صحيفة البعثمحليات

تربية ريف دمشق تشرّد أطفال المسرح.. والعبرة في الكواليس!!

كم هي منمّقة وجميلة تصريحات المعنيين عندما تزيّن صفحات التواصل والمواقع الإلكترونية، وهي تظهر الجانب المشرق والمضيء لعمل وزارة ما أو مديرية أو مؤسسة، فعندما يؤكد مدير المسرح المدرسي والأنشطة الفنية في وزارة التربية عدنان الأزروني حرص الوزارة على إبراز الوجه الحضاري لعمل التربية، وتأكيد حضورها الفاعل في الحراك الثقافي، نُصدم بالواقع المرير لعمل بعض مديريات التربية وخاصة أن ما يحدث في كواليس المديريات والدوائر يثير الاستغراب لأنه يناقض نغمة النوتة الفنية للتصريحات.

وما حدث مع أطفال مسرح ريف دمشق قبل تقديم العرض اليوم يتطلب ضرورة إعادة حسابات الوزارة في عملية التعاون والتنسيق بين المديريات والدوائر المختصة وكيفية التعامل بين المفاصل والتقصير بتأمين اللوجستيات المطلوبة.

مسرحية تراجيدية كان بطلها سائق ورئيس مرآب في مديرية تربية ريف دمشق، إذ ضرب السائق المكلف نقل أطفال المسرح عرض الحائط بتوجيهات مدير التربية عندما رفض إيصال الأطفال بعد انتهاء التدريب بحجة عدم وجود مادة مازوت، وما زاد الطين بلة طلبه من رئيس المرآب الاتصال مع مدربة المسرح والمسؤولة عن الأطفال بأن تؤمّن له 20 ليتر مازوت، أو أنه سيؤخر عودة الأطفال حتى ساعة متأخرة كي ينقل جولة الموظفين ومن ثم يقوم بنقل الأطفال ما أدى إلى تأخر الأطفال ويبدأ قلق الأهالي على أبنائهم ويبدأ البحث عنهم.

وبعد تواصلنا مع مدير تربية الريف ماهر فرج ووعده بمعالجة الموضوع ومحاسبة السائق، نفاجأ في اليوم التالي بتكرار الموضوع من سائق آخر فرض على الأطفال النزول بمسافة تبعد 3كم عن منازلهم في يوم ماطر وهواء شديد ما أثار شفقة إحدى المارات من منظر الأطفال لتقوم بتغطية بعضهم بشالها الدافئ أكثر من دفء التربويين المعنيين.

فالأطفال يواجهون الأمطار والرياح، والمسؤولون خلف مكاتبهم أو داخل سياراتهم الفارهة يأتون اليوم ويحضرون العرض ويقومون بالتصفيق والتباهي أمام الكاميرات على هذا الإنجاز وكأنهم أمّنوا كل ما يلزم للوصول إلى هنا.

“البعث” اتصلت مع وزير التربية دارم طباع ووضعته بالصورة كاملة، وبدوره وعد بمعالجة الموضوع ومحاسبة المقصّرين، ونأمل من رأس الهرم التنفيذي لوزارة التربية أن يتابع هذه المشكلة المهمة التي حصلت والتي قد تحصل مرة أخرى في أي مديرية من مديريات المحافظات.

علي حسون