران الحدادين، وتتوقف محركات الماكينات عن العمل، فبعض تلك الماكينات لم تعد قادرة على خياطة الملابس وصارت بحاجة إلى رتق الرقع الناتجة عن القيود التي كبّلت أعمال أصحابها.

صناعيو الكلاسة الذين تضرّرت منشآتهم جراء الحرب واجهوا مشكلات في الفترة الحالية أشد وطأة من خراب أملاكهم، والتي تتمثل بتوفير الكهرباء اللازمة وبعض الإجراءات الجمركية التي تقيدهم، إضافة إلى صعوبة تأمين مادة المازوت أو غلائها لتشغيل المولدات، فضلاً عن ارتفاع أجور نقل المستلزمات،  لتتحوّل تلك المشكلات إلى عوائق تقف في طريق إتمام العمل أو محاولة رفع سوية الوضع الصناعي في المدينة على وجه العموم.

أما والحال هذه فإنه لا يمكن أن يرفد هذا الصناعي أو ذاك تلك القيمة المضافة للإنتاج المحلي، أو تسهم أعماله القليلة المنجزة في المنفعة المرجوة غير ما تمكنه من إعالة نفسه وعائلته، منتظراً ما يمكن تسميته بالانفراج على المستوى الصناعي، والتسهيلات التي أطلقها المسؤولون وقت تحرير المدينة حتى الآن.

“البعث” التقت بعض صناعيي الحيّ، حيث أجمعوا على تردي الواقع الكهربائي في المنطقة واستمرار انقطاع التيار أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، مما يعيق أشغالهم التي تعتمد أصلاً على الكهرباء، وطالبوا في الوقت نفسه بإيجاد حلّ لموضوع البضائع القديمة بمختلف أصنافها وإشكالية ترسيمها.

وبخصوص الماكينات المتوافرة في السوق والتي قيل عنها إنها مهربة وما شابه، أكد الصناعيون أن من يستحق المتابعة والملاحقة هم كبار التّجار الذين يسوقونها، وليس مراقبتهم هم وتضييق الخناق عليهم.

وختم الصناعيون جملة شكواهم بضرورة تحقيق الأمان لهم وفرض الرقابة التي تنصفهم وتحميهم، واتخاذ الخطوات العملية التي تساهم في إنعاش الواقع الصناعي، وخاصة بعد الرؤية المترسخة عندهم أن ما يعيق تطور الصناعة هم المعنيون أنفسهم!!.