أحدها كان سبب غزوٍ دموي.. حقائق تاريخية مدهشة عن التوابل في خزانة مطبخك
لن تنظر أبداً إلى علبة الملح أو مطحنة الفلفل بنفس الطريقة بمجرد أن تعرف التاريخ العميق وراء هذه التوابل وغيرها من البهارات الموجودة في خزانة مطبخك.
تاريخ التوابل موضوع ملحمي قديم قِدم تاريخ الحضارة. في العصور القديمة، كانت البهارات تستخدم لخصائصها الطبية بقدر ما كانت تستخدم لنكهتها، كما أنها كانت أيضاً عملة قيمة للغاية. مع تقدم الوقت، أصبحت تجارة التوابل جزءاً لا يتجزأ من تطوير التجارة والرأسمالية، ويقول العديد من المؤرخين إن تجارة التوابل كانت القوة الأكثر فاعلية في تشكيل الحضارة الغربية وسبب خوض العديد من الحروب والغزوات. وتلك بعض الحقائق التاريخية غير العادية عن بعض التوابل الأكثر شيوعاً.
الملح كان يُدفع كراتبٍ للجنود
يعود استخدام الملح إلى سنة 6050 قبل الميلاد على الأقل، على الرغم أنه من الممكن بدأ حتى قبل ذلك. إنها أقدم مادة حافظة معروفة للطعام، وهي ما استخدمه قدماء المصريين لحفظ أو “تحنيط” مومياواتهم. كلمة الراتب باللغة الإنجليزية – Salary – مشتقة من كلمة ملح لأنه في العصور القديمة كان الملح أيضاً شكلاً من أشكال العملة؛ وكان يتم دفع أجور الجنود الرومان القدماء بأكياس الملح. كما اشترى اليونانيون القدماء العبيد بالملح، حتى إن ملكية الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية والصينية دعمت نفسها والعمليات العسكرية في حكوماتها من خلال فرض ضرائب على تجارة الملح.
الفلفل استُخدم في طقوس الدفن
الفلفل أو البهار الأسود، المكون الأساسي في معظم الأطباق التي نعدّها، موطنه الأصلي الهند، حيث تم استخدامه منذ عصور ما قبل التاريخ. أقدم استخدام مسجل للفلفل هو 2000 سنة قبل الميلاد في الهند ومصر القديمة، حيث تم استخدامه في طقوس الدفن الملكية التي تضمنت حرفياً حشو أنف المتوفى بالفلفل، كما يتضح من حبات الفلفل الموجودة في الخياشيم المحنطة للفرعون المصري رمسيس الثاني.
تتحدث الروايات التاريخية من صعود الإمبراطورية الرومانية إلى سقوطها عن الفلفل باعتباره عملة ثمينة ورفاهية مرغوبة لمطبخ النخبة من مواطني روما الأثرياء فقط.
القرفة دفعت كولومبوس لاكتشاف العالم الجديد
على الرغم من أن القرفة تعود إلى سريلانكا وإندونيسيا، فإنها كانت تعتبر هدية للطبقات الملكية في الحضارات القديمة. استخدم قدماء المصريين القرفة كعامل عطري في عملية التحنيط. كما أنشأ العرب طريقاً للتوابل لجلب القرفة إلى الإمبراطوريات الأوروبية بينما حافظوا على سرية مصدرها حتى القرن السادس عشر.
في العصور الوسطى، لم يكن لدى العالم الغربي أي فكرة عن مصدر القرفة. في الواقع، كان أحد الأسباب التي جعلت كريستوفر كولومبوس متحمساً للغاية لاكتشافه للعالم الجديد هو أنه اعتقد أنه اكتشف مكان زراعة القرفة. وكتب بحماس لملكة إسبانيا وأرسل لها عينات من اكتشافاته. عندما وصلت العينات، أبلغته الملكة أنه مخطئ، وأنه أرسل لها ببساطة لحاء شجرة.
جوزة الطيب كانت سبب غزوٍ دموي
جوزة الطيب والصولجان هما جزءان منفصلان من فاكهة واحدة موطنها الأصلي جزر إندونيسيا. جوزة الطيب هي بذرة على شكل بيضة بينما الصولجان هو الغطاء الشبيه بالشبكة المرتبطة بالبذرة. كان الطلب على هذه الفاكهة سبب الكثير من الاضطرابات السياسية على مر القرون. ومن أسوأ الأحداث كان الغزو الدموي لجزيرة باندا من قبل الهولنديين في عام 1621 لغرض وحيد هو التحكم في إنتاج جوزة الطيب، حيث قام الهولنديون باستبعاد السكان المحليين وشرعوا في إنشاء مزارع جوزة الطيب.
الكمون استُخدم لتبييض البشرة
تمت زراعة الكمون في الأصل من الهند إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن المعروف أنه كان ولا يزال يستخدم في الطهي منذ عام 2000 قبل الميلاد. استخدم المصريون القدماء الكمون أيضاً في عملية تحنيط المومياوات. وكان لدى الإغريق القدماء هزازات الكمون على طاولات غرفة الطعام الخاصة بهم قبل أن يتم وضع مطحنة الفلفل على الطاولات. وقد استهلك كل من الإغريق والرومان القدماء الكمون معتقدين أنه يساعد على تبييض بشرتهم والحصول على بشرة أفتح.