رياضةصحيفة البعث

ألعاب القوى في العام الجديد.. واقع ثابت وتطور مفقود

بدأ اتحاد ألعاب القوى نشاطاته لهذا العام من الشهر الماضي ببطولتين: الأولى للأندية، والثانية بطولة جمهورية، والغريب أنهما باختصاص واحد “اختراق الضاحية”، فلو كانت اللعبة مؤلفة من اختصاص أو اثنين لكان الأمر مقبولاً، لكن تعدد اختصاصاتها يجعلنا نتساءل حول نجاعة تكرار الحدث نفسه بمسمى ومكان مختلفين، فهل بات اتحاد أم الألعاب يقتصر بنشاطاته على الاستعراض، أم أننا استسلمنا لواقع أن الاتحاد الذي جلب لرياضتنا أكثر وأفضل الإنجازات الدولية قائم على الطفرات، بدل أن يعمل على اكتشاف مواهب جديدة وتأهيلها حتى تحمل الراية بعد مجد غزال وغيره ممن سبقه.

أي نقد نقوم به هو بالتأكيد نابع من حرصنا على أن يعود علمنا الغالي خفاقاً في المحافل الدولية في كل الرياضات، لا في أم الألعاب وحسب، أي أنه ليس تحاملاً على شخص، وإنما على أداء منظومة أعطيت الكثير من الفرص دون فائدة، فالمتعارف عليه في عالم الرياضة أن أي بلد ينجح لاعبوه في تحقيق إنجاز غير مسبوق على المستوى الأولمبي، مثلاً، تشتهر هذه الرياضة فيه، وتصبح اللعبة الشعبية الأولى، ويصار لتأهيل أجيال من الرياضيين، وغالباً ما ينجحون في متابعة المسيرة، وهذا الموضوع نشاهده في أشد الدول فقراً في القارة السمراء.

وإذا أردنا إسقاط هذا الأمر على رياضتنا لتوجب أن تكون ألعاب القوى بعد إنجازات مجد غزال اللعبة الأولى في القطر، وأن ترصد لها الخطط لمتابعة الإنجازات، خاصة أن بلدنا مليء بالمواهب الرياضية، فأغلب اختصاصات ألعاب القوى يمارسها أبناؤنا بعفوية وطبيعية دون أندية، وإن جرى صقل مواهبهم ومتابعتها لابد أن نخرج بعشرات من غادة شعاع ومجد غزال.

وحتى يتحقق ذلك يجب أن يكون لدينا اتحاد مختص يعي واقع الحال، ويجهد للتأقلم والتغلب عليه كما يفعل نظراؤه بألعاب أخرى، فمثلاً أقامت الاتحادات التي خضعت منتخباتها لمعسكرات داخلية قبل نهاية العام الماضي وحتى الشهر الأول من العام الحالي بطولات تختبر فيها أبطالها ممن شاركوا في المعسكرات، إضافة إلى لاعبين من المحافظات، فلم لم نشهد بطولة مماثلة في ألعاب القوى، أم أن المعسكر كان في اختراق الضاحية؟!.

سامر الخيّر