دراساتصحيفة البعث

الرد الصيني الحاسم

هيفاء علي

يبدو أن الحرب التجارية الراهنة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية تلقي بظلالها على أي محادثات تجري بين المسؤولين من كلا الطرفين. وهذا ما تجلّى في أعقاب الاجتماع الجليدي بين الدبلوماسيين الصينيين والأمريكيين في ألاسكا في 18 آذار الفائت، حيث كثفت بكين المبادرات الدبلوماسية التي زادت التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها، ولاسيما الاتحاد الأوروبي.

وبحسب مصادر صحفية فرنسية، فقد أصيبت الصين بالصدمة في أنكوريج نتيجة رؤية فريق بايدن الذي يعتبر نفسه في موقع قوة كافٍ لإلقاء محاضرات عليها، ما دفعها لتظهر له أن تلك الأيام قد ولّت.

في يوم الاثنين 22 آذار 2021 أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة عن فرض عقوبات على شركة وأربع شخصيات صينية. وكردّ على هذه العقوبات فرضت السلطات الصينية عقوبات على ما لا يقلّ عن اثنين وعشرين شخصاً: عشرة أوروبيين، مسؤولين منتخبين وخبراء، وتسعة بريطانيين، معظمهم من المسؤولين والأكاديميين المنتخبين المحافظين، وعضوان في اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية وعضو في البرلمان الكندي. كما تمّ فرض عقوبات على تسع منظمات: أربع في أوروبا، وأربع في المملكة المتحدة وواحدة في كندا.

بعدها أصدرت بكين، التي تواصل إدانة “التدخل الغربي” في شؤونها الداخلية، يوم الأربعاء 24 آذار 2021 تقريرها السنوي عن “انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في عام 2020″، وكان لافتاً أن الجملة التي تمّ إبرازها ليست سوى عبارة “لا أستطيع التنفس” التي قالها جورج فلويد أثناء اعتقاله من قبل الشرطة في مينيابوليس (مينيسوتا) في 25 أيار، قبل وقت قصير من وفاته.

في سياق متصل، أشارت المصادر الصحفية نفسها إلى أن الصين أظهرت في الأيام الأخيرة أنها لا تنوي تقديم أية تنازلات، تحديداً بعدما وقعت الولايات المتحدة وتايوان مؤخراً اتفاقية لتعزيز تعاونهما في مجال الأمن البحري، وهو أول اتفاق يتمّ التوصل إليه بين الجزيرة -التي لا تعترف بها الصين على أنها مستقلة- وإدارة بايدن، والذي يأتي بعد أن أصدرت بكين قانوناً في أوائل شباط 2021 يسمح لخفر السواحل باستخدام القوة في المياه التي تعتبرها الصين تحت سيادتها. كان ردّ بكين سريعاً، فبعد ساعات فقط، دخلت عشرون طائرة عسكرية صينية، بما في ذلك 12 مقاتلة، منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية.

آخر ردود الفعل الصينية على الاستفزازات الغربية هو إعلان وانغ يي وزير خارجية الصين خلال جولة في الشرق الأوسط، شملت تركيا وإيران والإمارات والبحرين وعُمان، عن “خطة تعاون عالمية” مع إيران لمدة خمسة وعشرين عاماً، حيث اعتبر مراقبون أن هذه الاتفاقية بحدّ ذاتها تحدٍّ جديد وقويّ للولايات المتحدة!.