تصاب بالبرد والخمول والتعب بعد تناول الطعام.. هل عليك الشعور القلق؟
غالباً ما يعاني بعض الناس من الشعور بالبرد والخمول والتعب بعد تناول الطعام، وهو ما يدفع للإرتباك والتساؤل: لماذا أشعر بالبرد بعد تناول الطعام؟. وتختلف الآراء في السبب الحقيقي وراء هذا الشعور، حيث يعتقد البعض أن ذلك بسبب التدخين، والبعض الآخر يرى أنه يحدث بسبب بطء عملية التمثيل الغذائي، وعادة ما يسخن الجسم عندما يتحرك الدم إلى الجهاز الهضمي مبتعداَ عن الأطراف، وترتفع حرارة الجسم أيضاً أثناء عملية الهضم، والتي تتطلب المزيد من الطاقة لهضم أنواع الطعام المختلفة مثل البروتين.
فهل أنت ممن يشعرون بقشعريرة البرد بعد الأكل؟ قد يكون هناك سبب جاد لذلك.. إليك بعض الأسباب المحتملة:
– فقدان الشهية
يمكن أن يؤدي الحرمان من الطعام فترة طويلة إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي. وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل نظام التدفئة الداخلي والشعور بالبرد بعد تناول الطعام، كما أظهرت مراجعة بحثية أُجريت عام 2015؛ نظراً إلى أن الأشخاص المصابين بفقدان الشهية عادةً ما تكون نسبة الدهون في أجسامهم أقل من المتوسط ودورتهم الدموية ضعيفة، وهذا قد يساهم أيضاً في الشعور بالبرد.
وفضلاً عن الشعور بالبرد، من أعراض فقدان الشهية الأخرى: الشعور بالإعياء، والدوار، والجفاف، الشعور بالقلق من الطعام أو الذنب تجاهه، إضافة إلى انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها لمدة 3 أشهر أو أكثر، وفقاً لمراجعة بحثية أُجريت عام 2014.
– نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات
أظهرت دراسة محدودة أُجريت عام 2008، أن الجسم يحصل على الكثير من الطاقة (والحرارة) من الكربوهيدرات. ولذا، فاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات (مثل أتكينز أو كيتو) يمكن أن يسبب شعوراً بالبرودة.
وإذا لم تشعر بتحسن في الأعراض الناتجة عن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات بعد أسبوعين، فاستشر الطبيب، الذي بإمكانه مساعدتك في تحديد ما إذا كان التغيير في نظام الأكل هو السبب أو ما إذا كانت هذه القشعريرة الباردة ناتجة عن مشكلة صحية تحتاج بعض العناية.
– فقر الدم
وفقاً لأبحاث القلب والرئة والدم، يحدث فقر الدم حين لا ينتج جسمك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وهذا يقلل من كمية الأكسجين التي تستهلكها أعضاء جسدك. والشعور بالبرد من الأعراض الشائعة لفقر الدم.
ومن آثاره الجانبية الأخرى: الشعور بالدوار، وزيادة معدل ضربات القلب، وضيق في التنفس، والشعور بالإعياء.
وتشير دراسات إلى أنَّ تناول مكملات فيتامين “ب 12” بصفة يومية يساعد في علاج فقر الدم الناجم عن انخفاض مستويات هذا الفيتامين، لكن بالطبع لا يوجد علاج واحد لجميع أشكال فقر الدم.
– مرض السكري
مرض السكري قد يسبب خللاً في عمليات التمثيل الغذائي بالجسم والآليات التي يستخدمها جسمك لامتصاص السكر من مجرى الدم. والإصابة به قد تؤدي إلى الارتجاف والتعرق والشعور بالوخز، والتغير في درجة حرارة الجسم. والشعور بالتنميل أو البرد بعد تناول الطعام (خاصة في أصابع اليدين والقدمين) من المشاعر المألوفة لدى مرضى السكري.
ومن العوامل المسببة لذلك: مشكلات الدورة الدموية، وإصابات الأعصاب، وتقلب مستويات الأنسولين، وعوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة.
– قصور الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة بالعنق تساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. وحين لا تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات، فقد يكون ذلك علامة على قصور الغدة الدرقية. وهذه الحالة قد تجعلك أكثر حساسية لتغيرات درجة الحرارة (خاصةً البرد).
وفضلاً عن الشعور بالبرودة، من بين الأعراض الأخرى لهذه الحالة: الإعياء. جفاف البشرة.
زيادة الوزن. الإمساك . تساقط الشعر. عدم انتظام الدورة الشهرية.
ولكن بإمكان الأطباء وصف أدوية تساعد في تنظيم الغدة الدرقية، أو قد تدور النصائح حول تحسين النظام الغذائي.
– أمراض الكلى
الكليتان لهما وظائف أكبر بكثير من إخراج البول. فمن وظائفهما أيضاً: موازنة سوائل الجسم،
وإفراز الهرمونات الحيوية، وتنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء، والتخلص من النفايات والسموم في الجسم، وإنتاج شكل من أشكال فيتامين د يعزز صحة العظام.
وقد تتسبب أمراض الكلى المختلفة – مثل التهاب كبيبات الكلى ومرض الكلى متعددة الكيسات – في إعاقة هذه الوظائف. ويعتبر مرض الكلى الأكثر شيوعاً هو مرض الكلى المزمن، ومن أعراضه الشائعة الشعور بالبرد. وهذا الشعور بالبرودة ناتج عن فقر الدم، حيث إن الكليتين هما المسؤولتان عن تنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء.
– عدوى فيروسية
غالباً ما يكون الشعور بالبرد والقشعريرة من الآثار الجانبية للعدوى الفيروسية، لكن إذا كان الشعور بالبرد بسبب هذه العدوى، فغالباً ستستمر في الشعور بالبرد حتى بعد الأكل. العدوى والصدمات خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات طبية إضافية إذا تُركت دون علاج.
كيف توقف شعور قشعريرة البرد بعد الأكل؟
لا توجد طريقة واحدة تعيد إليك الشعور بالدفء حين تصيبك هذه القشعريرة الباردة، فالأمر يعتمد على سببها. لكن في حال كان الأمر غير متكرر، يمكنك تدفئة نفسك بتناول المشروبات الساخنة مثل الزنجبيل. أما في حال تكرار هذا الشعور، فربما عليك اللجوء للطبيب.